أقلام حرة

من لا يريد السلام في العراق

 ما في مصلحتها فقط، الا ان هذه القوى تحلل الوضع وتقرر ما يفيدها وتعمل عليه سريا ان تطلب الامر ذلك، كما نشاهد ما تقع على الساحة العراقية من الماسي  هي نتيجة لتلك التعامل مع الساحة العراقية، ومن المستحيل ان يكون ذلك الا بفعل مجموعة او قوى او مكون او بمساعدتهم على الاقل وان وقفت ورائهم الجهات الخارجية على الاكثر .

 

 لو القينا نظرة عابرة على القوى الموجودة، سنجمع على ان الاكثرية ذا توجهات عقيدية سوى كانت دينية او مذهبية او عرقية منغلقة نفسها، وتحكم تعاملهم مع الواقع والمستجدات ايديولوجيات  معينة متقاربة مع بعضها، اي يحاول كل طرف اعلاء كفته علىحساب الاخر من اجل ازالته عن الساحة وسيطرته كليا على الامور والسلطة، ما يثبت هذا الكلام اطالة الصراعات وانعكاساتها على الساحة، ومساعدتهم بشكل مباشر كانت او غير مباشر لتوفير الارضية الملائمة للاضطرابات والانفجارات وعدم ترسيخ السلام بشكل كامل .

 

 انما نلمسه هوعدم وجود تعددية متنوعة ومفيدة للعملية السياسية بحيث يمكن ان نحسب المعادلات الصحيحة لبيان توازن القوى، لكون القوى متشابهة في الشكل والجوهر، وماموجود من المختلفين عنهم ليسوا بذلك الثقل والمكانة والموقع ليدخلوا خانة الصراعات القوية المتوازنة المتكافئة معهم، وهذا طبعا لاسبابه الموضوعية التي تخص الوضع العام للعراق والمنطقة والعالم وما وصلت اليه الشرق الاوسط بعد انهيار المعسكر الشرقي، ومن جانب اخر الاسباب الذاتية التي تخص الشعب العراقي ومميزاته وعاداته وتقاليده وخصوصياته وتاريخه القديم والحديث وعلاقاته مع جيرانه، ومن ثم تركيبة القوى وكيفية انبثاقها ومن ورائهم والمصالح المتعددة وراء تقوية اطراف على حساب الاخر، وهذه هي المعمعة التي تدع العراق غير مستقر وارضيته خصبة لكل من اراد العبث به .

 

الملاحظ في الوضع العام مابعد سقوط الدكتاتورية، توجهت الحالة والمجتمع وما فيه نحو تسيس كافة مفاصل الحياة الاجتماعية الاقتصادية الثقافية، اما في الوضع الراهن وان تخفف الامر الا ان الفرد والاسرة العراقية منغمسة فيما يخص السياسة بعد عسكرة المجتمع العراقي، ولم نشاهد مجال عام الا وتفننت الاحزاب في استغلاله من اجل تقوية مكانتهم في الصراع المتنامي وبكافة الاشكال بحيث يستاثر كل طرف بما هو مسيطر عليه من المواقع والمناصب في السلطات لتشريعية والتنفيذية للتصارع بها .

 

المشكلة العويصة الكبرى والتي هي الجانب الاهم لتعقيد كافة الامور،هي الصراع الاقليمي على ارض العراق ومن معهم وبشكل علني وواضح وطبيعي، وهذا لا يمكن لاحد ان ينكره من الطرفين الرئيسين، وهو الاعتماد على الصراع الطائفي المتشدد الذي طغى على ساحة هذه المنطقة باكملها واصبح بين قطبين يحاول احدهما  ان يوقع الاخر في اية بقعة يتواجد فيها، وكما هو الحال في لبنان والبحرين وحتى في السعودية ومصر ودول الخليج الاخرى، ولكن لكون العراق ساحة مفتوحة الابواب تستطيع جميع الجهات التدخل، وهذا ما نتاكد منه عند تلمسنا طابع وملامح الجهات كافة على اية عملية تحدث في الساحة العراقية، والفوضى المستمرة تسمح لكل من هب ودب ان يفعل فعلته ويحقق مرامه المخابراتي والسياسي باقل جهد وكلفة تذكر . اي الطبخة العراقية بيد عدد لا يحصى من الطباخين وكل منهم له مذاقه الخاص وطريقته في تحضير ما يريد وهو يستورد المادة الخامة التي يحتاجها من السوق الخارجي الداعم له والذي يسيطر عليه تجار دوليين كبار، وما تستوي منها لا تفيد ونافذة المفعول ولم يتذوق ويتجرع طعمها المر العلقم القاسي غير الشعب العراقي .

 

 تداخلت وتشابكت الاوضاع بشكل لا يمكن الا بدقة وتخطيط وعمل دؤوب فصل المضر عن المفيد،و لكن هذا يحتاج الى همة الشعب بذاته من غير تدخل اقليمي الذي لا يصب الا من اجل مصالح خاصة بهم وفي اكثر الاحيان يسبب التشويه للامور .

 

الشعب وحده قادر على تصفية الامور، وهذا ما يحتاج الى العقلية الواعية والتعقل في اصدار القرارات، وكما اعتمدنا بالديموقراطية الحقيقية يمكن غربلة الاوضاع في كل مرحلة بعد اخرى، الى ان تتجسد الارادة القوية المطلوبة في تصحيح المسار .

 

العقلية المنفتحة يمكنها تقييم الاوضاع بوعي جيد، والشعب وحده يريد السلام، اما القوى فانها تضحي بكل شيء من اجل صراعها الدائم مع بعضها وتسلك كافة الطرق في سبيل سيطرتها، انها تضرب بالسلام عرض الحائط لو تقاطع مع مصالحها، وما نتلمسه بين فترة واخرى من التفجيرات ليس الا حاصل جمع تداخل المصالح الخارجية مع الداخلية على حساب عموم الشعب، ويراهن البعض على الوقت لكي يضرب ضربته القاضية في العملية السياسية، وما على الشعب العراقي الا عدم السماح لتلك القوى الضيقة الفكر والافق من تطبيق نواياهم وتحقيق اهدافهم بالتعاون ووحدة الصفو كشف المزيف عن الاصيل. 

 

 

 

 

في المثقف اليوم