أقلام حرة

الدور المطلوب للاعلام بعد انتخابات اقليم كوردستان

السيطرة عليها حتى بعد اعلان النتائج ايضا، ولاسبابه المعلومة واهمها افرازات نوعية الادعائات وطبيعة العمل الاعلامي الذي اتبع اثناء الحملة الانتخابية، والنتائج التي حصلت عليها الاطراف كافة وما كانت تنتظرها وما تصدر منها من الخارطة السياسية المغايرة، وكذلك احساس بعض الاطراف بانها قد خدعت  من هنا وهناك، اضافة الى ما شاهدت ما لم تكن تتصور ما الت اليه اوضاعها لعدم تقييمها لذاتها بشكل طبيعي وعدم معرفتها لمكانتها وحجمها ومدى قصورها في الحسابات التي اجرتها لحالها وبنت امالها وقرائاتها عليها .

 

ان ما موجود حاليا من الاعلام الكوردستاني يمكن تصنيفه الى حزبي ومستقل، والاهلي الذي يصنف بدوره الى اهلي يتلقى دعما من الجهات او يمكن ان نسميه اعلام الحزبي غير المباشر او غير الرسمي، او الاعلام الحزبي في الظل،و هذه التنويعات فرضها الواقع السياسي العام للاقليم وما تتميز به المرحلة المتنقلة من تاريخ كوردستان بعد سقوط الدكتاتورية وتغيير التوازنات والاثقال للقوى الموجودة على الساحة مع التقلبات في الوضع الثقافي العام والاقتصاد بين فترة واخرى، رغم تامين نسبة معينة من الحريات المطلوبة . وفي ظل هذه الظروف لم نلق تصنيفا طبيعيا للاعلام بكافة انواعه، وما شاهدنا من الشطحات العديدة في مسيرته وخاصة في المراحل الحساسة، يثبت عدم استقرار الاعلام مع الوضع السياسي الموجود على حالة يمكن ان نصنفه الى اعلام السلطة او المعارضة. وباعتباره السلطة الرابعة، وان لم تلتفت السلطات لما تطرح فيه من المواضيع لانها لا تهتم الا بما تتناسب مع مصالحها، الا انه مجرد القاء الضوء على اي موضوع اوحالة او ظاهرة تهم الشعب سيهيج الراي العام ويفرض نفسه على السلطة والشعب معا .

 

 وكما مرينا به اثناء الحملة الانتخابية والترويجات من حالة جديدة بحيث سمع الشعب بكل صراحة التقصير والخلل بصوت عالي ومن قبل قوى اصبحت معارضة في غفلة من الزمن، الا اننا تلمسنا المعارضة الحقيقية الواجبة الوجود في النظام الديموقراطي الموجود في كوردستان والذي كان من النواقص الرئيسية للعملية السياسية منذ مدة طويلة، غير ان عمل الاعلام المعارض الايجابي هو طرح الحقائق والخلل الموجود مع طرح البديل الممكن والواقعي والمناسب له والذي لم نلمسه حقيقة في كوردستان لحد هذه اللحظة .

 

انما شاهدناه من تعامل الاعلام المعارض مع المتغيرات يمكننا ان نشبهه بالفوران والتهيج المؤقت من اجل اهداف سياسية انية فقط،و ليس بولادة طبيعية هادئة كما يتطلب الامر، والذي يجب ان يهتم بالتطور الطبيعي للنظام العام والسلطة بشكل خاص وهدفه الرئيسي خدمة الشعب . ولعبت العاطفة دورها الكبير في العملية التي انفلقت في الساحة، وبعد تهيء الفرصة الوحيدة منذ عقدين تقريبا لتجمع المتضررين من قبل السلطة المتنفذة مهما كانت ادعائات المعارضة بانها جمعتها واحتوتها تحت سقفها . بكل صراحة، ان المصالح الشخصية العابرة لعبت دورها الاساسي في وقوف وتراصف المعارضين في صف واحد امام السلطة، مع ما يتصف به الانسان بحبه للتغيير في كافة المجالات والمسائل والجوانب . وشاهدنا تخبطا واضحا في هذا الجانب، وهذه هي التجربة الاولى من تعدد الاراء والمواقف التي تطرح في الانتخابات بشكل صريح،مما ادى الى ما انبثقت منها النتائج دون تخلخل امني يذكر، وهذا امر يحسب للاقليم من الجانب الايجابي، وهذا ما يطمئن النفس لترسيخ العملية والاعتبار من التجربة وتجسيدها للمراحل القادمة . وما يهمنا هنا ان نذكره هو دور الاعلام الواضح الجذري والذي  طرح من خلاله  مكامن الخلل والنقص، الا ان النهج الذي اتبعه بكل اصنافه لم يكن بمستوى المسؤولية،و للاسف بعض منهم مر بهفوات غيرت الحال عن مسارها بعض الشيء .

 

 وهنا يمكن ان نصنف الذي مر من العمل الاعلامي الى الجانبين ونوزعهما بشكل واقعي وعملي الى خندقين هما سلطوي من جانب ومعارض من جانب اخر، دون فسح المجال للمحايد او الاهلي المستقل بعد الانتخابات، وكما هو حال التي يمكن يصنف فيها المثقفين ايضا وتوزيعاتهم على الخندقين رغما عنهم .

 

ان ما يهمني ان اذكره هنا وما يؤسف له هو استمرار النمط والنهج الذي كان سائرا اثناء ترويج الانتخابات لحد اليوم، ومن المفروض ان نكون قد انتقلنا الى مرحلة اخرى، واعتقد هذا ما يثبت الاسباب الموضوعية وراء التطرف والتشدد الذي حدث ولم تقدر الاطراف على كبح جماحهم لحد الان، ولابد من السيطرة عليه، لان المصالح العليا تفرض تصحيح مسار العملية السياسية والاعلام بالذات، لان الاهداف العامة للاعلام هي تحقيق اماني الشعب من خلال طرحالحقائق والمشاكل والقضايا وايجاد الحلول المناسبة لها، ويجب قراءة الاوضاع العامة وتقييمها من اجل ايجاد الطريقة المناسبة لبيان وقراءة وطرح اي موضوع .

 

اليوم في اقليم كوردستان، نمر بمرحلة جديدة وتتطلب المستجدات منا تغيير طريقة التعامل معها، وهذا ما يدعني ان اقول ان دور الاعلام في هذا الوقت اكثر اهمية وحساسية، وبالاخص ما نشاهد من ردود الافعال من القوى بعد صدمتهم من النتائج التي لم يتوقعوها بهذا الشكل، ومهام الاعلام الرئيسي هو مساعدة الشعب والرقابة العامة وطرح المسائل والحلول المفترضة، والمهام الاني لجميع وسائل الاعلام بانواعها المختلفة هو محاولتهم في تهدئة الامور لاستقرار الاوضاع لكي تنعكف كل جهة على اداء واجباتها في السلطة كانت ام في المعارضة .

 

 

 

 

في المثقف اليوم