أقلام حرة

عند الاحزاب الجديدة هل يكون الانسان اغلى ما يملكون؟

 

اما سياسيينا العظام سواءاً كانوا في الحكومة او في البرلمان او حتى قادة الاحزاب التي تتناسل بسرعة وبكثر كما ال....... ! لم نسمع او نشاهد ان شخصية واحدة من هذا الوسط اطلقت هذا الشعار ولو بالكذب حيث يشعرنا اننا مهمين بالنسبة لهم ولاحزابهم ولو في ايام الانتخابات فقط وان صراعهم على الكراسي ليس من اجل مصالحهم الشخصية ولا من اجل مصالح احزابهم كذلك لا دخل لهم بالاجندات الخارجية وهم لا يطبقوها في العراق هم بالحقيقة يعملون من اجل خدمة المواطن البسيط لانه اغلى ما يملكه هولاء السياسيين الطيبين الوطنيين الذين يضحون بكل شيئ من اجلنا نحن البسطاء ! ولا ارى سبباً منطقيا لوجود هذه الاحزاب وهذه التحالفات اذا ما عرفنا بأن من يؤسس حزباً او تكتلا يكون على خلاف مع الحكومة او هو معارض لسياسة الحكومته وانه يعتقد انه لديه القدرة على ايجاد حلول ناجعة لمشاكل بلده وان هذه الحكومة لا قدرة لها ولا كفاءة , في هذه الحالة فقط يكون تأسيس حزب جديد او تكتل جديد حالة ضرورية الغاية منها العمل على رفع مستوى المواطن البسيط وايجاد الحلول المطلوبة ... اما في حالة سياسيينا فان لهم فلسفة خاصة جدا في تشكيل هذه الاحزاب وهذه التكتلات وان هذه الفلسفة تنبع من اي جلسة بسيطة على مائدة طعام مثلا (وما اكثرها) او بعد صلاة العشاء او حتى في اتصال هاتفي بينهم ليجعلوا ائتلافاتهم تنطلق الى السماء وبالطبع يصاحبها استعراض لشخصياتهم وعلى اكبر القاعات في بغداد وتوفير كل الامكانيات شيئ ضروري لانجاح هذا الحزب ولا ننسى طبعا الميزانية لهذا الحزب او التكتل فهي تصرف بسرعة البرق ومن يستطيع ان يقول لا لهذا الحزب وهو يضم في صفوفه كل هولاء الدكاترة والمهندسين وهم الذين ينتظرون حكومة المالكي وهي ستغادر وياتي دورهم في اللعبة .

كم تمنيت ان يطرح احد قادة هذه الاحزاب الجديدة مشروعا وطنيا بخصوص مشاكل التعليم او الكهرباء او الفساد العقلي الذي ينتشر بسرعة كبيرة او يخرج علينا احدهم وهو يحمل بين يديه الكريمتين خطة لزيادة حصة العراق مياه دجلو والفرات واجبار اللعينتين تركيا وايران على هذه الخطة هكذا تكون السياسة يا اخوان هذه المشاريع الوطنية التي نحتاجها لاننا بأمس الحاجة لها الان لا نريد احزابا اكثر تستهلك ميزانية الوطن ولا نريد رواتب شهرية اكثر لهذه الشخصيات التي يحصل بعضها على اكثر من راتب شهري والمواطن البسيط الشريف لا يملك قوت يومه ... اصبحنا نتقزز من التمنطق والتفلسف والتلاعب بالالفاظ الذي يشعرنا وكاننا اغبياء امام شاشات التلفاز وهم يتانقون ببدلاتهم الفاخرة وباحزابهم التي لم تجلب لنا غير انتقال هذا الدكتور الى التكتل الجديد ورجوع ذلك المهندس الى حزبه القديم مع اننا لا نعرف اين القاعدة الجماهيرية لهذه الاحزاب ؟ وهل لها اتباع ام هي تحالفات من فوق فقط ؟ وما دامت تحصل ميزانيتها من الحكومة او غيرها فلا يجدون مبررا من وجود هذه قاعدة جماهيرية وبماذا ستنفعهم هذه الجماهير هم لا يريدون (دوخة راس) يريدون ان يبقوا في الصورة مع زملائهم ايام النظال ضد الطاغية .

 

 صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1148 الثلاثاء 25/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم