أقلام حرة

يمسك الصائمون عن الحلال فهل يمسك الفاسدون عن الحرام؟

وفي هذا الشهر الكريم نحاول ان نذّكر المفسدين ونقول لهم بأن يجعلوا من هذا الشهر توبة نصوحة لوجه ربهم وان يكفوا عن محرماته لان الموظف في مكان عمله هو ممسك عن الحرام طالما كان شريفا والى ان يضيع وقت العمل او ياخذ رشوة والعياذ بالله فانه سيكون فاسدا لانه ياخذ راتب شهري على عمله وهو حلال عليه اما اذا راوده عقله بان هناك الكثيرين ممن يعرفهم وهم يأكلون الحرام فان الله والوطن اكبر منهم اجمعين وسينكشف امرهم اجلا ام عاجلا، المعلم والمسؤول ايضا وكل الذين لا يعطون اعمالهم كل جهدهم ووقتهم وللذين لا يراعون ربهم ووطنهم وكذلك للذين تراودهم انفسهم اقول : ان هذا الشهر الفضيل هو شهر التوبة والغفران والتسامح وغسل الذنوب ويكفي ما مضى من فساد وان شاء الله يُغفر لكم ذنوبكم لان من المستحيل ان يكون الفساد هو القاعدة في الحياة وان يكون المفسدين هم الافضل بيننا، ثم ماذا ينتظر المفسدون من فساهم غير توريثه الى ابنائهم ؟ وما ادراك ان تورث ابنائك الفساد واكل الحرام وهل ستورث ابنائك الفساد المهني ام الفساد الاخلاقي ام كلاهما؟

والفاسد كما اعتقد هو الشخص الذي ينظر الى الاشياء مقلوبة لان تركيبة عقله قد تغيرت بحكم الفساد فتراه يبرر السرقة والرشوة وغيرها من الافعال التي لا يقبلها الدين والانسانية، والبعض يعتقد ان (الفهلوة) التي ادخلتها علينا السينما الهابطة وغيرها من وسائل الاعلام يعتقد هولاء ان هذه الفهلوة هي الطريق الاسهل للحصول على الامول او الوظائف ولكنها بالحقيقة هي سقوط اخلاقي وهي اول خطوة في ضياع الشخص وضياع عائلته ... ومن هذا المنطلق ولان العراقي لا يقبل ان يكون عرضة للضياع هو وعائلته وان يدرك ان الله حق وان يكف عن هذه الافة التي تفتك به وبمجتمعه ولان العراق يستحق منا كل حب وتضحية .

وعلى الجميع ان يقول لنفسه كلمة وان يفكر بها وهي : اذا كان معي في العمل تسعة اشخاص لصوص ومرتشين وفاسدين هل اصبح انا عاشرهم ؟ واذا قبلت ان اكون انا العاشر فهل سوف اغضب لو قال احدهم باني لص وموتشي وفاسد ؟ ولماذا اغضب وانا رضيت بان اكون عاشر اللصوص ثم ماذا سأعلم اولادي هل اعطيهم دروس في فن اللصوصية العالمي ؟ ام تراني اخذهم معي ليستلموا اموال الرشاوى من المراجعين ؟ الماساة التي جمعتنا مع الطاغية من ظلم وجوع يجب ان تكون مصدر قوة لنا وان تكون مصدر يجمعنا على حب العراق وعلى التماسك بيينا وان لا تكون مصدر يباعدنا عن بعضنا وان يكون طريق الفساد والمفسدين هو طريقنا الذي نتمنى ان نمشي عليه لان العراق والكرامة صنوان لا يفترقان وان عراقي بلا اخلاق فهو (....) مثلما تعرفون،اضف الى ذلك ان الكثير من العراقيين لهم احترامهم ووضعهم في المجتمع وبين من يعرفهم وهم لا يملكون من حطام الدنيا شيئ .

لهذا كله يجب ان يتوقف المفسدون واللصوص الذين يبررون سرقاتهم وفسادهم وان يدركوا بانهم سيدفعوا ثمن فسادهم هذا في يوم من الايام وان طال هذا اليوم .

 صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1151 الجمعة 28/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم