أقلام حرة

الا تكفي هذه الاعترافات؟

ومن يقف خلفهم وطريقة التفيذ ودوافعه المختلفة، إذ حاول البعض تغيير جهة أصابع الاتهام والتشويش على سير التحقيق، لكن ما أعلنته عمليات بغداد حين عرضت اعترافات الإرهابي المدبر لهجوم وزارة المالية  وكيف استطاع إدخال الشاحنة من محافظة ديالى  حين رشى احد عناصر الأمن، شارحا ارتباطه بحزب البعث جناح يونس الأحمد وكيف تلقى الاوامر من مسؤوله المباشر سطام التكريتي، رغم كل هذ ظل البعض يشكك بهوية الفاعل والجهة التي تقف خلفه .

ومن اعترافات المجرم انه شغل منصب مدير شرطة المقدادية وبلدروز إضافة الى تدرجه الحزبي في البعث المنحل حتى وصل عضو فرع، حيث تم التأكد من صحة ما اعترف به، وكيف كان يتنقل بين بغداد ودمشق، اذ تشير المعلومات انه اختفى مع اغلب قيادات البعث في ديالى بعد التاسع من نيسان لكن بعد فترة وجيزة عاودوا الظهور وبشكل أوسع واكبر حتى تحالفوا مع القاعدة والجماعات المسلحة المرتبطة بها وبدأوا سلسلة أعمال العنف والقتل والتهجير التي أوصلت المحافظة الى نقطة الصفر الأمني، كما ان الاعتراف الآخر وما أعلنه تنظيم دولة العراق الإسلامية  والذي يتخذ من محافظة ديالى مقرا له حين تبنى العملية في محاولة لتضليل الرأي العام وأبعاد التهمة وتشويش صورة الاعتراف المذكور سلفا، لكن اذ ما دققنا قليلا سنجد بصمات الجهتين واضحة من خلال تحالفهم الاجرامي .

لكن للاسف الشديد رغم كل ذلك ظل البعض من الساسة والاعلاميين و" كتاب المناسبات "  مصرين على موقفهم  بتشويش الحقيقة محاولين ابعاد التهمة عن الجهتين الارهابيتين، حتى بعد ما اعلنته الحكومة بأستدعاء السفير العراقي في دمشق والتشاور معه بشان الطلب من سوريا تسليم المتهمين بالتفجيرات،  خرج البعض الاخر من سياسين وحزبيين رافضين خطوة الحكومة "المتاخرة "، مدعين ان هناك قوانين دولية تمنع تسليمهم، وان طلب الحكومة غير شرعي، متناسين ما سببوه من دمار والم وحزن  للعراق والعراقيين طوال الفترة السابقة وفترة تسلطهم الدكتاتوري .

 ترى لم  تتوضح الصورة بعد كل هذه الاعترافات الجازمة لكل من كتب وصرح وحاول أبعاد التهم عن هذه الزمرة الضالة وهذا التحالف الإرهابي، الم يهزهم صوت الطفلة المقطوعة اليد وهي تنادي على أمها التي توفت جراء الانفجار الذي أصاب الطابق المخصص لحضانة أطفال الموظفين في وزارة المالية، لنكون عراقيين بشكل خالص بعيدا عن كل الانتماءات الاخرى سوء كانت حزبية طائفية عرقية قومية ولنفكر بالبلد وما لحق به جراء هذا التناحر والاختلاف بكل صغيرة وكبيرة، لندافع عن الشعب اولا واخرا ونترك تبادل التهم واطلاق التصريحات التي  لا تفيد ولا تضع الاصبع على الجرح، لنتخلص من كل شوائب التفرقة  وننقي الانفس في سبيل دمعة كل طفل فقد ابويه، وصرخة كل ام  واخت وزوجة وحبيبة فقدت ابنها واخيها وزوجها وحبيبها، لنقف مع كل شاب فقد ذراعا او ساقا جراء التفجيرات، لنعين من سكن بالعراء بعد تهديم داره، ولنترك احضان الغير ونرتمي باحضان العراق .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1152 السبت 29/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم