تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

من العــــــــراق

حيث يتعرص هذا البرنامج كما يدل عليه اسمه الى الشأن العراقي في قاسم مشترك يجمع اجندة هذه الدول التي يبث منها هذا البرنامج الا وهو التعرض للشان العراقي إذ لا يخلو من الغرض الذي اعد له ولاجله

 الا وهو التدخل في الشان الداخلي لهذا البلد والذي يصل في احيان كثيرة حدا سافرا بعيدا عن الموضوعية والحرفية المهنية لصحفية، وهو لا شك تعبير عن وقاحة سياسية قبل ان تكون اعلامية في تغطيته لاصغر حدث يمر به هذا البلد، وفي شرح واف لادق تفاصيل الاحداث فيه، والقاء الضوء على كل شاردة وواردة في تبني ممنهج وغير مبرر من قبل هذه القنوات الاعلامية بدعوى حرية الكلمة وحق التعبير

ويبدو ان هذه القنوات لم تكتفي بما تبثه من اخبار يومية عن ما يجري في العراق في ترويج واضح لاعمال العنف وتهويل صورة ما يجري في هذا البلد

احدى هذه القنوات هي قناة العربية التي لا يخفى على المتتبع للشان الاعلامي توجه هذه القناة ومن يقف وراء دعمها والجهة التي تبنت تاسيسها وهي بلا ادنى شك العربية السعودية، التي تبنت تمويل هذه القناة بالكامل الى الدرجة التي حملت هذه القناة اسم الدولة المؤسسة، ولكن  بعد ان ابعد اسم السعودية لتبقى بدون الصفة الدالة على المؤسس الحقيقي لها  لغرض الترويج الاعلامي وللدلالة على حيادية هذه القناة

ولكنه امر لم يعد خافيا على احد

 يتم عادة في هذا البرنامج (من العراق) التعرض في كل حلقة منه الى بعض

 المشاكل التي يعيشها الشارع العراقي في سوء استغلال واضح للحرية التي ينعم بها العراق في ظل وضعه الجديد الذي اتاح المراسل العربية وغيره الحرية الكاملة في التجوال في كل مكان من العراق

 في هذاالبرنامج يتم عادة استضافة او الاتصال عن بعد باحدى الشخصيات العراقية او ربما اكثر من شخصية يتم التحاور معهم وتوجيه الاسئلة اليها عن ما يدور في العراق حول بعض المسائل التي تتعلق عادة بالخلافات التي تحدث بين قادة الكتل السياسية من ذوي الاتجاهات المختلفة وعادة ما يدلو كل بدلوه

 ففضاء الحرية في عراق اليوم متاح للجميع إذ ليس ثمة فيتو على فكر احد

 

ولكني اقول اين الخلل بل ما هو العيب الذي تعبر عنه هذه الحالة التي تعتبر صحية في نظر الكثير طبعا باستثناء وجهة نظر اخواننا الاعداء جيراننا

 وهي حالة طبيعة الى حد كبير فقد عاشتها بلدان كثيرة في العالم سبقتنا اليها في هذا الميدان عاشت مخاض الديمقراطية وتنعمت بعد ان استتب وضعها بظلالها

 

قناة الجزيرة هي الاخرى لها  ذات البرنامج وهو الاخر يحمل الكثير من الاغراض التي لا تخفى على صاحب ادنى بصيرة، ومدى الاجندة التي تقف خلف الكثير من توجهات هذه القناة التي تبث سمومها في طيات هذه البرامج بحجة شرح الحالة التي يعيشها المواطن العراقي ولكن برؤية

تريد القناة ارائتها للمشاهد المتلقي وليس حقيقة ما يجري على ارض الواقع

 

 القنوات الايرانية هي الاخرى ليست ببعيدة عن هذا المنحى بل زادت على القنوات المذكورة في نشرها بعض الاخبار في فقرات نشراتها الرئيسة، والتي تعتبر محلية إذ لا يمكن إذاعتها من خلال قناة فضائية

 والجدير بالذكر ان السلطات الايرانية تمتلك قناتين عربيتين هما الكوثر والعالم

 استمعت في احدى المرات الى قناة الكوثر وهي تذيع خبرا عن العراق يتعلق بالانتخابات التشريعية القادمة مفاده ان السيد السيستاني يدعم القائمة المفتوحة.... انتهى الخبر

  لا اعرف ان كان هكذا خبر يُذاع في فضائية دولة مجاورة للعراق وهو خبر داخلي ؟؟؟؟؟

 بكل المقاييس يخص موقف مرجع ازاء شان داخلي

 ما هو شأن الايرانين في هذا الامر سوى التعرض لشأن لا يخصهم على الاطلاق

وغالبا ما يتم الاتصال ببعض السياسين العراقيين وتوجيه بعض الاسئلة اليهم حول حقيقة ما يجري

 

 

وهنا مكمن الخطر الذي تبحث عنه هذه القنوات

هنا اريد ان اتوجه بالسؤال الى المسؤولين في هذه الدول

ماذا يُعد هذا ؟ اليس تدخلا سافرا في شؤؤن الغير؟ ماذا لو كان العراق هو صاحب مثل هذه الخطوة

 كيف سيكون عاقبة الامر اتجلسون متفرجين تتابعون هكذا برامج

 

ولا سيما ان اوضاع بلدانكم الداخلية ليست سمن على عسل كما يقال والذي كان بيته من زجاج يتعين عليه ان لا يرمي جاره بحجر

لذا فالكف عن مثل هذه السياسة هو خير لكم ولمصلحة شعوبكم، واطمأنكم سوف لن يبقى الوضع العراقي مثلما تتمنون له ؛ بل لابد له ان يتعافى وسوف لن يغفر لكم ما فرطتم بحقه من اتباع هكذا سياسة والتي كانت ولا زالت السبب في ناجيج الشارع العراقي الذي يدفع ثمنها فقراء هذا البلد الذين لاحول ولا قوة لهم في ما يجري لبلدهم الذي يرونه يذبح باجندة دول جيرانهم كل يوم

لكي تبقى هذه الدول في مأمن من امرها وليحل بالعراق ما يحل

ولكن اعلموا انكم بعملكم هذا سوف لن تهنئوا

فان ليل العراق سوف لن يطول لابد له ان ينجلي ولابد لشمسه ان تشرق

فقد مرت على هذا البلد نوائب ومصائب كثيرة على طول تاريخه

فلم يخرج منها مكسورا ابدا وتاريخه حافل بمثل هذه الاحداث

لو كنتم قد قرأتم تاريخه

فلا تفرحوا بما يحل به الان وان ابديتم تعاطفكم معه بدموع تماسيح وقلوب يملئها النفاق في حقد منكم لا ينطلي على ابنائه باحاسيسكم المرهفة هذه

فلم يعد ما نسمعه من ان هذه الدول تريد مساعدتنا  هو خير لنا

  شكرا لكم لقد نعمنا وملئت بطوننا وتخمنا وتقطعت اوصالنا وخربت بيوتنا ومؤسساتنا وشوارعنا بمفخخاتكم البشرية وعبوانكم اللاصقة التي تفننتم في تكرمكم بها علينا

 لاحاجة لنا بمساعداتكم كفوا ألسنة فضائياتكم ووحوشكم البشرية عنا

 وسوف نتصدى نحن لوضعنا

لاحاجة لنا بانسانيتكم احتفظوا بها لفقرائكم ومهمشيكم

ولكن يبقى هنالك سوال حائر يبحث عن اجابة له في اروقة ساستنا الا وهو ما الحل للتصدي لمثل هذه المفخخات الاعلامية

   اتمنى على كل الاخوة السياسين في العراق ان يتحلوا بروح المسؤولية برفضهم اللقاء مع هذه القنوات التي كما هو معروف عن توجهاتها فانها لا تريد الخير لنا جمبعا همها هو صب الزيت على النار لكي تبقى حدة التوتر بين الفرقاء السياسين قائمة، فتترجم تصريحاتكم في اليوم التالي الى مفخخات وعبوات ناسفة تطال الابرياء، في شوارعنا ومدننا

وطبعا ليس في طهران والرياض او دمشق بل تمزيق اوصال ابناء هذا الشعب

الذين انتم منه فكونوا له وليس عليه

بمساعدتكم لهذا لقنوات في المضي قدما باجندتها التي تؤتي ثمارها في ربوع وطنكم

فجنبوه ذلك بتكاتفكم في الرد على كل من يريد الاساءه اليه ان كنتم وطنيين كما تزعمون

 

أكــــرم الفضلـــي

29-08-2009

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1152 السبت 29/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم