أقلام حرة

رحيل علي صالح والخيارات المحتمله في اليمن / جاسم محمد

وقد اختلفت الاراء والاستطلاعات حول مايجري في اليمن الان ومستقبلا في ظل مخاوف عربيه وغربيه من صعود شبكه القاعده المتشدده في اليمن رغم كل الدعم الذي قدمته للنظام ولسنوات طويلة ومحاولتها انقاذ علي صالح من المسائلة او اخضاعه للمحاكمة .

 

ورغم تعدد الخيارات: الخيار السلمي والخيار العسكري او الدخول في حرب اهلية التي يروج لها علي صالح، كمحاوله منه لابقاء دعم حلفاؤه وايهامهم بان انهيار نظامه يعني انهيار الامن في المنطقه الذي يعتبر سداد امان غربي في القرن الافريقي قبالة لسواحل الصومالية وسيطره المحاكم الاسلاميه . اما الحرب الاهلية فمازالت فزاعة مثل فزاعة تنظيم القاعدة يلوح بها علي صالح من اجل البقاء في السلطه وهو يراهن على ولاء المؤسسة العسكرية والاستخبارية وضعف الضغوطات الدولية والاقليمية لتنحيته من السلطه وماجائت من تصريحات من الولايات المتحده واوربا ودول خليجيه لا تتعدى ان تكون تصريحات خجوله رغم ان العوامل الداخليه تجري في اتجاه لا يخدم علي صالح ابرزها استمرار الثوره الشعبيه سلميا ودعم القبائل اليمنيه للثوره ومشاركه شبابها بشكل مباشر في ساحات التغيير .

 

القبائل اليمنيه وزعاماتها بدات تترك تحالفاتها مع النظام وتعلن تاييدها للثوره ومشاركتها المباشره في حماية الثوار والكثير منها بدات تلتحق في صفوف المعارضة اولها قبيله حاشد بزعامة الاحمر وثانيهما قبيله كابيل احدى اكبر القبائل اليمنية وغيرها من القبائل بل تعدى دورها تقوم بمواجهات عسكريه بمنع قطعات الجيش اليمني من التحرك من مواقعه ابرزها لكي

قبيله نهم في مارب حيث ذكرت مصادر علنيه بمحاصرة قبائل نهم اللواء 26 حرس جمهوري قرب محافظة الجوف والذي يعتبر ترسانه كبيرة للجيش اليمني وكذلك اعاقتها للواء 101 مشاة هكذا هي القبائل في اليمن تفرض وجودها عند الضرورة بينما علي صالح مازال يراهن على الوقت وتفجير الوضع الامني داخليا كخطوه منه لاحداث حاله انفلات امني يمكنه من البقاء لفترة اطول في السلطة وما جاء على لسان الشيخ امين العكيمي رئيس مؤتمر قبائل بكيل العام ادانة  واضحه لجرائم النظام ودعم مباشر لشباب الثورة .

 

وماشهدته وتشهده مدينه تعز وابين من غضب شعبي واحتقان ممكن تفسيره ضمن جهود علي صالح من استفزاز الشارع اليمني وايهام الراي العام بان مايجري في اليمن هو ثوره غير سلميه وتحمل مخاوف اقليميه ودوليه واحتمالات صعود تنظيم القاعده في اليمن .

اما لماذا زنجبار فالتاريخ يعيد نفسه الى حرب الوحده عام  1994 حيث قاتل جيش ابين بزعامة عبد النبي الى جانب علي صالح والان تعيد نفس الدور رغم ان اراء المعنييون في الشان اليمني وتنظيم القاعده تستبعد صعود التنظيم على ظهور القبائل اليمنيه التي تجد في القاعده تجاوز على شرعيتها وتحديا لها للامساك بالشارع اليمني فرغم ان القبيلة اليمنية وفرت الحماية لمقاتلي القاعدة في وقت سابق لكن اليوم المعادله اختلفت فلم تعد القاعدة مطاردة لنصرتها اوان تكون ضاله للشباب للثوره ضد الحاكم  لان الشباب والقبيله نزلت الى الشارع بشكل مباشر لتواجه تحدي السلطه .

اما المواجهات العسكريه في صنعاء فاغلبها كانت تصفيه حسابات بين الاحمر وعلي صالح اما مواجهات الحصبه في صنعاء فتعود الى وجود بيت الاحمر و وزارة الدفاع ومقر المؤتمر الوطني الحزب الحاكم .

 

 القبائل اليمنيه اليوم لها دور مباشر في تحديد حركه الجيش ومنعه من التنقل على سبيل المثال هنالك قطعات من الجيش اليمني لاتستطيع الدخول الى صنعاء العاصمة لاعتراضها من قبل القبائل اليمنيه وكذلك في محافظات اخرى ضمن خطه القبائل الى اضعاف الجيش ومراهنتها على الوقت .

 

كانت المواجهات داخل صنعاء اغلبها مابين قبيله حاشد وعلي صالح هذه المواجهات كشفت حقائق للشعب اليمني بان القوه التي كانت تتمتع بها قبيله حاشد بين القبائل كانت تاخذ اكثر من حجمها الحقيقي ومبالغ فيها وان الاحمر كان اسيرا سياسيا لدى على صالح لذا استغل الاحمر شيخ حاشد الثوره الشعبيه للتخلص من قبضه علي صالح وكذلك الجنرال محسن الاحمر .

 

وكشفت مصادر سياسيه من داخل صنعاء رفضت الافصاح عن نفسها بانه خلال عمليه التفاوض مابين حاشد وزعيمها الاحمر كان الاقمش مدير الامن السياسي/ المخابرات اليمنيه حاضرا وخلال وجوده كان يجري اتصالات مع علي صالح ورغم ذلك تعرض الى قصف وضرب المكان في طائرات مروحيه حربيه ليكون الاقمش من بين المصابين هذه الحادثه  ممكن تفسيرها بانها محاولة من صالح للتخلص من الاقمش مدير الامن السياسي الذي يعتبر منافسا قويا الى ابن اخ الرئيس صالح مدير الامن القومي اليمني ، الجهاز الاخير تم تشكيله قبل 6 سنوات تقريبا خطوه من علي صالح بامساك خيوط الامن والاستخبارات وفرض افراد عائلته في السلطه بعد تسربات تورط مدير الامن السياسي السابق الصرمي في صفقه مع تنظيم القاعده باخراج مقاتليها بشكل غير شرعي وبتاشيرات مزورة الى اميركا واوربا من مطار صنعاء مباشره هذه التقارير تناولتها تسريبات ويكليكس الاخيرة ايضا .

 

ان محاولة صالح بالتخلص من خصومه بتصفيتهم خلال اجراء الوساطة والتفاوض اصبحت معروفة فقد سبق ان تعرض محسن الاحمر في حرب صعدة الاخيره العام الماضي لنفس السيناريو خلال تفاوضه مع الحوثيون وكذلك ماتعرض له محافظ شبوة الشبواني 2010 الى محاولة اغتيال خلال تفاوضه مع مقاتلي تنظيم القاعده والذي راح ضحيته .

خصوم صالح كثر ويبدوا انهم اليوم يحاولون تصفية حساباتهم معه .

 

 اثبت علي صالح بانه مراوغ من الطراز الاول ويراهن اولا على دعم الولايات المتحدة والغرب والخليج له خلال الثلاث والثلاثون عاما الماضية ضمن باب مكافحه الارهاب والورقه الثانيه التي يراهن عليها علي صالح هي الجيش اما الثالثه فهي ضعف المعارضه اليمنيه واختلافها ورفضها من قبل قيادات التغير وثوره الشباب في اليمن .

 

علي صالح يعي ويعلم علم اليقين مايقوم به من مراوغة فالغرب ودول الخليج تريد انقاذ صالح من اي مساله قانونية او محاكمات لان اخضاعه للمحاكمات يعني كشف اوراق وتحالفات صالح مع الغرب والخليج التي كانت اغلبها في خدمه المؤسسه العسكريه والسلطه اكثر من الشعب اليمني لذلك كان غير مبالي برفضه المبادرة الخليجية لانه يعرف ان اميركا والغرب لاتريد اسقاطه بل تنحيه وانقاذه من اي محاكمات لذلك فهو يراهن على الوقت محاولا الامساك بالسلطة الى اخر لحظة وعدم التنحي بعد ان ايقن بان الجيش اليمني يكن الولاء له طالما هنالك مرتبات شهرية ومراهنته على احتمال ضجر وملل ثوار التغير المتظاهرين والمعتصمين في شوارع صنعاء والمحافظات اليمنيه وما تم اصداره من بيان من احدى الوحدات العسكريه لايمكن تصنيفه ضمن الانقلاب العسكري الذي بات خيارا ضعيفا، الجميع يراهن على الوقت وبالتاكيد سوف لايكون لصالح صالحا .

 

جاسم محمد

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1777 الجمعة: 03 / 06 /2011)

 

 

 

في المثقف اليوم