أقلام حرة

هل تستطيع الشعوب أصلاح قادتها؟

وكما هو معروف فأن اغلب القادة يكونون وطنيين ويعملون للوطن بعيدا عن المصالح الشخصية او الحزبية ويكون المواطن البسيط همهم الوحيد وعلى هذا الاساس فأنهم يحضون بأحترام الجماهير وتطلعاتهم ... وبعد استلامهم مقاليد الحكم في بلدانهم فان الموازين تنقلب رأسا على عقب والامثلة كثيرة سواءا كانت أمثلة محلية او عالمية .

ما يهمنا نحن العراقيين هم قادتنا (شئنا او ابينا) نعم أناس كانوا في احزابهم يناضلون وكل حسب قدراته بالتأكيد هناك الاقدر وهناك ذو الشخصية الاقوى بين اقرانه (طبعا منهم من استشهد منهم من ترك العمل الحزبي وغيرهم) عموما نحن امام واقع عراقي بمواطنيه وتطلعاتهم التي يروها بعيدة المنال وبين قادته الذين تتلاطمهم امواج الاجندات الاجنبية والمشاريع الدولية الكبرى مع حداثة تجربتهم في العمل السياسي وفي قيادة الدولة ... وانتقال رجالات الاحزاب من العمل الحزبي الضيق الذي مهما كبر فانه لا يعدو عملا بسيطا وصغيرا بالقياس الى مناصبهم الحالية , لانه وحتى في حالة حصول بعض الاخطاء فان مسؤوليتها تقع على عاتق هذا الحزب او ذاك وفي اغلب الاحيان يقع صغار العناصر ضحية هذه الاعمال اما الكبار فلهم دائما الخطط البديلة التي تنقذهم

 ان هولاء القادة لم يكونوا في يوم من الايام خونة او عملاء او حتى قتلة ولكن الذي حدث هو انهم استلموا السلطة وهم غير مؤهلين 100 % لقيادة العراق ناهيك عن ان المخطط الامريكي في العراق والمنطقة يفاجئهم في كل لحظة بأشياء لم يكونوا يتوقعوها في يوم من الايام ابتداءا من اعلانه الاحتلال مرورا بأدخاله الارهاب عندما اعلن رامسفيلد (ان من يريد قتال امريكا فليأت الى العراق) وهذه دعوة واضحة لجعل العراق ساحة حرب بين الارهابيين من جهة والعالم الحر كما كان يسميه جورج بوش من جهة اخرى هذا كله وسياسيينا مذهولين وهم يحلموا ببناء العراق حينا والمشاريع التخريبية من دول الجوار جاهزة وهم ليس لهم حول ولا قوة بين كل هذه الاجندات احيانا .

كنت قد كتبت تعليقا على مقال للاستاذ على السوداني قبل يومين واحسست باني لم اقول كل الذي اريده لذلك ارتأيت ان اكتب هذا الموضوع وهو ما البديل عن هذه الحكومة؟ والذي جعل بلدنا ينحدر بهذه الصورة المزرية الى أوائل الدول بالعالم في الفساد هل سيترك القادة الجدد يبنون العراق؟ ام هل سيترك الحكومة القادمة تنفذ مشاريع وطنية لخدمة مواطنيها ؟ في احيان كثيرة اقول أليس الذي يحدث في العراق هو تطور طبيعي لمجريات الاحداث من حيث غياب القانون طوال 2003 وكتابة دستور طبعا ليس دستورا متكاملا ناهيك عن الارهاب الذي ادخلوه الى العراق اشعال فتيل الطائفية (هذا المصطلح البغيض) الى الانتخابات التي مثلوها لنا على انها صناديق اقتراع فقط وان تلون اصبعك بذلك اللون القاتم فانك ستكون شخصا ديمقراطيا ... كل هذا والمواطن العراقي مذهول من كل حدث او من كل هذه الاحداث مجتمعة ! فلماذا لا نقول بان هولاء القادة هم ايضا مذهولين ولا يعرفوا ماذا يصنعوا وماذا عساهم ان يفعلوا مع اوامر رامسفيلد مثلا؟ اومع اوامر بعض الجنرالات في المنطقة الخضراء؟ وكما هو المعروف ان المخطط الامريكي دائما يوفر البديل وقد اعلنها بوش بصراحة (ان لم تكن معنا في حربنا على الارهاب فأنت ضدنا) من هذا كله نتاكد بان قادة العراق الجديد لم يكن لديهم الوقت ولا القدرة على بناء مشروع عراقي او العمل على ايجاد اجندة عراقية خاصة .

هذا لا يبرر الفساد الذي فتك بالعراق وبموازنة العراق والذي جعل المواطن البسيط يترحم على ايام الطاغية (من المؤسف ان نصل الى هذا الحد) وعلى الحكومة ان تتبنه الى قادم الايام وما تحمله من فاسدين جدد لان التجربة السياسية لدى قادتنا تزداد نضج وتزداد الثقة بما هو قادم .

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1156 الاربعاء 02/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم