أقلام حرة

إنّ لله جـنــوداً من عسل!!! / ابراهيم الجبوري

بكل اشكالها ومنها الاغتيال السياسي الا انه اصبح ظاهرة وحل ... للكثير ممن يحكم العراق الان واصبحت شماعة التكفريين والصداميين هي العذر ...الاقبح من الفعل . ان العمل على تصفية الخصوم السياسيين والتخلص منهم عبر وسائل وطرق متعددة هو مبدأ ومنهج في العمل السياسي وادارة الدولة انتهجه معاوية والاموييـــن ابان فترة خلافته واكـده عـبره مقولته الشهيرة ان لله جنـودا مـن عسل وسار على هـذا النمط العباسيين ومن بعـدهم العثمانييـن واستمــر هذا الفكر والمنطق في بقاع شتى ومنها العراق ووصل ذروته في العراق في عهد البعث واركان نظامه واصبح سلوكا ونظاماً يطبق ويؤسس له كقاعدة للعمل السياسي واحتكار السلطة في العراق . ان غياب البرامج السياسية والاهداف الواضحة لمعظم الاحزاب والتيارات المتصدية للعمل السياسي في العراق جعلها رهينــة بأيدي الاشخاص الذين يقودونها وادى الى شخصنة الرؤى السياسية وبالتالي اصبح منطق تغييب الاشخاص هو الهدف الـــذي تصبو له هذه الاحزاب وبأساليب مختلفة لانها تتصور بتغييب الشخص تنهي مشروعه وافكاره. ونحن منذ احتلال العراق وسقوط الصنم في وضع امني متدني وخدمات مفقودة، وفساد مالي واداري كبير تفشــــــى واصبـح لايقل خطورة عن الارهاب وما يسببه من قتل ودمار للعراق وشعـبه، وكل هـذا وغـيره مـن المـآسي التي يتعرض لها شعـبنا سببـتها ومسببـاتها هو الصراع والتناحر والاحتراب السياســـي الذي نشهـده يوميًا بين الكتل السياسيــة وبين المتناحرين داخـل الكتلة والحزب الواحد نفسه من اجل سباق المصالح الخاصة والضيقة والاصرار على تكريس مبدأ التفرد بالحكم والسلطة. ان الانحدار الاخلاقــي والبعد عن القيم الدينية والانسانيـة لمـعظم الكـتل السياسية والاحزاب وما سببه ذلك من ضحايا وشهداء ودمـاء بريئة من ابناء الشعـب العراقي وما رافقـــه من تدمير لما يمكن تسميته بالبنى التحتية والممتلكات خاصة، من دون ان تحاول هذه الكتل ان تـتـفــق على بـرنامج عمل حقيقي وتوحد قـواها للتصدي بقـوة وفاعلية للارهاب وما يسببه من قتل ودمار للشعب العراقي وايضا للنهوض باعباء اعمار الوطن وخدمة المواطن العراقي وتجنـيب البلد الخراب والاحتقـان اليومي الـذي تؤججه رموز السياسة والمتصدين للعمل السياسي. ان مفهوم الاقصاء والتهميش وتغييب الاخر سواء كان ذلك بالقتل اوالتشويه المتعمد او الضغط السياسي او غض النظر عــــن الارهاب لتصفية الخصوم وضع كل الملفات والاجندات خاضعة لطائلة هذه المفاهيم الدموية فالمفسد واللـص والمتجاوز عـلى القانون لايمكن محاسبته لئن ذلك يؤثر على واقع كتلته الانتخابي وبالتالي اصبح الحزب والتيار والكتلة تدافع عن الفاسد مــــن اجـل مصالحها وتوفـر له غطـاءا امنا لسـرقة مال وقـوت الشعب وهـذا تجلــى واضـحا في مـلفـات الكهرباء والتجـارة والنقـل وميزانيات المحافظات التي اهــدرت واتلفــت في مشاريع وهمية وليس لها اي جدوى اقتصادية او عمرانية حتى اصبح الفساد عنوان كبير وسرطان مستشري في جـسد الدولة العراقية من دون ان تستطيع المؤسسات التي وضعوها ان تستأصله او توقف نشاط خلاياه . فـفـقـد العراق خلال السنـوات السبـع الاخيـرة الكثـير من ابناءه مــــــن اصحاب الكفاءات سواء الاساتذه الجامعيين او الاطباء والمهنـدسيــن وموظفي الـدولة من طالهـم الارهاب والقـتلة ولكن البعض الاخـر غيبـوا من الساحـة من اجل المصالح الفاسـدة والضيقة والفساد المستشري في مفاصل الدولة ومن اجل ازاحتهم عن خريطـة العـمل الوطني والخدمة العامـة، وللاسف كــل هذه الجرائم والانفـلات الامني الذي يشهـده العراق لــم يجـعـل الحكومة ترتـقي بواقـع عـملها الامني والاستخباراتـي لمواجهـة اساليب الجريمة والاغتيال والتغييب السياسي الذي تعددت وتنوعت اساليبــه فالخطف والمفخخـات والعـبوات الناسـفة والقتــل المباشر واخيرا ظاهـرة الكواتم الصوتية كـلها اسالـيب تغيـرت وتطورت واتخـذ الارهاب والفساد اوجـه متعـددة للـوصول الى غايتهم في القتل والاغتيال، فيحين ان الاجهزة الامنية لازالت تعمل باساليب يقليدية ومشلولة الحركة وغير قادرة على احبـاط الجريمة قبل وقوعها بسبب التناحر الكبير بين الكتل السياسية وغياب الرؤية الوطنية الصادقة تجاه امن المواطن وحفظ حياتـه وارواحه واحيانا يكون الاغتيال حلا من حلول الشراكة الدنيئة بالكرسي والفساد والنهب والسلطة. ان تغييب الاشخاص لن يلغي الفكرة او المبدأ وان دماء الشهداء الذين سقطوا اسماء تضج مضاجع البعـث واذنابه ومضاجــــع الجبناء والمنتفعين الذين تهاونوا بحفظ الامانة ودماء الشعب ...والعز والشرف كله لهم والخزي والعار لمن اتخـذ مـن الغــــدر والقتل وسيلة لتحقيق اهدافه التي فقدت شرعيتها بحرمة الدماء التي اريقت من اجل البلوغ لها. وعلى الكتـل السياسية المشاركة في الحـكومة او التي لـم تشـارك ان تراجع حساباتها وتغلــب مصلحة الوطـن والمـواطن على مصالحها الخاصة وتسعى لخطاب وعمل سياسي ممنهج مبني على الشفافية والصدق في التعامل مع ابناء الشعب بعيدا عـــــن الكذب واختلاق الازمات للتغطية على الفشل وضعف الاداء الحكومي والعجز عن وقف الفساد والتدهور الامني .

 

 ابراهيم الجبوري

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1781 الثلاثاء: 07 / 06 /2011)

 

في المثقف اليوم