أقلام حرة

الطيف المندائي

لهذا ارتايت اليوم ان اخذ موضوعا جميلا يتحدث عن الاخوة في الطائفة المندائية الذين تجمعنا معهم علاقات وصداقات حميمة ووشيجة حين كنت في محافظة ديالى . والحقيقة ان اولادي ايضا لديهم صداقات رائعة بكل الاطياف فهم معنا ونحن معهم في كل المناسبات السعيدة والحزينة والى الان في توادنا وترابطنا .

 

ولايشكل اية عقبة لدينا مما يحدث الان .مع الاسف ونتمنى ان تزول تلك الفروقات التي وضعها كل من تسول له نفسه ان ينال من النسيج العراقي الجميل ..

*** *** ***

 

الاخوة الصابئة المندائيون في العراق

الصابئة المندائيون .. هم من المكونات العراقية القديمة التي تمتد جذورها التاريخية الى العصر السومري الذي شكل الحضارة العراقية الاولى ومازالوا حتى الان يحملون ارثهم الديني والثقافي وقد حافظوا على هذا الارث رغم كل الصعوبات والمخاطر التي تعرضوا لها وذلك لشدة ايمانهم ووعيهم بدينهم وثقافتهم فهم جذر التوحيد الاول الذي ظهر على وجه الارض وهو يملكون لغة وابجدية حيث كتبت جميع كتبهم ودواوينهم العديدة باللغة المندائية الارامية التي هي فرع من اللغات الارامية الشرقية ومازال الصابئة المندائيون يمارسون دورهم الريادي في بناء حضارة العراق حتى يومنا هذا .لقد قدم المندائيون الكثير من العلماء والادباء المرموقين في شتى العصور التاريخية لاسيما في عصرنا الحاضروعلى راسهم العالم الكبير (عبد الجبارعبد الله) وهناك الكثير جدامن الاسماء العلمية المرموقة .. ولست هنا في حاجة لذكرهم . لكن رغم قلة عددهم يتمتعون بسمعة واسعة في جميع المجالات العلمية والادبية .

 

ان هذه الطائفة العريقة عبر التاريخ مازالت تحتفظ بطقوسها وشعائرها رغم قدمها حيث ان شعيرة التعميد والتي هي من ابرز شعائرهم الدينية مازالت تمارس بشكلها القديم حيث التعميد في مياه الانهار الجارية وقد عمد يوحنا المعمدان وهو نبي المندائيين ومعلهم ابن خالته السيد المسيح في نهر الاردن بنفس الطريقة التي يمارسها المندائيون في وقتنا الحاضر .

 

والمعروف ان الاخوة المندائيون برزوا في صياغة الذهب والفضة منذ اقدم العصور والحدادة وصناعة الزوارق وصناعة وتسليح الاسلحة النارية .

 

وبصراحة هم ناس محبين لتربتهم ومحبين للسلام وينبذون التطرف والعنف ويبتعدون عن الاحتراب الطائفي والسياسي وانغلاقهم على دينهم عرضهم الى جملة من الاشكالات ..

 

وبسبب كل الظروف التي عانوا منها وانغلاقهم على انفسهم حفاظا وتمسكا بديانتهم وتراثهم تعرض المندائيون الى مخاطر حقيقية تهدد وجودهم وتعرضهم الى خطر الانقراض وقد شكلت العقود الثلاثة السابقة تهديدا واضحا لهذا الوجود والكيان الكبير لتلك الطائفة التي تزخر بالكثير من العلماء والاسماء المرموقة في تاريخ العراق العلمي والسياسي وحتى الادبي والكل يعرف تلك الحقيقة التي لاغبار عليها .وللاسف هاجر الكثير منهم قبل وبعد التغير الى بقاع العالم المختلفة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية السيئة التي مرت بالعراق .

وقد استبشر الاخوة الصابئة المندائيون خيرا بزوال النظام الدكتاتوري الشمولي وذلك ببدء مرحلة سياسية تعتمد الديمقراطية والتعددية الحقة واحترام ارادة الانسان على اختلاف اطيافه وانتماءاته ورفع الغبن عن كل الاقليات الذي لحق بها الاذى طوال تلك الحقبة المنصرمة .

 

ومن هنا اتمنى لاخوتنا المندائيون ان ينعموا بالسلام في عراقهم ويشعروا بالمواطنة الحقيقة والتعايش الصحيح بين اخوانهم العراقيين ككل لانهم جزء لايتجزا من الموزائيك الجميل الذي يشكل خارطة العراق .

 

وكذلك لكافة الطوائف والاقليات التي تشكل وحدة متلاحمة صافية رغم كل التكلتلات والارهاصات الذي حدثت بعد التغير .

 

فاطمة العراقية 28\8\2009

 

 

 

 

في المثقف اليوم