أقلام حرة

العودة الميمونة للعصا الكهربائية وكوابيسها !!!/ كريم شامخ

وكلما حاولت الكتابة ترتجف يداي وأشعر بقشعريرة في بدني.

ما زال استخدام العصا طازج في ذاكرتي. وانا أتذكر تلك التفاصيل المؤلمة الصعبة التدوين.ما زلت تحت تأثير الكابوس غاضب ومنفعل وعلى حد قول محمد الماغوط اليد المرتجفة لا تصيب الهدف.

وكيف تحس أن الزمن قد توقف والاستهانة بالانسان بحيث يتحول الى صرصار لا قيمة له.ما زالت المرارة في فمي (الايام الثقيلة لا تنسى)

عندما اتكلم عن العصا الكهربائية لا اتكلم عن عصا نبي الله موسى او عصا الوجاهة او عصا المشاكسة والعراك. أتكلم عن العصا المستخدمة ضد متظاهري ساحة التحرير وهم،

علي السومري

علي عبد السادة

حسام السراي

هادي المهدي

الذي اباح لنا نحن المسمرين أمام الفضائيات، كيف استخدمت بحقه عصا العهد الديمقراطي، في إنتزاع إعترافات لم يقترفها ومحاوله إخصائة،

في الساعة السابعه من صباح يوم شتائي من أواخر عام 1983 قادني رجال استخبارات الفرقة الثانية عشر قوات النعمان في مندلي الى مقر الا ستخبارات كنا ثلاثة رابعهم أنا على طريقة حكاية أهل الكهف، أجلسونا لصيقي الجدار معصوبي الأعين بلا حراك، حتى الساعة الثانية عشرة ليلآ غمسوني بالماء من أجل ان يتضاعف صعق العصا الكهربائية، الاغماء كان رحمة من السماء لي أنهالت الأسئلة، تنظيم معادي أصدقائك، أبيك، امك، اخيك، متى، كيف في كل سؤال يغرسون العصا في مكان من جسدي المنقوع بالماء.

 

في الليلة الثانية

أجلسوني على الكرسي سحب اثنان بنطالي وكأنهم يحاولون ختاني من جديد (حينها تنازلت ان يكون للانسان زوجة واطفال) إذا لم تتكلم سنخصيك، عندما لامست العصا الكهربائية احدى فخذي احسست بخروج معدتي من فمي، فتقيئت خليطاً من طعام القصعة العسكرية الممزوجة بالدم، أكيد كان هذا الخليط عصي عن الهضم واكيد ملتصق في احد جدران معدتي، أنشغل الجلادون بتنظيف ايديهم وتركوني مرميآ على البلاط البارد فوق الفضلات،

 

في الليلة الثالثة

اخبرت من بعدي في التحقيق أن العصا فقدت الكثير من الشحن عليكم ان ترمو اجسادكم كما في الليلة الأولى عندما يغرسون العصا في اجسامكم تذكرت حينها أمي بعباءتها السوداء، ويحيط بي جياع كارل ماركس وسخريه نيتشه من الكون والبشر وميكافيلي كيف أتقي شباك المحققين، ناظم حكمت بالضربات التي لا تكسر الظهر تقويه ورجب شرق المتوسط وأخرون

اليوم يبدو تتناسل الكوارث من دون ان تعطي فسحة لإنسان هذه الأرض المستباحة والكوارث كما يعلم الجميع اكثر مما تعد وتحصى فالى متى يظل الحال على ما هو علية اليوم، وقد أطبقت على الجميع غيوم لا أمل قريب في أنفراجها.

 

Km_shamk @yahoo.com

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1783 الخميس 09/ 06 /2011)

 

في المثقف اليوم