أقلام حرة

اعتقال الناشطين الأربعة حسب مشاهدتي / جابر السوداني

(جهاد جليل ومؤيد البغدادي وعلي عبد الخالق واحمد علاء) ثم  شاهدت عبر القنوات الفضائية الموقف الشجاع للناشطة الحقوقية (هناء أدور) وهي تقتحم على رئيس الوزراء خلوته المخملية مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والتي قال فيها مخاطبا ضيفه الاممي (أد ميلكرت) انه لشدة إيمانه بضرورة احترام حقوق الإنسان في العراق فانه أي السيد المالكي سيؤسس للعراقيين أكاديمية يدرسون فيها ويتعلمون مبادئ حقوق الإنسان بشكل جيد وبشرهُ أيضا بوجود خطة وطنية شاملة أعدها محمد شياع السوداني ستجعل من العراق الدولة الأولى في العالم بمجال احترام حقوق الإنسان والديمقراطية؟

ولحد الان كانت الأمور في هذه الخلوة تسير سيرا حسنا بالنسبة للسيد رئيس الوزراء بدليل إن المبعوث الاممي (أد ميلكرت) تورط فأعلن عن إعجابه الشديد بتعامل حكومة السيد المالكي مع ملف حقوق الإنسان والديمقراطية في العراق لكن دخول السيدة هناء أدور على الموقف في الوقت الضائع من هذه الخلوة وهي تصيح باللغة الانجليزية (كأنك من أعضاء قائمة دولة القانون يا سيد (أد ميلكرت) ثم طالبت السيد المالكي وأمام ضيفه بأن يجسد احترامه المزعوم لحقوق الإنسان فعلا وليس قولا ويقوم بإطلاق سراح الشباب الناشطين والسماح لابناء الشعب العراقي بحرية التظاهر السلمي والكف عن محاصرة حشود المتظاهرين المسالمين بفوهات البنادق والرشاشات الثقيلة والهراوات الغليظة وسيارات الهمر المصفحة ويتوقف عن دس المخبرين السريين بينهم والسعي إلى إشاعة روح الانكسار في صفوفهم مستخدما أخبث الوسائل وأكثرها مكرا على الإطلاق وعند ذلك انقلبت المعادلة ضد السيد رئيس الوزراء وطغتْ تعابير الغيظ الشديد على وجهه وأيقنت وأنا أراقب ذلك إن عواقب وخيمة غير التي رأيناها ستحل بالمتظاهرين وان هناك ضرورة تجبرني على تقديم شهادتي للرأي العام العراقي 

في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 29/5/2011 كنت متوجها إلى ساحة التحرير للمشاركة في التظاهرات الاحتجاجية على تردي الخدمات والفساد المالي والإداري والخ ...

وعند وصولي إلى ساحة الطيران وجدت إن القوات الأمنية أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير بوجه القادمين إليها من جانب الرصافة باستثناء الشارع المحاذي لحديقة الأمة من جهة حي البتاويين وكان إلزاما علينا أن نسلك هذا الطريق

شاهدت وأنا في بداية هذا الشارع من جهة ساحة الطيران خمسة شباب يسيرون أمامي بنحو 25 متر تقريبا ذاهبين باتجاه ساحة التحرير وكانت هناك سيارة إسعاف متوقفة عكس اتجاه سير الشارع في منتصف المسافة بين ساحة الطيران وساحة التحرير بجوار محلات بيع مواد التصوير والكاميرات وحولها رجال بزي مدني يقدر عددهم بنحو خمسة عشر فردا كانوا يتشاغلون بمشاهدة الصورة المعروضة على واجهات المحلات وبعضهم كان متكأ على السيارة أو يدخن سيجارة بالقرب من الرصيف ، ولما اقترب الشبان الخمسة من منطقة الكمين انقض عليهم أفراد الكمين الذين كانوا يتشاغلون حول سيارة الإسعاف وتمكنوا من الإمساك بأربعة منهم ولوي أيديهم خلف ظهورهم وشد شعر رؤوسهم إلى الوراء ودفعوهم داخل سيارة الإسعاف بالقوة ثم أغلقوا أبواب السيارة واستدارت عائدة بهم نحو ساحة الطيران بأقصى سرعة أما الشاب الخامس فقد تمكن من الإفلات والهرب.

وتطاولتُ برأسي نحو سيارة الإسعاف عندما مرت من إمامي لعلي اعرف أحدا من المقبوض عليهم فلم أتمكن من ذلك لكون إفراد الكمين طرحوا الشبان الأربعة تحت أرجلهم.

وهذا يعني إن قوات علي الدباغ وقاسم عطا كانت لها نية مبيتة  وتخطيط مسبق لاعتقال هؤلاء الشباب ، ترى كيف علِم (قاسم عطا وعلي الدباغ) بوجود هويات أحوال مدنية مزورة بحيازتهم فأمروا قوات بنصب كمين للشباب الناشطين منذ ساعات الفجر الأولى ولماذا يقوم هؤلاء الشباب بتزوير هويات وهم قادرين على استصدارها بشكل رسمي وبدون مشاكل الله اعلم بذلك.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1783 الخميس 09/ 06 /2011)

 

 

في المثقف اليوم