أقلام حرة

تظاهرات جمعة المئة يوم حسب مشاهدتي / جابر السوداني

الذي استنكفُ جدا من ذكر اسمه (كتابة أو لفظا) وأقول بصراحة ووضوح لابد من إنزال عقوبة الإعدام بهذا المجرم ومجموعته القذرة وبكل من سيثبت تورطه في هذه الجريمة مشاركا أو مساندا أو داعما وعرض جثثهم على الناس في ميدان عام وإلزام عشائرهم بدفع الديات بعدد الضحايا عن كل عشيرة تورط احد من أبنائها بهذا الفعل الشأن، وان السيد أياد علاوي وفتاح الشيخ مطالبان بتقديم تفسيرا مقنعا للرأي العام العراقي عن سبب وجود المجرم مع كل منهما على حدة في صورة فوتوغرافية، هذا هو رأيي لا أحيد عنه ولا استحي منه، كما لا يسعني أن أنظر بعين الرضا إلى محاولات تسييس هذه القضية من قبل حكومة السيد المالكي وتحويلها ضدنا نحن المتظاهرون المطالبون بحقوقنا المعيشية إسوة ببقية شعوب الأرض

بدأت مشاهدتي من وراء زجاج سيارة (الكيا) وأنا متوجه الى ساحة التحرير في الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة 10/6 وأول الغيث كان حشد من الرجال في باب مقر حزب الدعوة بالقرب من ساحة مظفر في مدينة الصدر وكان اغلبهم يرتدون (دشاديش وعكل) ومعهم بعض النسوة وكان بانتظارهم طابور من حافلات نقل الركاب تحمل أرقام حكومية؟ وهم يستعدون الركوب الحافلات وبأيديهم أعلام عشائرية ولافتات مطوية لم أتمكن من معرفة فحواها لكن احد ركاب (الكيا) سأل رجلا من الحشد (هاي شكو) فرد الآخر نطالب بإعدام المجرمين، وفي ساحة التحرير التقيتُ ابن أختي المدعو علي حبيب السوداني وهو من الموالين للمالكي وأثناء الحديث معه فهمت إنهم تجمعوا أيضا في مقر حزب الدعوة الكائن في حي القاهرة واشرف على تعبئتهم وتنظيمهم وإرسالهم الى ساحة التحرير رجل اسمه (الحاج أبو آلاء) مقابل ثلاثين دولار للمشارك الواحد ومن هذا السرد نستنتج إن حزب الدعوة (تنظيم المالكي) هو من قام بدعوة هذا الحشد وإرسالهم إلى ساحة التحرير ولكون السيد المالكي هو القائد العام للقوات المسلحة وهو المستفيد من قوة ووجود هذا الحشد في ساحة التظاهر فلابد أن يكون السيد المالكي هو من أمر القوات الأمنية بالتغاضي عن إجراءات الأمان المعتادة والسماح للموالين لهُ بحمل أسلحة والاعتداء بها على المتظاهرين وكانت القوات الأمنية في تظاهرات الجمع الماضية لأتسمح للمتظاهرين مطلقا بحمل اللافتات والوصول بها إلى ساحة التحرير إلا بعد نزع العصي منها وتسليم هذه العصي إليهم حتى لو كانت بحجم قلم الرصاص لكنها سمحت في هذه الجمعة للمندسين بإدخال لافتات فيها عصي سميكة جدا تكفي لتهشيم رأس بقرة وبإعداد مبالغ فيها استخدموها فيما بعد في الاعتداء على المتظاهرين وسمحتْ لهم أيضا بتمرير سكاكين وشفرات حادة طعنوا بها المتظاهرين بكل قسوة وأمام أنظار القوات الأمنية بل إن القوات الأمنية شاركتهم في ممارسة بعض الحالات بالاعتداء 

وكانت القوات الأمنية لا تسمح بإدخال أي مكبر صوت إلى ساحة التحرير وتترصد من يخالف ذلك وتقبض عليه لكنها في هذه الجمعة سمحت لجهة موالية للحكومة بنصب عشرة مكبرات صوت نوع (مونتربو) قدرة الواحد منها 200 واط في ساحة التحرير وظلت تصيح ولا تسترح وتثير ضجيجا هائلا غطى على هتاف المتظاهرين الأمر الذي اضطرهم إلى الابتعاد عن مصدر الإزعاج لكن مجاميع المندسين لاحقوهم بعدما تجمعوا وهتفوا : (جيش وشعب وياك نوري المالكي) وقاموا بالتقرب من المتظاهرين مرة أخرى واختراق صفهم  عدة مرات ذهابا ومجيئا وحدث خلال ذلك تدافع شديد استغله المندسون فقاموا بطعن بعض المتظاهرين خلسة بالسكاكين والشفرات الحادة التي كانت معهم الأمر الذي أثار حالة من الرعب في صفوف المتظاهرين 

وكانت القوات الأمنية تمنع المتظاهرين من التجمع تحت ظل نصب الحرية وتستخدم منطقة الظل لوقوف سيارات الإسعاف والمطافئ وسيارات الهمر العسكرية ثم تحيطها بشريط اصفر ولا تسمح لاحد بتجاوزه إلى داخل منطقة الظل وتجبر المتظاهرين على البقاء تحت حرارة الشمس طوال زمن التظاهرة لكنها في هذه الجمعة سمحت للمندسين بنصب سرادق (خيام) كبيرة تحت نصب الحرية مزودة بكراسي بلاستيكية لاستراحة الموالين لها وحرمت المتظاهرين من الاستفادة من الظل وأثناء عملية التدافع لجأ بعض المتظاهرين إلى هذه السرادق لكن أصحاب (العكل والدشاديش) هاجموهم بالكراسي والآلات الحادة أيضا  

وكانت القوت الأمنية تغلق مداخل أزقة حي البتاويين منعا لوصول الماء والطعام إلى المتظاهرين وتقطع الماء عن أنابيب السقي في حديقة الأمة لكي لا يشرب منها المتظاهرون لكننا شاهدنا جميعا في هذه الجمعة سيارات حمل عسكرية تنقل علب الماء المقطر والمبردة بسخاء إلى السرادق ومنها إلى مجاميع المندسين وحاول بعض المتظاهرين بعد أن أضر بهم العطش الحصول على بعض منها لكن المندسين منعوهم بالعصي وقذفوهم بالقناني الفارغة، وتفاجئنا بوجد عدد من سيارات البث الخارجي تتوسط ساحة التحرير منذ الصباح الباكر وكانت قبل ذلك غير مسموحا لها بالوصول إلى هذا المكان وحتى المصورون الذين يحملون كاميراتهم على أكتافهم ما كانوا قادرين على أداء عملهم وأتذكر إنني اقتربت من بعثة قناة روسيا اليوم بعد أن تم اعتقال الناشطين الأربعة وقدمت لهم ورقة فيها أسماء الشباب المعتقلين لكن أعضاء البعثة لم يستلموا مني الورقة وطالبوني بالابتعاد عنهم مخافة أن تقوم القوات الأمنية بتكسير كاميرتهم 

يا سيدي يا أبا إسراء والله إني أجلك وأرجو لك أن تبقى عزيزا أو تتنحى  عزيزا وللقير سلطان يخلع عنك مروءتك

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1786 الاحد: 12 / 06 /2011)

 

في المثقف اليوم