أقلام حرة

علاوي في النزع ألاخير ... / حسين حامد

نتيجة لسلوكه العصابي المتسم بتقديسه لايديولوجية الارهاب والحرب والقتل والمهيمنة عليه باعتبارها الطريق الوحيد الذي يعتقد أن بواسطته الوصوله للسلطة. ويعيش هذا النوع من الاشخاص مع ذاته بنوع من عبودية الفكر الارهابي الذي نشأ عليه في حياته الاولى مخلدا في ذاته المريضة احتفاءا عظيما لشخصية (الأشقياء) الذين كان قد عرفهم او عاصرهم اثناء عمله في حزب البعث،معتبرا العنف والصلافة وظلم الناس التي كانوا عليها هؤلاء الاشقياء، نهجا حميما في ذاته، ومحاولا تقمص أدوار تلك الشخصيات التي عرفت بمجونها واسهتارها كرجال تم استخدامهم من قبل حزب البعث في حقب من الزمن من اجل تحدي ومقاتلة الحزب الشيوعي العراقي في نهاية خمسينيات القرن الماضي كأزلام للبعث الفاشي أمثال علي صالح السعدي وقيس الجندي وجبار كردي وأخوه ستار كردي وصدام حسين ومحمد فاضل وغيرهم ممن انتهوا في عارهم الى المزابل وصناديق القمامة من خلال تصفياتهم من قبل بعضهم للبعض أو من خلال عناصر المخابرات الصدامية سيئة الصيت أو بقرار من الشعب كما كانت نهاية المقبور . وبالمقابل كان خليل أبو الهوب وغيره من أزلام الحزب الشيوعي أيضا يعتبر من أدوات الصدام السياسي المستر والمحتدم بين اولئك المجرمين . وبالنسبة الى مستوى ثقافة الارهاب التي عاصرها علاوي، فان هؤلاء المجرمين كانوا يمثلون له الاقتدار والرجولة . لان الارهاب والقتل هما الوسيلة التي من خلالها يستطيع حزبه الارهابي ان يستمر في بقائه، حيث لا يمتالك حزبا ارهابيا كالبعث أيديولوجية حقيقية . فلا مفهوم الحرية ولا اشتراكية ولا الوحدة، من بين ركائز الحزب الفكرية كما يدعون . بل أن كل شيئ كان هراءا بهراء وهم يعرفون ذلك جيدا. لان الارهاب والقتل كان الواقع الحقيقي لفكرهم الضحل وطريقهم الوحيد في حكم شعبنا لاربعين عاما .

 

فبالنسبة الى أياد علاوي فلم يعرف عنه كونه كان انسانا يتسم بالجرأة والقوة والبأس من اجل ان توكل اليه تلك المهام الحزبية من اجل الصدام الجسدي مع الاعداء السياسيين . وظل علاوي تعتصره الحسرات لكونه لم يكن اسما بين هؤلاء المنحطين الذين كان الجهاز الحزبي يحتفي بهم .  ولم يحمل (شرف) خوض تلك المصادمات التي جربها الاخرون كواجبات حزبية ضد الاحزاب المناؤة الاخرى،  وان تحدث بعض الكتاب او من عاصر علاوي كطالب في كلية طب بغداد , من انه كان يحمل مسدسا في ارجاء الحرم الجامعي , فذلك لا يعني على ان كل من حمل السلاح اتسم بالشجاعة . وعل ذكر قول الشاعر العربي الذي قال :

أن السلاح جميع الناس تحمله     ولكن ليس كل ذوات المخلب السبع .

فعلاوي وكما يقول البعض كان مهرجا ونجح في الواجبات الدعائية من اجل تضخيم ارهاب الحزب لتخويف الاحزاب السياسية المناؤة .

 

ان مشكلة علاوي الاساسية وكما وضحناها في مقال سابق وبعنوان (علاوي ولغة التهديدات ...هلا جرب لغة السياسة ) وجاء في المقال :

(مشكلة الدكتور أياد علاوي الكبرى كبعثي ومتهم بعلاقات أجنبية لا ينكرها هو نفسه، تتجلى في استمرار اصراره على محاولة فرض نفسه لحكم العراق وبأي طريقة ممكنة. ولكن في الوقت نفسه، نجد ان الدكتور علاوي لا يريد ان يصغي ويضع في حساباته ان الطموح وحده لا يكفي لتحقيق الامال، وخصوصا عندما يكون تحرك السياسي ضمن اطر للعلاقات السياسية يعتبرها شعبنا كنوع من المحرمات، "كالانتماء للبعث والعمالة للاجنبي والاتهام بالارهاب مثلا" حيث يتعذر على الشعب والدستور من غفرانهم أو التجاوز عليهم . فتلك خيانات للوطنية بعرف جميع شعوب العالم . والايمان بمثل تلك الاطاريح الشاذة والاصرارعلى ممارستها ومحاولة جعلها طريقا في الحياة السياسية رغم تقاطعها مع أي طموح، من شأنها وكما يحصل على ارض الواقع، ومن خلال عناد علاوي بعدم التراجع وابدائه المرونة والاحترام المطلوب لمنطق وظروف المرحلة السياسية جنبا الى جنب مع الكتل السياسية الاخرى والسير على منطق القيم والمعايير التي نريد لشعبنا الابي ان يعتنقها كقيم لعراقنا الجديد، من شأن كل ذلك أن يجعل تحقيق ألاماني السياسية للدكتورعلاوي أمرا مستحيلا . وسيبقى طموحه كالمريض الذي لا يرجى له شفاء. )

 

فالتشخيص لشخصية علاوي وكما ورد في المقال نابعة من فهمنا لدوره القذر في محاولاته الكثيرة لتخريب المسيرة الديمقراطية من خلال علاقاته كعميل لدول الجوار . واليوم يفتضح سلوك علاوي المتهافت من خلال فقده لصوابه من خلال اتهام الشعب له في علاقته مع الارهابيين الانذال الذين نفذوا بجبنهم مجزرة التاجي . واتضحت الامور بجلاء لتؤكد ذلك الانتماء المخزي، مبرهنة على سلوكه الوضيع الضال وامتثاله لاوامر اعداء الوطن في الداخل والخارج . فالفوضوية والتهريج كانت دائما جزءا من شخصية علاوي كسياسي شبه امي لا يحضى باحترام الشعب نتيجة لعمالته للنظام السعودي وقطر ومناصرته للارهاب . فنجده اليوم يتخبط في اضطرابه وحيرته بعد ان تم الاعتراف عليه بعلاقته مع ارهابي القاعدة، واستعداءه على دولة القانون وحزب الدعوة ومحاولة اطلاق البيانات والتصريحات الجوفاء محاولا استخدام نظرية (الهجوم أحسن وسائل الدفاع)، بعد ان تم فضح علاقته الارهابية وانتمائه لخلايا الارهاب القاعدي والبعثي، فنجده يستميت في الدفاع عن نفسه باي طريقة ممكنة . ولكن أنى له ذلك، فعلاوي وغيره يعلم جيدا ان عراقنا العظيم يتعامل مع المجرمين بما يقوله القانون من اجل ردعه والمتطاولين امثاله . وشعبنا فيه من الرجال من يستطيع تأديبه ووقفه عند حده وغيره ممن يتجاوز على الاخيار من شعبنا , من أمثاله من الحالمين بالسلطة من خلال الاستنجاد بارهابي القاعدة وارهابي البعث الشوفيني من اجل الوصول الى مبتغاه الاجرامي، ليس عن طريق صناديق الاقتراع والمسار الديمقراطي .

فمن خلال التجربة الحياتية، يستطيع الكثير من الناس بواسطة الغريزة، من الحكم على الاشخاص من نموذج علاوي كثير الثرثرة والتهديد بالمجان . فشخصية علاوي وكما تبدوا، يمكن اقترانها بما يسمى في علم النفس ب(روح القطيع) . وهي شخصية لا تتسم بالقوة المعنوية بل بالتردد والخوف ما لم تكن مصحوبة بمجموعة من الاشخاص الموالين له . فروح القطيع هو مثال على سلوك الذئب الذي نجده في طبعه جبان ومتردد في مهاجمة الانسان حينما يكون الذئب وحيدا،على عكس سلوكه الشرس المتوحش حينما يكون في صحبة ذئابا اخرين .   

 

في الختام، لقد انكشفت اخلاقيات علاوي وما يدعيه من طموحه اللامشروع في حكم شعبنا . فلقد كتبنا في مقالات كثيرة عن شكوكنا في عدم نقاء شخصيته واهدافه السياسية كبعثي وعميل . ونأمل من الكثيرين ممن كانوا يبدون تعاطفا مع علاوي نتيجة عدم معرفتهم بشخصيته المفترية، ولكن أخيرا تم فضحها من قبل الارهابيين الذين اعترفوا بعلاقتهم به، أن يكونوا منصفين في تأشير الشرفاء الخيرين ممن لهم علاقات بالارهاب كعلاوي والاخرين من البعثيين في مناصب الدولة . فلقد أثبت أياد علاوي على انه من أشد المعادين للنظام الديمقراطي القائم، ومجرم في السلوك والافكار والتوجهات من خلال انتمائه الى خلايا الارهاب وكما فضحته اعترافات المجرم السفاح فراس حسن الجنابي في ارتكابه جرائم القتل ضد ابناء شعبنا الابرياء وأيضا في مجزرة التاجي في عرس الدجيل . حيث كان المجرم فراس من المقربين لعلاوي ويعمل كمدير لاحدى منظمات حقوق الانسان .

اننا نعتقد ان علاوي يجب ان يحال الى التحقيق لضلوعه في الارهاب، حيث لا يشعر الانسان السوي بالاسف على أمثاله عندما يوضع خلف القضبان اوحتى في قطع رأسه . ففي قطع رأسه، سيتم قطع رأس الافعى السام .

 

[email protected]        

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1786 الاحد: 12 / 06 /2011)

 

 

 

في المثقف اليوم