أقلام حرة

النقد للحكام العرب في تويتر يؤدي للسجن / عزيز الحافظ

هناك أخبارا عادية تقراها في صحف الخليج تمّر مرور الكرام ولكن عند التأمل اللاشاعري فيها تجدها تستحق التوقف بل ومراجعة نفسك ايضا عند الكتابة فقد تكون مثلهم ضحية يوما ما إذا الأقدار الحمقى وضعتك في القوائم السوداء للدول العربية لاي سبب!

الخبر نشرته الصحف الكويتية الشقيقة والتي كنا نفخر بديمقراطية الكويت عبر الحرية في صحفها ولكن وجود التواصل الاجتماعي في الفيس بووك وتويتر جعل هناك إنحسارا في متابعة الصحف وما ينشر فيها مادامت الحرية هنا متاحة لتوصيل الفكرة أسرع ودون رقيب وتُنشر بفورية لاتنتظرها آلية التنضيد الصحفي.

ناصر أبل كويتي الجنسية أحتجزته القوات الحكومية الكويتية على خلفية ما دونه من عبارات في موقع «تويتر»!!! ناصر وجّه نقدا للأسرتين الحاكمتين في البحرين والسعودية فقط لاغير!! وعند التمعن الغاطس في ماقاله المدون ناصر (أشار مصدر الى ان المتهم ألقي القبض عليه نهار الأربعاء بعد بلاغ عن تدوينه عبارات من شأنها إلحاق الضرر بعلاقة الكويت مع بلدان خليجية شقيقة، وحول التحقيقات التي اجريت مع المتهم ذكر المصدر ان المغرد قال انه كان مستاء بشدة ومتأثرا للغاية من تعامل السلطات البحرينية مع المتظاهرين وموقف الكويت والسعودية بشأن قوات درع الجزيرة، ولكنه قال لا اعتقد ان أفكاري او طرحي سيسيء للعلاقة بين الكويت والدولتين المعنيتين.) هذه قمة الديمقراطية في بلداننا! تثبيت المواقف ونشرها ونقدها سيؤدي بك إلى الاستجواب طبعا والسجن وورائها العرض على النيابة العامة لتحضّر لك المادة القانونية التي انتهكت حرمتها بتويترتك!!!

إذن هو جرس وناقوس يدقان بشدة في فضاء الشباب والشابات بل وكل الاعمار أن لاتنتهكوا الحدود المسموح بها في مساحة النقد مستقبلا فيجب ان لاتنقد مثلا مشكلة المياه لانك ستربك الأمن الغذائي كله! ولاتنقد الهواء لانك سُتفزع الناس من التلوث البيئي ولاتنقد أبدا الحكام والممالك العرب حتى لو بالمزاح ومهما راق لك التصديق بوجود مساحة من الحرية يجب عليك التأكد من إنك من مذهب كذا فلاتنقد مايخالف مذهبك حتى لوكان حقا لانهم عندها لاينظرون لصحة ماتقول بل لمذهبك الذي سيتعكزون عليه لإدانتك! وعاش تويتر عاش تويتر وعاش ناصر منصورا بصبره وسط القيظ منتظرا حكما بسجنه او تغريمه مما يجعله سيّحرم التواصل مع تويتر ويغلق كراج صفحته للأبد! عاشت الحرية واللعنة على تويتر!!

 

عزيز الحافظ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1787 الاثنين: 13 / 06 /2011)

 

 

في المثقف اليوم