أقلام حرة

حول مشاركتنا في مؤتمر السلام العالمي في كوستاريكا !

"جهودها المثمرة لخلق نموذج  سلام متطور يُبعدنا عن العنف ويحفزنا لخلق مجتمع مسالم مؤسس على الفهم واللاعنف والتناغم  المتبادل" على حد تعبير الدالاي لاما في رسالته التي وجهها للمؤتمر الذي يُعقد برعاية التحالف العالمي للسلام ووزارة السلام في كوستاريكا، وبدعم مباشر من الحكومة الكوستريكية الذي ستستضيفه للفترة من 17-21 سبتمبر الجاري.

المؤتمر الدوري هذه السنة والذي يحمل عنوان "بناء جسور السلام" جاء بعد تأجيله العام الماضي الذي كان من المفترض ان يُعقد في سيدني/ استراليا لاسباب تتعلق بالتنظيم والتمويل كما بيّنت ذلك السيد بيانكا رئيسة  مشروع وزارة السلام في استراليا في رسالته التي نشرتها في الانترنيت والذي أعتبرناه في وقتها خسارة مؤقتة لجهود دعم وإسناد ونشر مفاهيم السلام وثقافته التي نسعى جاهدين للترويج لها والتعريف بأفقها وتحديد مساراتها وأهميتها في عالم تتغطى سحائبه بدخان الحروب والازمات.

ولم يكن النفق طويل ومظلم جدا، فقد زفت لنا الدكتورة ريتا جونسون رئيسة أكاديمية السلام في كوستاريكا وتارا روتنبرج مديرة قمة أكاديمية السلام  في 21-8-2009 خبرا  يبعث البهجة والامل على محبي السلام في العالم ، وهو صدور قانون مشروع وزارة السلام في كوستريكا حيث مر في البرلمان بسهولة ويسر من دون ادنى معارضة بمساعدة عضو البرلمان السيدة أنا هيلينا شاكون . وهذا يعني انتقال المشروع من حالة مؤوسسة غير مرتبطة بالحكومة الرسمية الى مشروع رسمي تتبناه الحكومة ويعمل وفقا لأجندتها وتمويلها في المستقبل وستسمى وزارة العدل والسلام وستكون المرشحة القويمة لتوليها وزيرة العدل الكوستريكية السابقة  لورا جينجلا ،وهي بذلك ستكون أول وزارة من هكذا  نوع في أمريكا اللاتينية .

وقد قام المسئولون عن المؤتمر بتوجيه دعوة رسمية لنا للمشاركة بهذا المؤتمر باعتبارنا  نترأس منذ ثلاث سنوات مشروع وزارة السلام في العراق ، حيث نرغب في المؤتمر عرض وتقديم وضع حركة السلام في العالم فضلا عن الشرق الأوسط والعراق ، وقد أجرينا عدة اتصالات مع الأخوة أعضاء التحالف العالمي لمشروع وزارات السلام في العالم من اجل تنسيق المواقف وتوحيد الجهود فيما يتعلق بحركة السلام في العالم وما يجري في العراق من تدمير وحرب ضد السلام الذي تحبو حركته لدينا وسط جادة يعترض طريقها الإرهابيون والمليشيات.

المؤتمر الذي سيعقد في كوستريكا من 17-21 سبتمبر الحالي هو المؤتمر الرابع للتحالف العالمي من اجل السلام،  بعد انعقاد أول مؤتمر لهذا التحالف في لندن بتاريخ 19 تشرين أول 2005 والذي أعلن فيه عن انطلاق المبادرة العالمية لتشكيل وزارت وأقسام السلام في العالم وقد حضر المؤتمر وفود عديدة من عدة دول، وعقد المؤتمر الثاني في كندا المؤتمر الثاني في حزيران عام 2006 وحضرته وفود من 18 دولة ، فيما تم عقد المؤتمر الثالث في اليابان فى أيلول عام 2007 بحضور 12 دولة  .

وفي هذا المؤتمر سيلقي رئيس كوستاريكا السيد اوسكار ارياس سانشيز خطاباً حول هذا المؤتمر وأهميته كما سيحضره كافي ممثلي الدول وبعض سفراء الدول في كوستاريكا   والكثير من رؤساء مشاريع وزارات السلام، فيما ستتخلف عنه السيدة بيانكا والسيد جيرسون باسكن مدير المركز الفلسطيني الإسرائيلي للبحوث والمعلومات(IPCR) الذي سيرسل بدلا عنه للحضور رامي لافيني  بالإضافة الى مدير عمليات السلام في رومانيا السيد كي براند جاكسون الذي سيتغيب أيضا.

وقد بعث الزعيم الروحي الدلالي لاما الى المؤتمر  رسالة باللغة الانكليزية أوضح فيها أن السلام في العالم يعتمد على السكينة والسلام الموجود في قلب الإفراد ، والسلام المؤسس على مجرد اعتبارات سياسية او الذي يحدث بالإجبار سيكون مؤقت وسطحي  ! وأكد فيها على انه قد حصل تطور كبير في القرن العشرين في مجال التكنولوجيا والعلم الا انه في نفس الوقت قد حصلت أشياء مروعة فالكثير من الأبرياء قد قتلوا وأكثر من أي وقت أخر، ولهذا علينا أن نهتم بالسلام واللاعنف وحقوق الإنسان بل أن السياسيين أيضا أصبحوا يتكلمون بزيادة حول التعاطف والسلام والمصالحة ..وباختصار السلام أصبح التيار الرئيسي الذي يدور حوله الاهتمام .

وقد تألفت اللجنة التحضيرية للمؤتمر من الدكتور ريتا ماريا جونسون مديرة اكايمية السلام في كوستاريكا والسيدة تارا روتنبرج مديرة قمة اكايمية السلام وساؤل اربس co-chair من معهد السلام الكندي وديانا باسترفيلد المؤسس المشارك co-founderلمشروع وزارة السلام في بريطانيا ومايك ابكن مدير عمليات مشروع اكاديمية السلام الوطنية ودوت مافر مدير مشروع اكاديمية السلام الوطنية التابع لمعد اوميغا في امريكا وبيرغر نوب رئيس التعاون والاتصالات العالمي في تحالف السلام الدانيماركي وكورينا سيمون الامين العام للتحالف العالمي لوزارت السلام في رومانيا ودكتورة نينا مايرهوف رئيسة اطفال الارض في امريكا وايرون فولدمان وكيلي شانون من اللجنة التنسيقية لقمة الشباب العالمية .

وفي رسالة بعثها مدير عمليات السلام في رومانيا السيد كي براند جاكسون إلى جميع الأعضاء الذين سيشاركون في المؤتمر ، نجد انه قد حدد ثلاث موضوعات مهمة سوف يتم تباحثها خلال هذا المؤتمر وهي:

أولا : خطاب السيد بول فان تانكرين  وهو السكرتير العام ل ( GPFCA)

  Global Partnership For Preventing of  Conflicted   Armed                                  التابع للمركز الأوربي لحل الصراعات ، وهي الرسالة التي تم نشرها  هذا الصيف وكانت بعنوان " بنية السلام " وتطرق فيها إلى العناصر الأساسية لبنية السلام وتشكيل مجلس للسلام الوطني ومنتدى للسلام العالمي ، ودور الحكومات في دعم السلام وحركته وكيفية بناء قدرات للعمل في طريق السلام . والمنهج الذي نرسم من خلاله قانون رسمي لوزارات السلام ،كما تطرق فيها إلى المنظور التقليدي لعملية حل النزاعات وتعزيز رؤية واضحة وعامة للسلام ومجتمع السلام وكيفية بناء حضارة السلام وتفعيل قيمها الكونية، ويؤكد السيد تانكرين في نهاية رسالته أن بناء مثل هكذا بنية للسلام تتطلب عمل تدريجي وجهود

مضنية .

ثانياً : الورقة الزرقاء التي تتعلق ببناء السلام والمقدمة من  معهد السلام الدولي IIP والتي تتركز مبادئها وتوجه نحو الأمم المتحدة من خلال تسليطها الضوء على الميول الأساسية والاتجاهات التي تبني قدرة عالمية تتحرك نحو بناء سلام فعال ديناميكي.

ثالثاً : وثيقة الأمين العام الحالي للأمم المتحدة والتي قدمت في حزيران  2009 حول بناء السلام الفوري بعد الصراعات.

وهذه الأوراق أو الوثائق سوف تزود الحاضرين بتحليل ومعلومات ومعرفة وأستبصارات قيمة حول الموضوعات الأساسية في عملية بناء السلام وتزودنا بخلاصة للتوصيات والخطوات والتحديات المرتبطة بملف السلام.

إنا اعتقد أن حضورنا لهذا المؤتمر ، كما أبدت ذلك الدكتورة ريتا وسعت أليه ، هو أمر مهم وضروري من اجل توضيح مسار مخاضات عملية السلام وشرح أبعاده والياته وعناصره ومظاهره التي تحاول أن تولد في العراق وكيف يستطيع المجتمع الدولي بمنظماته ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية بالعمل نحو مد يد العون للعراق ومساعدته للخروج من محنته ودوامة العنف التي تحصد أرواح أبناءه  .  

 

مهند حبيب السماوي

رئيس مشروع وزارة السلام في العراق

[email protected].

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1161 الاثنين 07/09/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم