أقلام حرة

عطر باريس..أشمّه من حبر الصحف

(هل ينقذ الامبراطور...الصحافة من كسادها؟) وأشاطره قوله بأن (الإعلام ليس سلعة..بل عربة تنقل مجموعة من السلع) مع تحفظي علي نصّية التشبيه لكونه يلغي دوره التاريخي في إشاعة الرأي والتنوير والثقافة! ومع ذلك أؤكد إن لهذه (العربة) التأثير الكبير علي سير المركبات الفارهة في شوارع (الرأي العام) مهما صنعت منها الشركات من تقنيات وموديلات!!

إن السجّال دائر منذ عقود (من يؤثرعلي من؟) ومدي تأثير (الحالي) علي (الماضي) وأيضاّ التأثير المنتظر لـ (التالي)..وهكذا يستمر دولاب الحياة بالدوران والأسئلة..!

ولنأخذ المسرح وأدوات المعرفة الاخري أمثلة.. فالمعروف إن المسرح عاش قروناّ موغلة بالقد م وإستمر بلا منازع سيداّ للإ نبهار والابداع ،حتي جاء المذياع فشغل الناس وأنحسر جمهور المسرح..وأتت السينما فأحدثت إرباكاّ لدي المسرحيين لم يفيقوا منه إلا بعد سنوات ،عندما شعر المشاهدون إن (لذة) المسرح وشخوصه الماثلة للعيان تفوق الصورالسينمائية..ولم تهنأ السينما والاذاعة ومن قبلهما المسرح حتي جاءهم (التلفزيون) ليدق عنقهم وأصبح المواطن لصيق البيت يستمع للاخبار والموسقي ويشاهد المسرحيات والافلام دون عناء ومشقة التنقل، ولم يستمر الأمر طويلا حتي تعرض التلفزيون (المحلي) الي ضربة قاسية بمجييّ (الفضائيات) التي وفّرت اي شيّ وكل شيّ للمشاهد عبر قارات العالم.. والأمر نفسه بما يتعلق بالصحافة الورقية.. فلقد تسيّدت

هذه الصحافة مئات السنين قلوب القراء حتي جاءها مالم يكن في البال...(الانترنت) ومعه ولدت الصحافة الاليكترونية لتشكل مأزقاّ فعلياّ لدور النشر العالمية، لأن المواطن أخذ يطالع الصحف اليكترونياّ.. وزاد الأمر تعقيداّ بالنسبة للصحافة الورقية، تأسيس مئات المواقع الاعلامية لتعرف لاحقاّ بـ (الصحافة الالكترونية) وأصبح لها وزن وثقل إعلامي ملموس..

إن التطور سمة الحياة ، لكني لازلت مومناّ بأن عبق عطر حبرالصحف، يطغي علي أريج عطور باريس ومثلما بقي المسرح يصارع منافسيه وإنتصر، تبقي الصحافة الورقية عنوان وأرشيف الحياة..مع الإعتذار لأصدقائي في الصحافة الألكترونيةّ!!

 

[email protected] 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1162 الثلاثاء 08/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم