أقلام حرة

اليسارية عملية مستمرة لاتهدف الوصول الى نهاية التاريخ

الفكر والفلسفة اليسارية بشكل عام ومن جانب  ايديولوجي ومن زاوية يعتمد على مفاهيم عصرية ويتهمها بانها الفلسفة والايديولجية الفاشلة، ويريد ان يلصق المفاهيم التي فشلت في العالم الراسمالي بالماركسية واهدافها وجوهرها، وهو يدعي بان المرحلة الشيوعية التي دعاها ماركس هي نهاية التاريخ بحالها، على اساس بانها المرحلة التي  لم تبق مراحل اخرى بعدها  لتنتقل اليها الحياة البشرية في التوجهين، وهذا فهم سطحي وساذج لهذه الفلسفة العميقة العلمية التي تعتمد اساسا على المادية الجدلية والحركة الدائمة دون توقف وبديناميكية متعددة الاوجه وما يحصل هو التغيير الدائم والتطور المستمر، وكل هذا لا يعني التوقف على حال واحدة، بل الفلسفة اليسارية بشكل علمي تعتمد على الحركة الذاتية في المجالات كافة وبها ينتج التطور ومن جرائها يحدث التغيير الدائم .

 

ان كل ادعائات صاحبنا الكاتب الصحفي هي ان الثورة تعني التغيير الجذري لانهاء وازاحة الموجود وطرح البديل وتثبيته واقرار الواقع الجديد الثابت بوجود المشرفين من المتابعين والمراقبين المنزهين والمعصومين كما يدعي وهو زور وبهتان للثورة اليسارية، وكما يقول وقودها الطبقة الكادحة واما من يبقى اصحابا لها هم المشرفون والراعون والقائمون على ايجاد مستلزمات الثورة ومتطلباتها والمؤمٌنين شروط نجاحها واستمراريتها لحين الوصول الى المساواة النهائية ويشبهه بمفهوم نهاية التاريخ، والاكثر غرابة انه يوازيها ويشبهها بالثورات الدينية والعقيدية الاخرى التي تهدف الى ازاحة الموجود واحلال البديل المفضل الحاضر مسبقا . ويعتبر الثورة في الحالتين تنظيف وتهذيب لما يقسٌمه الثوريين في العالم المشابه للخير والشر التاريخي المتوارث من العقائد والفلسفات التاريخية ومن تراكم ما ورثته البشرية من الاديان والمذاهب والاساطير الغفيرة في التاريخ العتيق الغابر وايضا الحديث، وينسٌب عمل اليسار كما هو اليمين الى ان الانسان منزه في طبعه ويحاول محو الشرور من جذوره الموجود على المعمورة، وهناك الاشرار في الجانب المقابل وكل جهدهم منصب على نشر وسيطرة الشر، ويسمون اما بالكفار في العقيدة الاسلامية وبالراسماليين في الفلسفة اليسارية، وفي هذه المقارنة العجيبة ان الهدف منها تشبيه الفكرين والعقيدتين والفلسفتين من اجل ماينويه من نشره وهو ايمانه بالليبرالية التي في جوهرها لا تفرق بشيء عن الراسمالية لا بل هي الراسمالية الجديدة في جلد حرباء ومغاير في كل مرحلة. ويتهم الفكر والفلسفة اليسارية بالجمودية في حال وصول البشرية الى المرحلة الشيوعية وستبقى على اعتقاده جامدة غير متغيرة، وهذا فهم خاطيء لجوهر الماركسية وقراءة بسيطة لعناوينه فقط دون الدخول الى العمق الذي يفسر لاخينا ان اراد ما هي الحركة الديناميكية والعلاقات الجدلية المتشابكة بين المفاهيم في الزمان والمكان وما تصل اليه الناس في اخر المطاف الذي ليس له النهاية . ويصف بعض المذاهب ومنها الفوضوية بانها اليسارية وينتقد ما تهدف اليه من هذه الزاوية، ولا اعلم هل قرا  صاحبنا الاراء والافكار والانتقادات اليسارية العلمية حول الفوضوية في اليسار، وهو يخلط بين العلمانية والافكار ماوراء الطبيعة ايضا، وكأنه كشف الجهات والمواقع المظلمة لليسار ويدعي كل ما تنتجه هو الجوع واللامساواة والقمع ضد المعارضين !! والهدف العلني الفضيح في كل كلمة يدعيه هو الترويج لليبرالية الراسمالية والذي يعيش في تلك البلدان التي تدعيها وتعتبرها الفكر والفلسفة والنظام المثالي الملائم لهذا العصر، ولا يسعنا الا ان نحترم رايه وندعوه للتعمق اكثر في الفكر والفلسفة اليسارية لكي لا تخلط الامور في قرارة نفسه ويقتنع بما الاصح .

 

 

 

 

في المثقف اليوم