أقلام حرة

11-9 أول يوم في التقويم الارهابي

يعلن ان الوقت حان لكي يحدد الجميع موقفهم من الاحداث لان العالم كله امام خيارين لا ثالث لهما :

فأما ان تنتمي الى العالم الحر (او الديمقراطي او المتحضر) وعندها ستقول نعم وبدون اي تردد لسيدة هذا العالم وهي بالطبع امريكا وعليه فانك ستدخل العالم الحر من اوسع ابوابه وستتربع على كرسي الحكم الى ما شاءت امريكا زعيمة هذا العالم الديمقراطي المتحضر .

والخيار الثاني هو ان تقول لا لهذه العنجهية وهذا الغزو الجماعي وهذا القتل المجاني الذي يوزع بغير عدالة وطبعا هولاء هم في الطرف الاخر من المعادلة وهم الارهابيين او العالم السفلي وبصراحة اكثر هم المسلمين نعم المسلمين ولكن المتشددين منهم (بالكلام فقط) .

ومع كثرة المشككين في هذه الاحداث من حيث وقوعها وتوقيتها والظروف الغريبة التي رافقنها كل هذا جعل البعض يعتقد انها مفتعلة وهي صنع أمريكي 100 % لعدة أسباب منها فرض هيمنتها بشكل صريح وعلني خصوصا وانها تفرغت للعالم الاسلامي بشكل واضح بعدما انتهت من الاتحاد السوفيتي وروضت التنين الصيني وطبعا اوربا العجوز تريد اللحاق بالسيد دولار باي وسيلة ناهيك عن اليابان ذلك الحمل الوديع الذي يقول نعم في اصعب الظروف فلم يبقى غير وضع قواعد عسكرية في مناطق حساسة من العالم وبالتحديد الشرق الاوسط ومنطقة الخليج العربي و لم تكن تستطيع وضع قواعدها في هذه المناطق الا مع وجود مبرر قوي والاهم من ذلك كله هو العنوان الرئيسي لهذه الحرب وهو – الحرب على الارهاب – وهذا العنوان يحمل في طياته الكثير فالجميع ارهابيون والجميع ديمقراطيون في نفس الوقت والتصنيف اعلاه يحدده فقط الامريكان وبما انه عنوان مفتوح وغير محدد الابعاد كذلك الارهاب ما هيته واهدافه و تعريفه كل هذا بقي غامضا لكي يدُخلوا فيه من يريدون ادخاله وفي اي وقت ... وهذا اختلاف اخر بين العالم الحر والاخر (الاسلام) الذي اقحموه في هذا الصراع فهم الارهابيون من ناحية وامريكا قائدة العالم الحر من جهة ثانية .

وهناك من يقول ان الكبرياء والجبروت الامريكي قد تحطم مع تحطم تلك الابنية اذ ليس من المعقول ان يأتي المسلمون الى ارضنا ويقوموا بكل الذي قاموا به هذا نوع من الجنون ! هكذا يتحدث المواطن الامريكي البسيط ومن اين لهم كل هذه الجرءة وهذه القوة ؟ في حينها كنت قد طرحت سؤالا على صديقي وهو امريكي وقلت له لو لم تكن هذه الانفجارات في امريكا وكانت في اي دولة اخرى فهل سيكون رد فعل امريكا بنفس القوة وبنفس الكيفية ؟ اجاب بالنفي اذ قال يجب ان يكون الرد الامريكي اكثر قوة واكثر قسوة كيف يجرءون على فعل هذا... هذه امريكا التي قدمت كل شيئ للعالم ويجب على العالم رد الجميل الى امريكا لا ان يفجروا حضارتها ويقتلوا ابناءها ولكن اذا كانت هذه الاحداث في غير دولة فبالتاكيد سيكون دور امريكا المساعدة او الناصحة ليس اكثر لان الامريكان لن يذهبوا للحرب بسهولة .

ومهما كان السبب من وراء هذه الاحداث فان العالم الاسلامي والعربي دفع الثمن غاليا من دماء ابنائه ومن استقلاله ومن مستقبله الذي اصبح مهدد باي لحظة يعتقدها القادة العسكريون الامريكان الذين انتشروا على طول البلاد العربية وعرضها ... ومن الغريب حقا ان الذين فعلوا هذه الجريمة البشعة جريمة لان قتل قتل الابرياء بدون ذنب هو جريمة يجب ان يعاقبوا عليها هم وليس غيرهم ولانهم لم يأخذوا راي احد ولم يخولهم احد وهم ليسوا على هذه الدرجة العلمية او المعرفية التي تتيح لهم التصرف بهذه طريقة وحشية والتي انقلبت على راس الاسلام والعرب .

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1165 الجمعة 11/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم