أقلام حرة

كتكوت يملك نصف العراق و(كليلة ودمنة) نصفه الاخر

تهتم بتحديد طريقة الحياة المثالية وليس محاولة فهم الحياة. هي بالمختصر المفيد التفكير في التفكير و في سبل التفكير المؤدي للمعرفة و التغير نحو الاحسن. والفلسفة تعتمد في كل محاورها على طرح الاسئلة المختلفة ومن ثم البحث عن الاجابات عليها وهنا لايهم طول او قصر السؤال و لا حتى نوع السؤال او مجاله المهم سؤال يتبع سؤال وبالتالي مناقشة هذه الاسئلة والاستفاضة في الاجابة عليها. وليس بالضرورة ايضا ان تكون الاجابات مثالية. فطلب المعرفة يعني تحليلها وفك رموزها وتقريبها للمنطق ومحاولة فهمها واستيعابها نسبيا والوقوف على نتائج حلها.. و بما ان الفلسفة تعلمنا طرق التعرف على الكون والوجود لذا المجالات التي تتناولها الفلسفة غير محددة فتشمل كل المجالات فى الطبيعة وما وراء الطبيعة في الوجود والكون والمادة في السياسية و التاريخ وحتى في الاحلام وفي كل ما ينتجه الفكر البشري. وعندما تنتهي هذه الاسئله ستنتهي معها الفلسفة حتما وينتهي الانتاج الفكري. وبموت الافكار تصبح الحياة عقيمة وينتهي التفاهم وفهم الاخر وبالتالي عدم فهم وتحديد طريقة حياة الشعوب. وهذا طبعا شبه مستحيل فما دام الانسان يفكر معناها هناك اسئلة يراد فهمها وبالتالي فلسفتها. وبما ان في العلوم الانسانية لا وجود للمطلق فيها فالاجابات حتما ستكون نسبية و مهما حاولنا اغنائها ستبقى وجهات نظر قابلة للنقد والتطوير لان كل سؤال يمكن تناولة من عدة جوانب مختلفة و متشعبة كأن تكون جوانب سياسية او اجتماعية او تاريخية او ما الى ذلك. اما هل بالامكان تناول مسالة ما من كل الجوانب والاتجاهات؟ بأعتقادي هذا شبه مستحيل ولا توجد مسألة في الكون بحثت من كل الجوانب لان هناك امور لايدركها العقل البشري حتى الساعة ولا يمكن ان نحللها حتى منطيقا لانها تدخل من باب الصدف او القضاء والقدر او الخوارق و الابداع او الفوضى الخلاقة وغيرها . وهذه الابواب لا تخضع للمنطق احيانا. كما هو حاصل في عراقنا الحبيب والاحداث الامنطيقة التي يمر بها. و موضوعة العراق اصبحت مادة فلسفية دسمة لكل الاقلام والاعلام. واغلب الاسئلة و النقاشات تدور حول واقع العراق وسياسة العراق وجيران العراق والارهاب في العراق ومن سينتخب العراق؟ وماهي الاحزاب الاكثر جماهيرية في العراق؟ ولماذا حصل كل هذا في العراق؟ ولماذا لا نكون او نكون؟ وكثرة الاخبار وابدعت الاقلام. ولكن لازالت قضية العراق شائكة وعصية على الجميع في الحل والاجماع. ومهما كانت وتكون هذه الطروحات فالقارئ هو الفيصل في الحكم عليها ان كانت واقعية ام بعيدة عن الواقع منطقية ام غير منطقية. وبما ان العلوم الانسانية كما ذكرنا نسبية فواقع العراق اصبح نسبي الفهم و الوضوح ايضا. ولا زلنا نبحث عن الحقائق فية لنقطع الشك باليقين. وبعد هذا الاستطراد لابد لنا ان نطرح اسئلتنا الفلسفية المحتاجة الى حلول وحلول عاجلة جدا. وهي متى يبدء أنصاف الشعب العراقي بعد كل هذه الاحداث؟ متى نعي ان العراقي انسان له حق الحياة والعيش بنعيم؟متى وكيف لنا ان نهتم بهموم الشباب والطفل والمرأة؟ متى وكيف نهتم بالبيئة والنظافة والتلوث المناخي؟ وأذ كنا قد تناولنا هذه المواضيع فمن اي جانب؟ وماذا حققنا في هذا المجال؟ لقد افزعني ما اراه على الفضائيات من مظلومية وبؤس وفاقة وحرمان يعاني منها الشعب العراقي والطبيعة في العراق !وبما ان في الاسئلة مفتاح البحث عن الحقائق اذن هل لنا ان نعرف من وراء مظلومية هذا الشعب؟هل هي الحروب؟ الاحتلال؟ الدمار؟ فلنا جارة مسحت من الوجود وبزمن قياسي اعادت كل شئ !. هل نحن بلد فقير ولا يوجد عندنا موارد طبيعية؟فجارة لنا اخرى لا يوجد عندها اي شئ يذكر وها هي تقدم الخدمات لشعبها ولو على حساب الاخرين ! هل لا يوجد لدينا مفكيرين او سياسيين او اعلاميين او مهندسين او علماء؟ افتح القنوات الفضائية وسترى اكثر المفكرين والمعلقين والمخططين والاعلاميين عراقيين !. هل نحن شعب لا يعرف الفداء والتضحية؟ كيف ونحن نصف شعبنا شهداء ونصف نسائنا ترملت بأسم الوطن ناهيك عن المقابر الجماعية. اذن ما المشكلة و اين تكمن؟ المشكلة هي على ما اعتقد تكمن بعدم قناعة القادة السياسيين بأنفسهم وفقدان التواصل بينهم وبين الشعب وجشع الاغلبية وحب المال والنفوذ وتجذر الانا. بلد همه الرئاسة والتضية بالاخر ! والا هل يعقل كتكوت يملك نصف العراق و رجل عجوز خدم العراق اكثر من عشرين عاما ويسكن الخيم؟!هل من المنطق رئيس يملك اكثر من ثلاثين سيارة له ولأفراد اسرته وطفل عراقي لا يملك لعبة (سيارة) يلعب بها؟! هل من الوجدان خطيب على ذمته اربع زوجات وعراقي شاب لا يستطيع ان يدفع ثمن المهر لزوجة المستقبل؟! هل من الانسانية نائب برلماني يتقاضى الملايين ولم يحضر اي جلسة برلمانية في العراق و يسكن في ارقى واغلى فنادق عمان وشاب عراقي خريج جامعة يبيع سكائر امام باب فندق يسكنة الغلابة؟ هل من الانصاف وزير عراقي عائلة تسكن في ارقى احياء باريس او لندن واطفالة في ارقى المدارس الاجنبية واطفال العراق مشردة ونسائه تبحث عن زواج المتعة الرائج في الوقت الحاضر لاجل العيش؟ هل من الامان مسؤول حمايته اكثر من اربعين شخصا و راتب الواحد منهم يكفي لأعالة اكثر من عشرة عوائل؟! هل من الديمقراطية (كليلة ودمنة الشمال) يملكان الشمال كلة وممنوع على العراقي العيش هناك لمدة وجيزه؟! هل من العدالة خدمات المنطقة الخضراء قائمة على قدم وسائق ومستشفيات العراق تأن من الاوجاع والنقص الحاد بكل شئ؟ اما ما استجد فى الاونة الاخيرة وبشكل ملفت للنظر هو كثرة (عناوين) جمعيات (البلا حدود)، قضاة بلا حدود، اطباء بلا حدود، اغاثة بلا حدود، مراسلون بلا حدود حتى اصبح العراق بلا حدود وانتهاكات بلا حدود واصبحت الحدود بلا حدود فليرقص كل من يخاف الحدود. فديمقراطيتنا بتصريح سياسيها بلا حدود لا نعترف بالحدود ولا نقرها نقول ما نريد ونفجر ما نريد وننتخب من نريد ونغضب على من نريد وندين من نريد ونقرب من نريد ونبرء من نريد ونتبع لمن نريد اما كيف يعيش العراقي وكيف نبني العراق هذا مالا نريد ان نعرفه؟ اما الحدود فنحن لمسناها بتحديد الحرية الشخصية للفرد بالحرام والعيب والممنوع وبعدم الجواز والمستحيل وبها فقدت الاشياء طعمها فالبارح واليوم وغدا ايام لا تفرق بشئ. فالايام عديمة اللون والرائحة والطعم فالاجواء في تصحر والمياه جفت ولكن ازدادت غزارة دموعنا ! ولا توجد خطط انقاذ للمستقبل لا اصلية ولا بدلية. البعض يقول ان اغلب العراقيين تحسنت اوضاعهم ولنقل النصف منهم يا اخي وانا معك. ولكن كيف بالنصف الاخر؟ هل يترك؟ يعني اذا الشخص لم يحالفه الحظ لا بالتعليم ولا بالعمل ولا بالصحة ولا بقرابة وزير هل معنى هذا كتب عليه الموت؟ اليست الحكومة مسؤولة عنهم ! فمهة الحكومة ان تكون مسؤولة عن كل شبر وكل نفس على ارض الوطن. ولكن الطائفية السياسية والتبعية الحزبية جعلت من العراق والعراقيين حالة فريدة من نوعها عصية حتى على الفلسفة. سؤالي (الا فلسفي)هنا هو كم مسؤول عراقي نفذ الخطة المناطة به عدا نصب العداء والتفخيخ والسرقة والغاء الاخر؟ كم مسؤول وضع نصب عينيه مظلومية البسطاء والفقراء والبعدين عن السلطة والمسؤلين من العراقيين؟ كم وزير نفذ مشاريع لخدمة العراقيين؟ هل لنا اذن ان نستغل الفلسفة بالبحث عن الحقائق المخفية التي جعلتنا في اخر المطاف ومن ثم دعم النتائج لتغير واقع الحال وتغيير من سلمناهم زمام الامور والرقاب ام نبقى ندور حول السواقي معصوبي الاعين لا نعرف لنا بداية ولا نهاية؟ والحكمة تقول اعقل وتوكل !

 

أ. د. أقبال المؤمن

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1166 السبت 12/09/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم