أقلام حرة

التغيير يبدا من النفس ويؤثر على المجتمع عموما

والمنظومة الاجتماعية بشكل عام معرضة للتغيير الطبيعي التدريجي بمرور الزمن وفق التاثيرات العديدة التي تحركها وتفرض المستجدات التي تتطلب سلوك وظروف واوضاع مغايرة في المجتمع بشكل عام . ومن الطبيعي والمسلٌم ايضا ان التغيير الذي يحدث في اي مجتمع يحتاج لتغيير الفرد على انفراد، لكي يتلائم ويتكيف معم الجديد المتغير، والثبوت او الجمود على حال وسلوك معين للفرد يضعه في تناقض واضح مع الواقع ويصبح التغيير سلبيا وشاذا عندئذ .

بعد التفكير الدقيق مع الذات وازدياد الخبرة والمعلومات وتحت تاثيرات العمليات العقلية للفرد يصبح كائنا معرضا لتفاعل المعادلات العقلية المعقدة ويجعله يعدل او يغير من افعاله وما يسمى بسلوكه ويعتبر تغييرا في كيانه واخلاقه وعقليته ايضا وبشكل عام، وحتما تكون هناك عوامل رئيسية مؤثرة في العملية بشكل فعال، اي الاسباب الواردة والداخلة المؤثرة على الفرد من البيئة وهي مثيرات من المحيط وتتكون نتيجتها الردود التي تعتمد على المثيرات المستقلة وتدخل في هذا الوسط العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية الموجودة وما تنتج منها التوابع الاساسية .

الناتج العام لما يحصل تبرز منه الاسباب الضرورية لتنظيم السلوك وبطرق عديدة، منها السيطرة على الذات عند التحسس بتاثيرات المدخلات على ارادة الفرد وعقليته بشكل ايجابي، وهذا ما يفرض التلائم حسب المعايير الفردية الذاتية كانت ام الاجتماعية وبفكر يمكن ان يكون تقدمي دون انتظار الثواب والعقاب .

و يعتمد المتغيرات على مجموعة من الامكانيات النفسية والجسمية للفرد بعيدا عن المعضلات وبقدرة كاملة في السيطرة على النفس ومن ثم اعادة النظر في السلوك السلبي، وتاتي هذه العملية اكلها نتيجة النضج النفسي والعقلي للفرد، وبوجود العقلية السليمة والفكر المنفتح مع وجود التوازن في حال الفرد والتركيز على العمل وتقوية القدرة لسليطرة والاحساس بما تامره النفس بوجود الشعور الحسن والاحاسيس النظيفة السليمة وبقدرة وعقلية صحية كاملة .

و لكل من العقل والجسم التاثير المتبادل على البعض لتحديد الوضع الجسمي والنفسي العام للفرد وامكانيته في تحديد الطريق العقلاني السليم في التعامل مع الاحداث المتغيرة . والطرق الاساسية لنجاح عملية التغيير الذاتي تبدا بارادة الفرد في ادارته للتفكير وتوجيه العملية العقلانية بشكل ايجابي مع الشعور بجمع وتوحيد الحسنات وفصل وطرح السيئات مما يفرض ادارة النفس والعقل الفردي للسلوك والسيطرة عليه ناجحة .

هنا يمكننا ان نطمئن على ايجابية عملية التغيير الفردي، وهكذا يصبح تغيير المجتمع تحصيل حاصل لتغيير الافراد والعكس ايضا صحيح في ظروف واوضاع معينة، وكلما كانت نسبة توفر عوامل التغييراكبر اصبحت الطريقة والبيئة والارضية اسهل لتغيير المجتمع من الجانب الاجتماعي الاخلاقي النفسي، ويعتبر هذا الانتقال التدريجي السهل السلس من اهم وانجح الطرق المؤدية الى التغيير والتقدم العام . وهذا ما ينطبق بالضبط تماما على الاصلاح والتغيير السياسي العام ومتطلباته، اي التغيير بعد توفير المستلزمات والعوامل النفسية للمنظومة الاجتماعية بشكل عام والاستناد على نظام سياسي صحي وبايجاد المثيرات الايجابية وتفسير وتحليل ما تتطلبه المراحل المتقدمة وما تفرضه المصالح،و يجب ان تشارك فيها المكونات كافة وبنفس المستوى، وليس من خلال الصراع الضيق الافق بين مكونات وتركيبات حزب او تجمع او تيار معين، والظروف والعوامل والمتطلبات التي تفرض تغيير سلوك الفرد تنطبق على التنظيم السياسي واهدافه وشعاراته وتركيبته الجسمية والنفسية والية عمله وعقليته وصحة جسده وسلامة عقليته ومقدار اهتمامه بالصالح العام .

 

 

 

 

في المثقف اليوم