أقلام حرة

هل نكره الظلم أم نكره أن نكون مظلومين؟

ونظرا لأنواع الظلم الكثيرة التي قاساها العراقيين  أبتداء من ظلم الطغاة الى ظلم الجوع  والعوز ناهيك عن ظلم التهميش ولا ننسى ظلم الاحتلال مرورا بظلم دول الجوار التي أثبتت قسوة غير طبيعية ليس لأننا ضعفاء  او لان ثاراتهم معنا قديمة ولكن ليطبقوا أجنداتهم التي يعتقدون انها تخدم مصالحم في المنطقة  مع انها مدمرة على العراق والعراقيين ... وكان هذا الصبر وتحمل الظلم يحسب للعراق لانه صبر المسلم على اخيه المسلم وهو صبر الاقوياء والجميع يعرف هذا  كذلك ارقى انواع الصبر على الظلم ان تصبر وانت في موقع القوة  ولان دينك ووطنيتك هي التي تردعك اذ لم نكن نتصور ان نُظلم بهذه الطريقة من قبل دول الجوار كل هذه السنين .

وفي الحالات الطبيعية فأن  المعاناة من الظلم تولد نوع الشفة على الاخر خصوصا وان الدين هو الذي يحثنا على هذا بمعنى ان تكن مظلوما هذا لا يعطيك الحق ان تظلم الاخرين او ان تنتقم من اي شخص لانك كنت مظلوماً  هذا من جانب وكونك ظُلمت فهذه دعوة ان تعرف وتكتشف الظلم وتنبه الاخرين وتنذرهم بان يتحذروا وان لا يسقطوا في هذا الظلم هذه علامات الانسان الطبيعي السوي الوطني الذي لا يزيده الظلم والجور الا اللتصاقا في وطنه  ويجعله اكثر انسانية وهذا من جانب اخر ... لا ان يجعله اكثر حقدا واكثر قساوة وان يحاول يسقي  الاخرين من نفس كأس الظلم الذي شربه على أساس انه من يظلم بغير حق فان الجميع يجب ان يدفعوا الثمن وان الجميع يجب ان يُظلموا هذه قاعدة موجودة عند اصحاب النفوس المريضة               (وعززتها السينما المصرية في ذهن المواطن العرابي) من خلال تداولها وتقديمها للجمهور .

وعليه ومن خلال ما تقدم  فان الحكمة العراقية التي عانت ما عانت من ظلم الطاغية وظلم الغربة في دول العالم يجب عليها ان لا تكون ظالمة وان تتعامل مع المشاكل والازمات التي تحدث هنا وهناك على اساس احترام الانسان واحترام حقوقه لانها تمثل كل الشعب العراقي وليس من المعقول ان يكون المجتمع العراقي ظالماً فبين الحين والاخر تظهر لنا بعض الامور التي لم نتصورها ان تحدث في هذه الحكومة منها افلام فيديو لتعذيب سجين وحقيقة عندما شاهدت فلقد صعقت من هول التعذيب وتذكرت  اخواننا واصدقائنا في سجون الطاغية فمنهم من استشهد تحت وطأة التعذيب ... كذلك هناك معسكر أشرف والقضية التي لا نريد ان تكون وصمة عار على جبين العراقيين فاما تسليمهم الى الامم والمتحدة  وبكل احترام  واما اعطائهم الحق في الرحيل والخروج من العراق لاننا لا نستقبل معارضة دولة صديقة مثلا. ما اقصده لا يجب ان تنتهك كرامة الانسان لانه  تعاون  مع الطاغية في زمن مضى  ولان احترام انسانية الاخر ليس مرتبط به وان كلم ظالماً وانما مرتبط بنا نحن العراقيين  فنحن لسنا ظالمون واننا نعفوا عند المقدرة هذه اخلاقياتنا  وهذه اعرافنا  وهي ليست غريبة علينا  الغريب ان نكون حاقدين  او ان نكون ظالمين.

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1172 الجمعة 18/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم