أقلام حرة

حزب الله يدخل من باب الحارة

ويبدو أن أي عمل فني يحوي ما له علاقة من بعيد أو من قريب بفكرة مقاومة المستعمر، يلقى قبولا وترحيبا كبيرا لدى القائمين على هذه القناة، وهذا ليس عيبا أبدا أن تتبع القناة ما يتماشى مع خطها الافتتاحي الذي أنشئت من أجله.

 

لكن، ما يجعلني محتارا قليلا، هو أن الغرض الأول من مسلسل باب الحارة هو الربح والتسلية الرمضانية المحترمة، وهذا أقصى ما قد تصل له قناة أم بي سي ومجموعتها الإعلامية الضخمة والرائدة في مجالات كثيرة.

 

فمن غير المعقول أن يكون غرض القائمين على إنتاج المسلسل بالأم بي سي هو إحداث تلك المقاربة بين وضع المقاومة في يومنا هذا وبين وضعها في السابق، وإن كان كذلك، عن أي مقاومة يجب أن تكون المقاربة، مقاومة حزب الله بلبنان، أم مقاومة حركة حماس بفلسطين، والمعروف أن قنوات أم بي سي هي أبعد ما يكون عن الخط الذي تسير عليه تلك الحركات بكل إيجابياتها وسلبياتها، بل أن قناة العربية الإخبارية يتهمها البعض بمعاداة حزب الله وحركة حماس.

 

قناة المنار احتضنت باب الحارة واستقبلت في إحدى برامجها الخاصة بالعيد بعض أبطال الجزء الرابع إضافة إلى كاتب هذا الجزء "كمال مرة" ومدير مجمع القرية الشامية المحامي "نعيم الجراح"، وكان الحديث الرئيسي للحوار هو عن فكرة المقاومة في المسلسل.

 

لا أدري هل يتحول مسلسل باب الحارة من عمل درامي رمضاني يدر الملايين على قناة أم بي سي السعودية إلى سلاح إعلامي ولو بسيط في يد قناة المنار وحزب الله.

 

وهل بسبب هذا الانحراف الذي قد يحدث في هدف ودور المسلسل جراء احتضان المنار له، قد نشهد تغيرات جوهرية في أحداث الجزء الخامس من المسلسل؟ ربما السؤال يبدو سابقا لأوانه، لكن التحضير للأعمال الرمضانية المقبلة يبدأ عند البعض من الآن، بعد العيد مباشرة.

 

**جمال الدين بوزيان

ناشط اجتماعي جزائري

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1177 الاربعاء 23/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم