أقلام حرة

على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك

 العهد السايق وتشويهه للحقائق ومحاولاته المستمرة لتضليل الجميع، وما نراه هو تقييم المواقف وفق الايديولوجية والنظرة الاحادية الجانب، والتي نخزنها في لاشعورنا دون ان نعلم بنفسنا، ونحلل ونفسر ونشرح وكأننا الاصح والمعصومين من الخطا ولا يوجد هناك في المقابل مخالف لما نطرحه ونصر عليه، او نحن نعتقد ان لا يكون هناك الراي الاخر كما علمنا النظام السابق ونتصرف ونتكلم ونتعاملو نتصرف احادي الجانب، والعاطفة هي المسيطرة والتربية العامة التي تعودنا عليها من العوامل التي تفرض علينا عدم الخروج من اطار العقلية التي اكتسبناها حسب الظروف الموضوعية والذاتية المحيطة بنا.

 

و من هذه القضايا الحساسة التي تتحمل النفسيرات العديدة لحد اليوم، ما هو متعلق بالقضية الكوردية المتشعبة وتعقيداتها التي كانت دائما السبب الرئيسي في بروز السلبيات نتيجة التعاملات السلبية من قبل مختلف الجهات الرسمية وغيرها. وما كان السبب المباشر في عدم ايجاد الحلول المقنعة لجميع الجهات لها هي العقليات الضيقة التفكير والمحرضين على التوجهات الانانية، وفي اجواء انعدمت فيها حقوق المواطنة لجميع الفئات والمكونات الشعب العراقي دون تميز يذكر . بل كانت النظرة وفق خلفية الفئات بتوجهات قومية ومذهبية في اكثر الاحيان، وما فرضت نفسها هي الاحاسيس المتنوعة التي انغمست في اعماق الفئات المختلفة وفق التاريخ ومؤثراته والسياسة وتعاملات واسلوب الحكومات العراقية المتعاقبة لحد وصولنا لمرحلة الحكم الدكتاتوري وما جرى من تدمير وابادة وتجريف واحراق وقتل وقمع وحصار وانعدام ابسط الحقوق الانسانية . وحتما اختلفت نسبة الظلم والغدر والضيم الذي وقع على كل فئة وكانت حصة الاسد من الغدر على الكورد وحقوقهم المعيشية الطبيعية . نرى اليوم من يتكلم ويتعامل مع الاخر بروح الاستعلاء، وهناك من يخاف من المستقبل، ومن فبه عقدة الماضي، ومن ينكر حقوق الاخر، ومن لم يحاول ان يتكيف مع العراق الجديد والمستجدات وما يتطلبه العصر.

 

انني لست هنا بصدد ان اوضح احقية كل فئة من اية قضية تمسها او مدى بيان حقوقها المهضومة ومن له حق في تقرير المصير، وهو يمتلك كافة مقومات الكيان المستقل، وهو يؤمن بحقوق الاخرين ايضا لان الدلائل واضحة للعيان ويصادق عليها التاريخ والجغرافية ويحمل من السمات العامة واللغة والثقافة والعادات والتقاليد الاجتماعية والاصل والفصل . ان حاولت جهة وهي لحد اليوم مغلوبة على امرها ولم تطمئن على مستقبلها وتحاول ايجاد الوسائل الضرورية لعدم اعادة التاريخ لنفسه وخصوصا وهي تتلمس يوميا وتحتك بالعقليات والاساليب التي لا تختلف عما سبق، ان حاولت ضمان مستقبل اجياله وهي تُنعت يوميا بمختلف التسميات ممن كان حتى الامس القريب لا يعترف حتى بوجوده، اليس من حقها ان تعيد الحقوق التي اغتصبت منها في وضح النهار. كل المؤشرات تدلنا على ان العصر الجديد لا يتحمل المزيد من سفك الدماء ونحن نحتاج الى روح التسامح وقبول الاخر وعدم الغائه، والعالم تفرض علينا الصفات والسمات الحديثة من العقلية الانسانية في التفكير والعمل، والحرية وتامين الحقوق العامة بعيدا عن التعصب والانانية في جو من العدالة الاجتماعية وتوفير دولة القانون . لابد ان نذكر ان الشعب الكوردي متسامح في طبعه ولنا دلائل ويثبتها التاريخ وانتفاضة اذار1991 مثال حي امامنا .

 

انني اتذكر هنا ما مرٌت به شعوب العراق كافة وليس فئة بحد ذاتها، ولكن يجب ان يقال الحق مهما كلف الامر. يجب ان نعلم انه مشيئة الحياة ونرى دائما لا يصح في الاخير الا الصحيح ولابد ان يعود لكل ذي حق حقه مهما طال الزمن، وعندئذ لم يبق غادر او مغدور وتثيت حقوق المواطنة والواجبات، ولابد ان اشير الى انه لم يطلب اي احد الان الانفصال والا فترة سقوط الدكتاتورية والفوضى التي حدثت كانت الفرصة المثالية لاعلان ذلك، ولو كان ينوي اي احد لتمكن ان يصل الى ذلك، ولا يريد اي مواطن حر الافراط في حقوقه والاستمرار في السير المنحي والدوران في الدائرة المغلقة دون هدف.

 

 

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1183 الثلاثاء 29/09/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم