أقلام حرة

في حرب لا نهاية لها .. من للمواطن اليمني؟؟

وتتمركز بة اعرق القبائل العربية وامهاتها،و معظم المواطنيين العرب في ارجاء الوطن العربي من أنسال تلك القبائل الكريمة الأصول، و يفخرون بعروبتهم وأصولهم اليمنية.

 

 كما أن اليمن أحد السبعة المؤسسين لجامعة الدول العربية  مع كل من مصر والسعودية والأردن والعراق ولبنان وسوريا وذلك في 7 من ربيع الآخر 1364هـ الموافق 22 من مارس 1945م  حيث خرجت الجامعة إلى حيز الوجود. وهو من البلاد العربية التي لم تظهر فيها دعوة معادية للعروبة كما ظهرت  في بعض  أقطار اخري شقيقة كالدعوة إلى الفرعونية والفينيقية و الامازيغية وغيرها، حتي اصابة فيروس بني يعرب وهو التشرزم و التناحر الذاتي، فأصبح  المواطن اليمني العربي هو الضحية في مرجل حرب لا حسم فيها، والقوات الحكومية وقوات الحوثيين كلاهما يتبادلان اشعال النار تحت المرجل حتي نضج المواطن اليمني واستجار بالعرب و العجم علي السواء صارخا .. أدركو اليمن قبل فوات الاوان  .

 

فرغم مناشدة منظمة مراقبة حقوق الإنسان «هيومان رايتس ووتش»  في رسالتين منفصلتين إلى الرئيس علي عبد الله صالح وقائد المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي،والتي دعتهما إلى أخذ جميع الاحتياطات المستطاعة من جانب قوات الطرفين لتجنيب المدنيين الضرر و عدم استهداف المدنيين على الإطلاق، وعدم شن هجمات تؤدي إلى خسائر في أرواح وممتلكات المدنيين، وتيسير تسليم المساعدات الإنسانية للأشخاص المشردين وغيرهم من المدنيين المتأثرين بالقتال،

 

إلا أن جولات القتال المتبادلة بين الطرفين تسببت بالفعل في تشريد عشرات الآلاف من المدنيين والذين يقدر عددهم في محافظات صعدة وعمران والجوف وحجة بحوالي 150 الف شخص. ويشمل هذا العدد الأشخاص الذين نزحوا خلال المواجهات السابقة والذين أجبر العديد منهم على النزوح للمرة الثانية أو الثالثة على التوالي،مما ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية للمواطن اليمني بالأضافة الي القيود على المنظمات الإنسانية والمنظمات الإعلامية والحقوقية مما يعرقل وصول المساعدات .

 

فمن للمواطن اليمني في حرب لاحسم فيها لأحد منذ اكثر من خمس سنوات ؟؟ لقد كذب كل من ادعي حرصة علي شعب اليمن وعلي المواطن اليمني سواء كان ذلك من الداخل او من الخارج، وكل يدعي وصلاً بليلى .... وليلى لا تقر لهم بذاك، لو كانو حريصين علي اليمن و المواطن اليمني ما ساهمو في قتلة وأسرة و تبديد ثروتة وتشريدة خارج وطنة،

 

فلو كان الرئيس علي عبد اللة صالح حريصا علي اليمن واليمنيين لتنازل عن عنجهيتة وتشارك مع الاخريين في السلطة وسعي لحل الازمة قبل ان تتفاقم بالتفاوض و المشاركة، ولعمل علي إيجاد وحدة حقيقية من خلال مشاريع تنموية ونشر ثقافة وطنية عربية تتجاوز الانتماءات القبلية والدينية، وأجرا  إصلاحات قضائية وقانونية تكفل تحقيق المواطنة الخالية من التمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو الطائفة أو الدين،

 

 ولو كان الحوثييون حريصون علي اليمن واليمنيين لنقاضو و انصاعو لسلطة الشرعية والحكومة المركزية ولسعو بعد ذلك الي الحصول علي حقوقهم بالطرق الشرعية، ولم ينساقو وراء اجندة خارجية، ولم يستسلمو لنزعات مذهبية، ولا ولائات أقليمية .

 

غير ان كلا الطرفين المتصارعين لايهمة اليمن ولا اليمنيون، وخاصة عندما يعتقد كلاهما وبإيعاز من قوي خارجية ان بالامكان حسم النزاع علي الطريقة العسكرية لصالحة، فيذهب طرف ويجري مناورات عسكرية ويؤدي استعراضات بهلوانية علي الوتيرة الايرانية ، ويسعي الطرف الاخر للحصول علي دعم سياسي و مادي من جهات استعمارية تحمل عدائات تاريخية لأمتنا العربية .

 

ولقد سئمنا النداء والرجاء لسادة الملوك والقادة العرب الحكماء في سلسلة مقالات سابقة بعنوان ادركو اليمن قبل فوات الاوان، وناشدنا الاطراف المتصارعة في اليمن بتوقف القتال ولو مراعة لحرمة شهر رمضان الفضيل، ونادينا لو اسمعنا حيا ولاكن لا حياة لمن ننادي، فلكل منهم اجندة هو موليها ويستبقو المعونات ويؤدو الطاعات ويقدمو الولائات لجميع الكيانات إلا للمواطن العربي المقهور فعلية منهم الويلات والثبور، ويبقي المرجل اليمني فوق نار الحرب الاهلية والمواطن اليمني هو الضحية، وهو لايعرف مصدر القذيفة التي تودي بحياتة وحياة عائلتة وتشردة من دارة ولا يهمهة ان يعرف إن كانت من طائرات حربية مدعومة اجنبيا ام من قاذفات ارضية ممولة عجميا، فقد تعدد الاسباب و المصادر ولاكن الموت عندة واحدا،

 

والمواطن اليمني البسيط  كل ما يريدة ان يترك ليعيش علي أرضة ويكفية ما يواجهة من صراع يومي لتوفير سبل الحياة لة ولعائلتة كي لا يقوم بحرق نفسة حيا كما فعل احد اليمنيين عندما عجز عن توفير الاحتياجات الاساسية لأسرتة، فهل هذا كثيرا علي المواطن اليمني البسيط حتي يحرم منة ؟؟؟

 

و يخطىء من يعتقد  أن أي انتصار عسكري على الأرض لأحد أطراف الصراع الدائر بين اليمنيين يمكن أن ينهى أزمة اليمن أو يساهم في حلها، لأن أي انتصار من هذا النوع هو خسارة فادحة لشعب اليمني خاصة ولشعب العربي عامة، فهو صراع قالت فية العرب كجادع أنفة بيدة، هذا رغم قناعتنا بعدم امكانية الحسم العسكري لهذا الصراع، وكاتب هذة السطور ليس خبيرا عسكريا ولا داهية سياسيا، ولاكن التجارب و التاريخ خير معلم لمن اراد أن يتعلم .

 

فأذا كان حلف الناتو مع كل ما يتمتع بة من قدرات عسكرية ولوجستية قد فشل في حسم الصراع في افغانستان (ذات الجبال والتضاريس المشابهة لصعدة) لصالحة عسكريا علي مدار ثمان سنوات  فهل لعلي عبد اللة صالح ان يحسم صراعة مع الحوثيين عسكريا  .. هذا سؤال لا يحتاج الي جواب !!

 

وأذا كانت الاطراف المتصارعة في الصومال قد فشلت في الحسم العسكري لصالح اي منها رغم مرور تلك السنين واستعانة كل طرف بمن ظن انة قادر علي الحسم الي درجة استدعاء والسماح  بدخول جيوش اجنبية الي ارض الصومال ومع ذلك فشل كل طرف في حسم الصراع عسكريا لصالحة، فهل لعلي عبد اللة صالح ان يحسم صراعة عسكريا مع الحوثيين .. هذا سؤال لا يحتاج الي جواب !!

 

واذا كان السودان بأطرافة المتناحرة قد فشل في حسم الصراع عسكريا رغم مرور تلك السنين واستخدام كل طرف اقصي ما لدية من قوة والاستعانة بالدعم الاجنبي ولجئو في النهاية الي التفاوض بعد الخسائر الفادحة في الارواح و المحاكم الدولية، فهل لعلي عبد اللة صالح ان يحسم صراعة عسكريا مع الحوثيين .. هذا سؤال لا يحتاج الي جواب !!

 

بالاضافة الي ذلك فأن هناك عوامل خاصة باليمن تجعل من شبة المستحيل الحسم العسكري، منها علي سبيل المثال الاصطفاف القبلي، فرغم  التحذير من التدخل القبلي حيث أن القبائل اليمنية عموما بيدها من السلاح الكثير بداية من أسلحة اليد إلى الرشاشات والمدافع وحتى راجمات الصواريخ، إلا أنة بعد تكوين الحكومة لجيش شعبي في منطقة صعدة معظم أفراده من قبيلة حاشد التي ينتمي لها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أعلنت شخصيات من قبيلة بكيل اصطفافها إلى جانب جماعة الحوثيين ، مما يشكل تطورا نوعيا وذلك لما بين القبيلتين من إرث تنافسي ولتماسهما خاصة في محافظة عمران حيث تدور المعارك.

 

وأختم بقول الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من خطاب في اليمن عام 1964

"إنكم - أيها الإخوة - الشعب الحر، الشعب الموحد، الشعب القوى، الشعب الثائر الذى لا يرفع فيه فرد السلاح على أخيه ولكن الإستعمار أراد منكم أن تحملوا السلاح ضد بعضكم البعض؛ حتى يؤمن لنفسه البقاء"

 

 

نبيل عواد المزيني

باحث وكاتب - الولايات المتحدة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1186 الجمعة 02/10/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم