أقلام حرة

فصائل عراقية بين المصالحة والعمليات المسلحة / جاسم محمد

وكانت جغرافية العراق وامتداداتها مع بعض دول الجور لها تاثير في سمات تلك التنظيمات .

 قبل اسابيع من احتلال بغداد لعبت جمعية الصداقة والسلم و المكتب السوري التابع للقيادة القوميه لحزب البعث و حركات التحرر / جهاز المخابرات دورا رئيسيا بأدخال المتطوعين العرب ليكونوا الى جنب فدائيي صدام والجيش الشعبي بعيدا عن القوات النظامية وتشير مصادر مفتوحة بوصول عدد المقاتلين العرب الى 500 مقاتل، دخلوا العراق عبر معبر ربيعة .

 

التنظيمات المسلحة: ملتحية

 كان تنظيم انصار الاسلام في كردستان العراق بزعامة الملا كريكور موجودا منذ سنوات اما تنظيم التوحيد والجهاد فقد دخل العراق قبل اسابيع من اجتياح القوات الاميركية بغداد ويعد مركز استقطاب للمقاتلين العرب واكتسب تجربته التنظيميه والقتالية في حرب افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي السابق حتى عام 1989 . ولازال مشهد مقاتلي عرب وهم يعصبون رؤوسهم بشعارات اسلامية لمواجهة طلائع الدبابات الاميركية في بغداد من الجهة الثانية / الرصافة يعطي بصمتها الاسلامية وبامتياز .

اختفى المقاتلون العرب بعد التداعي السريع للجيش العراقي ألنظامي في ألتاسع من نيسان 2003

وشهد أليوم ألسابع من أب 2003 اول عملية تفجير سيارة مفخخة قرب السفارة الاردنية حي الاندلس/ 14 رمضان .

ألمجموعات ألمسلحة ظهرت أعلاميا على الفضائيات العربية وشبكة الانترنيت تحت باب المقاومة وكانت غالبيتها مجموعات اسلامية ملتحية منها تنظيم التوحيد والجهاد غالبيته من ألمقاتلين العرب حتى 2004 ليتحول الى تنظيم القاعدة فرع العراق، وفصائل عراقية اخرى منها كتائب ثورة العشرين، جبش الراشدين، عصائب الحق، حزب الله العراق وانصار السنه . هذه الفصائل الاسلامية اغلبها احتوت عناصر حزب البعث ومنتسبي الجيش العراقي السابق وبعض الاجهزة الامنية بعد ان عجز البعث خلال تلك الفترة من احتوائها وجميعها تتخذ من وجود القوات الاميركية حجة لنشاطاتها تحت عنوان اسلامي " الجهاد فرض عين " وتستمد شرعيتها من وجود المحتل، لكن الان و بعد انسحاب قوات الاحتلال يجعلنا نبحث اكثر في حقيقة فصائل المقاومة العراقية واستمراريتها وابقاء لثامها لحد الان ماعدا عصائب اهل الحق التي اعلنت استعدادها التخلي عن السلاح والمشاركة بالعملية السياسية وفق ما نشرته اذاعة العراق الحر بتاريخ 06.01.2012 قائلة : " اعلن عامر الخزاعي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي لشؤون المصالحة اليوم ترحيب الحكومة باعلان جماعة عصائب اهل الحق باعتزال العمل المسلح والانخراط في العملية السياسية ".

أن انخراط الفصائل المسلحة بالمجتمع العراقي سلميا سوف يفرزالمقاومة العراقية الشرعية ويكشف المجموعات الاخرى المتورطة بالعمليات المسلحة والارهابية ضد الابرياء من العراقيين . يذكر ان عشرات الجماعات المسلحة نشطت على مدى السنوات الماضية في العراق وقامت على اسس ومناهج متباينة وهذا ماجعل تصنيفها والتعامل معها امرا صعب وتكون واحد من اهم العناوين ما بعد الانسحاب الامريكي من العراق .

 

المصالحة الوطنية

تعني المصالحة الوطنية اشراك الاحزاب الوطنية و الفصائل غير المتورطة بالدم العراقي والاشتراك بالحوار وبالعملية السياسية وليس بالضروري المشاركة بالحكم . عنوان المصالحة تناولته وسائل الاعلام بعد عام 2008 وانعقاد مؤتمر القاهرة للمصالحة الوطنية برعاية الجامعة العربية واعقبتها جهود المصالحة بالاتصال والحوار بشكل سري ومنفرد مع تلك الفصائل وكثيرا ما كذبت تلك الفصائل تصريحات الحكومة العراقية باشتراكها بالحوار اخرها المجلس السياسي للمقاومة العراقية والمنشور على موقعه بتاريخ السادس من كانون الثاني 2012 ويرى المراقبون بان جعل الحوار واللقاءات سرية مأخذ على الحكومة والاجدر ان يكون حوار وطني مفتوح . اما قرار اجتثاث البعث فالبعض يفسره اصرار على محاكمة التاريخ والاجدر تركه للقضاء والمحاكم الجنائية وهذا ما فعلته المانيا مابعد النازية عام 1945 ولحقتها محاكمات نورنبرغ لقيادات الرايخ الثالث واكتفت بحظرالنازية من قيل المحكمة العليا .

وترى بعض الفصائل انه من االسابق لاوانه ان تفكر بالقاء السلاح رغم انسحاب القوات الاميركية، هذه الخطوة ممكن تفسيرها بان تلك الفصائل لديها قرائتها الخاصة لمستقبل العراق ومازالت مخاوف الحرب الطائفية لعام 2006 و 2007 تسيطر على سياساتها ضمن اي احتمالات ميلشياوية مستقبلا .

 

المرحلة الحالية هي مرحلة تسقيط وسقوط بعض الكتل والاحزاب والشخصيات السياسية وكأن العراق قادم على مرحلة جديدة وصفتها بعض الدراسات الستراتيجية بانها تضع العراق على كل الاحتمالات .

 

كاتب متخصص في مكافحة الارهاب والاستخبار

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :207 الجمعة 20 / 01 / 2012)

 

في المثقف اليوم