أقلام حرة

هل تتقبل مجتمعاتنا الديمقراطية كنظام ام كحلول؟

حكومات ديمقراطية وهي بالحقيقة ابعد ما يكون للديمقراطية .

والحضارة الغربية التي تحمل في طياتها ثقافة وخصوصية تلك المجتمعات والتي تم اسقاطها على جميع دول العالم دون الاخذ بنظر الاعتبار خصوصية تلك المجتمعات ما جعل تلك المجتمعات امام خيارين فقط وفي حالات نادرة يكون هناك خيار ثالث :

فأما الاندماج في هذه الحضارة من خلال عدم وجود اختلافات كبيرة (سواءا عقائدية او اجتماعية ) او الاعتراف بان هذه المجتمعات ليس لديها القدرة على مواجهة هذا المد وهذه الحضارة والاعتراف بانها نظام أجتماعي متكامل (طبعا غير انساني).

وأما التمسك بثوابت عقائدية او اجتماعية لهذا البلد او ذاك المجتمع وهذا الموقف سيسبب نوع من المواجهة بين تلك المجتمعات وبين قيم هذه الحضارة والتي طالما اعلنوها وبصراحة بانه اما ان تكون معنا او انت عدونا أطلقوا هذا المقولة بعد احداث نيويورك وعند اعلان حربهم على الارهاب .

وفي حالات خاصة هناك من يساير ركب هذه الحضارة مع الاحتفاظ بخصوصية هذه المجتمعات وهذا يتطلب جهود كبيرة جدا ليس من السهل على الجميع ان يقوم بها . وبالرجوع الى مجتمعاتنا العربية والتي تدعي في احيان كثيرة انها دول أسلامية نجد للديمقراطية مؤيدين لدرجة فقدان الهوية وهولاء الذين ينادون بتغيير حتى العادات والتقاليد العربية لأعتقادهم بأنها أصبحت بالية ولا تتماشى مع روح العصر ... وهولاء انتجوا لنا كل هذه الفضائيات الرذيلة والبرامج الخليعة بدعوى مناقشة القضايا التي تهم المواطن البسيط والتي يجب ان نواجهها ونتناولها بالنقاش بدلاً من  تركها تتفاقم ولكي تكون الاجيال القادمة قادرة على مواجهة هذه المشاكل وغيرها ولكن في نفس الوقت (لا اعرف هل هم يقصدون هذا ام لا) لم يعد هناك ممنوع او محظور فالدورة الشهرية تناقش على العلن والعلاقة الزوجية والحب الذين لا ينتهي بالزواج وغيرها الكثير من القضايا المخجلة بالنسبة لنا .

وبالمقابل هناك من يرفض هذه الحضارة وقيم هذه الحضارة جملة وتفصيلا وانها (الحضارة الغربية) لم تات الا لكي تجعلنا نسخة غير مطورة لمجتمعاتهم التي هي بالاساس مختلفة عنا كليا ناهيك عن الاختلاف العقائدي والاجتماعي بيننا وبين تلك القيم الغريبة علينا والتي من المستحيل ان تكون هي سلوكياتنا بدليل ان الانسان العربي يعيش سنوات وسنوات في تلك البلدان الديمقراطية ولم يندمج معها كغيره وهذا معروف للجميع مما يدل على ان للعربي خصوصية ليس من السهل التفريط بها ... وهناك من يغرد خارج السرب وهم المعتدلون الذين يعتقدون بانهم يستطيعون ان يأخذ ما يشاؤون من تلك الحضارة وان يتركوا ما يعتقدوه مسيئ لهم ولمجتمعاتهم وكأن العملية عرض وطلب فلقد نسوا ان قيم هذه الحضارة لا تقبل النقاش ولا تقبل بان تقول لا كلمة نعم هي (المخلص وليس السيد المسيح) لان نشر قيم هذه الحضارة كما يعتقدون هم  امر حتمي وان البشرية يجب ان تقف احتراما وتقديرا لكل هذه التكنلوجيا وهذا التطور الهائل والذي يجب ان يخضع الجميع له ناهيك قول احد رموز هذه الحضارة باننا (اخر فرصة يمنحها الله  للبشرية) ويجب على الجميع رعاية هذا العطاء الالهي .

مواجهة هذه القيم المختلفة وهذه الحضارة ليس بالسهولة التي يتصورها البعض لانها تتطلب تأسيس أجيال متماسكة ومتمسكة بقيمها ومتطلعة لتطوير مجتمعاتها .

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1187 السبت 03/10/2009)

 

في المثقف اليوم