أقلام حرة

العرب الجدد .. بين الجهالة والشطارة (1) / الطيب بيتي العلوي

ويقولون أيضا :

- عندما يبتسم لك أويحادثك الرجل الأبيض (اليانكي) وهوحاملا للإنجيل بيده اليسرى، ومسلما عليك بيده اليمنى، فتأكد بأنك ستعطيه أرضك وعرضك وشعبك وحضارتك وثقافتك بيديك اليمنى واليسرى معا،

- ويعرف الهنود الحمرعمن يتحدثون، فقد أباد الرجل الأبيض"المتنور" البيوريتاني الأمريكي خيرة قبائلهم عن بكرة أبيهم في ظرف وجيزوتم تم إستأصال قبائل "الأنكا" على سبيل المثال بنسبة 80 بالمائة،

- وتم إبادة عشرة ملايين من الهنود الحمر الذين لم ينج منهم سوى000 200 لتتقلص أعدادهم بالإبادات، وحُشرالمتبقون في محميات مراقبة، وهُمش المدينيون منهم، وأغرقوا خيرة شبابهم في الكحول والمخدرات والدعارة، بعد سرقة أراضيهم ونهبها منذ ان وصل المهاجرون الاوائل حصريا من إنجلتراإلى القارة الجديدة(ولمعرفة مآسي العرب في الشرق الاوسط منذ محمد على، تأمل في خبايا وأسرارهذه الحضارة (الهاموية – الإبليسية) التي إسمها بريطانيا) إعتبرالوافدون البريطانيون الأوائل أمريكا هي"أرشليم الجديدة"أو"كنعان الجديدة"مما يفسر تغلغل التوراتية في العقلية السياسية الامريكية منذ نشأتها عبر البروتستانيين والتطهيريين الرواد

 - وتلتها المجموعة الثانية على ظهرالسفينة "ماي فلاور" عام 1620 لتوقيع أو ل وثيقة جماعية رسمية لتحديد نوعية المجتمع الأمريكي المثالي الذي أطلقوا عليه في وثيقتهم "أرشليم الجديدة أو "إسرائيل الجديدة" أو "أرض كنعان" التي ستقوم على اصول سجع كهان التوارتية المولدة لثقافات العنف والإبادة والقرصنة والجشع والسرقة التي سماها الإسبان في جنوب القارة "تنصيرا"بينما إستند الإنجليزالتطهيريون في شمال القارة إلى كتاب "يشوع وآيات" الإبادات المقدسة"للأغيارفي العهد القديم – الذي يمثله الحزب الجمهوري، بينما يمثل الديموقراطيون "العهد الجديد" رغم مهزلة التقدمية والعلمانية التي يتبهرج بها الحزب الديموقراطي (تصريحات أوباما ووزيرة خارجيته عن الإلتزام بأمن إسرائيل فاقت تصريحات بوش)

- وتقول لنا المصادرالتاريخية الموثقة للحروب الصليبية المودعة بمكتبة الفاتيكان التي تفاخر:- بأنه لم يثبت قط أن الفرنجة الصليبيين قد إحترموا عهدا أوميثاقا عقدوه مع صلاح الدين الأيوبي الذي وصفته مصادرهم بما يلي :

 - حمل المهندالصارم في يد، وفضائل الإسلام في يد....

 - يبلِغ المستجيرالصليبي مأمنه، والصلح عنده خيروهومنتصروغير مُكره،

- يعالج العدومن ملوك الفرنجة المريض بكل رأفة وإنسانية ورحى الحرب تدوروهو المنتصر، وهو مالم يعرفهما قط قائد غربي بكل عقائد الغرب ومذاهبه وإثنياته منذ الإسكندرالأكبر إلى ساركوزي وأوباما

- ومات ولم يكن في خزائنه إلا سبعة وأربعون درهما، .... وانظرإلى ما في خزائن أصغرمشايخ النفط اليوم، وكم هي مبالغ أرصدتهم في الأبناك الغربية واليهودية العالمية

- يكرم وفادة الأعداء الفرنجة عند التفاوض بالهدايا، ويعفو ويصفح وهو الغالب القاهر

- وماأن يغادرالصليبيون بيت المقدس بعد إطلاق سراحهم، وبعد إمضاء مواثيق الصلح مع الناصر، إلا ويعودون مرة أخرىمن بوابات خلفية أخرى ناكثين للعهود والمواثيق (وليحذر العراقيون من الغدرالأمريكي ومن مغبات تمسرح الإنسحاب الصوري، فهم يخططون للعودة عن طريق البوابة السورية بعد تدميرها، وإن لم يكن فمن البوابة التركية بعد إتمام إرشاء حكومة أردوغان لحاجة الأتراك إلى الغرب في دعمهم في مشاريعهم المستقلبلية في الشرق الأوسط، مقابل تقديم خدمات"البلطجة والفتوة" التي ستسند إلى الأتراك ضد الإسلام الشيعي المتمثل في إيران و"الاسلام الغنوصي الباطني" المتمثل في النظام السوري "العلوي النصيري" بعد طمأنة الدب الروسي وضمان حق إقتسام الكعكة للتخلي عن السوريين بعد تهميش بوتين من اتخاذ القرارات الحاسمة)

ولايذكر لنا تاريخ الغرب نموذجا للقائد السياسي مثل صلاح الدين (تلميذ الإمام الشافعي ومريد مربيه ومليكه نور الدين محمود، لكي تقتدي به البشرية به في القدوة والزعامة السياسية المبنية على الأخلاق التي وضعها أرسطو لتلميذه لأسكندرالأكبر- كنظرية لم تطبق قط- أووصايا الفيلسوف "سينيكا" لتلميذه المختل" نيرون"

- أما قيم"المثل الأنسانية العليا"التي نظرلها كانط وهيغل، والتي طالما كتب عنها المتنورون وأشادوا بها –وما يزالون يتبجحون بها زورا وبهتانا-، فلم تر البشرية من هذه "القيم"سوى منقبات الإستعماروأخلاقيات والحروب والتقتيل واللصوصية، حيث قزم الناصرصلاح الدين، عملاق الثورة الفرنسية الأكبرنابليون الذي ألهم هيغل عند انتصاره على بروسيا في معركة يينا Ienaعام 1806، حيث عد هيغل هذا الإنتصار بمثابة إنتصارعالمي للإنسانية لمُثل الثورة الفرنسية- فانظر !

- والانسانية بالمنظور الغربي، يقصد بها تلك القيم والمعتقدات التي فصلت على مقاس الرجل الأبيض حصريا على الأرض الأوربية (تأمل في كل قرارات المجموعة الأوربية ببروكسل بشأن القضية الفلسطينية وتزكيتها لكل من حرب الإبادة على لبنان عام 2006 ومحرقة غزة عام 2008) وإلا فما هي مبررات منقبات الغرب الكولونيالية وثقافات الإبادات ومشاريع الحروب؟)....

 وبالتالي فقد يتساءل أي عاقل عن :

لماذا سجل هيغل إنتصارفرنسا على بروسيا–الذين ينتمي عرقهم وثقافتهم وحضارتهم إلى أعراق الهون والجرمان من ابناء عمومة هيغل، حيث إعتبرهيغل هذا الأنتصار مرحلة مفصلية "لنهاية للتاريخ"البشري والتطورالإيديولوجي وبداية "القيم الانسانية الغربية العليا" التي تم فرضها بالإمبرياليات الثلاثة منذ القرن التاسع عشر: العسكر والتجار والتبشير منذ الحروب النابوليونية على اليوم، حيث كتب هيغل في إحدى رسائله بعد إنتصارنابليون في معركة "إيينا "لقد رايت روح العالم تمرممتطية فرسا"- فانظر-  بينما ذاق هذا النابليون نفسه الهزيمة المرة في بيت المقدس ( لم يهزهذا الإنتصارأعطاف هيغل أو يحرك سواكن مفكري الغرب،

وبالمقابل فإن كل فلاسفة الأنوار والتنوير لم يتناسوا في كتابتهم التذكير بتفوقية "الماسيحانية البيضاء" على سائر كل الديانات، وتفوقية العرق الأبيض على سائرالأعراق- حسب كتابت هيغل وكانط وفولتيروروسووهيغو وشاتوبريان وغيرهم من عمالقة فكرهم ( وهذا مبحث تفصيلي اكاديمي ليس هنا مجاله) حيث كان بونابرت ينظر إلى سكان الاراضي المقدسة بفلسطين من المسلمين والمسيحيين العرب بوصفهم "الشيطان الأسود"- وهو الرجل اللاديني والملحد – فانظر !

- فهل كانت غلاظة وتبجحا وضيق افق من طرف هيغل؟أم انه التصورالغربي التاريخاني المركزي الشمولي الحصراني الواحدي والأوحد الذي ما على البشرية إلا ان تقبله وأنفها معفر بالتراب ؟

-    

ولقد امضى الصليبيون مئات المواثيق والعهود مع المسلمين في كل حروبهم الصليبية بعد صلاح الدين، ولم يلتزم الغرب قط بميثاق واحد طيلة تاريخه الطويل إلى يومنا هذا

ومن هذه الزاوية قال ...الفيلسوف والكاتب المحلل الفرنسي "فروسار أندري"FROSSARD (André) من كتابه "الخطاب السياسي" :

 ان اكثر الامراض المستعصية تفشيا لدى المشتغلين بالسياسة هي الأمنيزيا"فقدان الذاكرة"..

وفي تاريخ العرب المعاصروالقديم، فأنك لن تجد لرجال السياسة خطا واضحا يتمسكون به، فهم بهلوانت السيرك الحقيقيون والجاهلون يقينا لقراءة التاريخ :

- يمثلون عنصر التلف في الامة التي تصيبها في مأمنها

- وعنصرالجشع والترف في الدولة التي تنخرها من داخلها

- مطامعهم كهيئة جزيرة في بحار الطمع حدودها الأربعة مصالحهم

- وأموال شعوبهم سحائب تنهمر في بطون الاشياع والاتباع من كل أكَلة ولايشبعون، والارض العربية على إمتدادها ملأى بجياع شاخصة أبصارهم، لم يترك لهم هؤلاء الساسة العرب الجدد إلا رذالات أشياء ليس فيها غناء

 - سياسيون سماسرة في المنتديات الدولية..،

 - ثرثارون في التجمعات..،

- حذقون في النرجسة والإنتفاش والإختلاس

- متلفسفون ومنظرون في الدهاليزو الكواليس

- وعاظ وفقهاء في الخطابات،

- مثقفون في مواقع المجون والتهتك والخلاعة ...

- عارضو أزياء في موضات ومواسم التقلبات السياسية(الخارجية قبل الداخلية)

 - تافهون في المعتركات السياسية (الداخلية والخارجية)

وينتهي بهم الأمرفي أرذل عمرهم، إما مرضى أومعتوهين، أودراوييش ..أو ..... حشاشين او متسكعين في الدعقاء والطرقات

وسنرى بأم العين مصائرهؤلاء بعد ان يقلب لهم الغرب ظهرالمجن كما سنرى بالتفصيل في شرح نظرية الليمونة,,,

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2015الاحد 29 / 01 / 2012)

في المثقف اليوم