أقلام حرة

الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات

والكوردستانية باختلاف منظور الملمين بالامور بين المنطقتين .

تختلف الظروف العامة لهذه الانتخابات عن سابقاتها من حيث الشكل والمضمون ومن ناحية التحالفات والائتلافات، فان كانت محاربة الفاشية والقاعدة والتشدد الديني والمذهبي والعرقي والسيادة والاستقلال من العناوين البارزة للحملات الاعلامية، فاليوم لا يمكن الاعتماد على ما مضى عليه الزمن وتغير بنسب معينة .و اليوم الشعب هو الذي عايش الظروف وشاهد ما اذا طبقت الوعود والمباديء التي طرحت كشعارات اساسية، وهل تحققت الاهداف المعلنة وما نسبة التحقيق حقا.

تمت مت يجري اليوم يبين التغيير الذي حصل في الشكل والتركيبة والعمل، والاهداف المعلنة ليست كسابقاتها في اقليم كوردستان بالاخص، وبوادر تحالفات جديدة ظهرت على السطح في العراق ايضا من كافة الاتجاهات مما تدلنا على ان المعادلات السياسية والخارطة المربوطة بها ستكون على غير ما هي عليه بنسبة كبيرة .

من المعلوم ان الاستفتائات في الدول المتقدمة تعطي نتائج تكون متقاربة جدا مع نسبة الخطا التي تعلن ايضا، ولكن هنا لا يمكن الوصول الى الشكل التقريبي وان كانت الانتخابات معلومة المظاهر،لان العواطف وعقلية الفرد والمستوى الثقافي والعلاقات الاجتماعية الواضحة والمفاجئات غالبة على ذهنية المواطن والمجتمع الشرقي بشكل عام، غير ان كل المؤشرات تدلنا على ان الفائز في الدورة الانتخابية المقبلة سيكون تحت ضغط الاصلاح والتغيير وان كانت النتائج متقاربة مع هو عليه السلطة اليوم وظروف الوضع الراهن .

و يمكننا القول بان التعدد في التركيبة والشكل واللون سيظهر مما يدفع الموجودين في قاعة البرلمان الى التحرك ويمكنهم العمل على المواضيع الضرورية الهامة والاولويات التي ينادي بها الشعب نتيجة التنافس والصراع الذي يمكن ان يسيطر على اجندة عمل الاحزاب الفائزة في البرلمان من اجل مصالحهم واسترضاء منتخبيهم للوفاء بوعودهم والاصرار على اتساع مساحة وثقل عملهم السياسي، وهذا ما يؤدي الى تداخل المعادلات والتحالفات مابعد الانتخابات .و حسب السمات والمواصفات التي تتمتع بها الشعب في هذه المنطقة، يمكننا ان نشهد تغييرا بطيئا في جميع الحالات لكون التجربة جديدة وتحتاج لزمن وخبرة مطلوبة، والعامل الحاسم الهام في اختيار الاحسن والافضل لمصالح الشعب بشكل عام هو الوعي العام للشعب ونظرته الى الواقع والمستوى الثقافي الذي يفكر به وموروثاته وتقاليده وعاداته ومعتقداته وافكاره وتاريخه وارتباطاته .

و بعد قراءة جميع الركائز الاساسية التي يتكا عليها الشعب ومن خلال التدقيق والدخول المباشر في جوهر ة كيان الشخصية الشرقية، فاننا يجب ان نميز بين ما يكون عليه اقليم كوردستان والمؤثرات الخارجية والداخلية على سياسته، ونظرة القوى العظمى المؤثرة عليه وارتباطه مع المركز، وبعد التمحص في سيرة هذا العقد من السلطة الموجودة ودرجة صفائهم وارتباطهم بالشعب وما يمكن ان نسميه جزء من عملهم لاسترضاء الدول المؤثرة، لابد ان لا ننتظر العصا السحرية للتحول نحو الافضل بشكل مطلق من كافة المجالات سوى كانت سياسية او اقتصادية او ثقافية والوضع الاجتماعي يسير بخطى بطيئة جدا ملتحقا بالتطورات الاخرى من حيث العلم والتكنولوجيا والاقتصاد بشكل عام .و استنادا على ما نحن عليه كشعب، فنحس اننا نختلف من حيث تطبيق العملية الانتخابية كضلع رئيسي للعملية الديموقراطية الشاملة ونتلمس التصرفات من حيث التاثير السلبي على الراي العام ومواقف واراء الناخب وكل طموحاته وامانيه واهدافه ومصلحته والحصول على حقوقه بذاته ونفسه واداء واجباته . والاهم في ترسيخ وتجسيد الديموقراطية الحقيقية هو الحيوية المطلوبة لافراد الشعب مع تقبل النتائج وقبول الاخر وعدم الغاء ماليس في مصلحة فئة او كتلة او شريحة او حزب معين، وفي كل تجربة نزداد خبرة وبعقلية منفتحة وعلمانية يمكننا ان نؤمٍن طريق وصول الاجيال الى المنشود .

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1060  الاربعاء 27/05/2009)

في المثقف اليوم