أقلام حرة

اذكروا البعث وافحصوا احزابكم / حافظ آل بشارة

انه افضل زعيم وطني في تاريخ العراق رغم اخطاءه المعروفة، الذين اطاحوا به يمثلون المضاد السياسي والاخلاقي لنموذجه، هو زاهد وهم طماعون، هو رحيم وهم متوحشون، هو واضح وهم غامضون، هو وطني نزيه وهم عملاء، هو محب للمحرومين وقريب من اجواء الشعب وهم عصابات للقتل والسرقة، هو وفي متسامح وهم غدارون انتقاميون، هو شجاع وهم جبناء ... الخ . مثل بقية الرؤساء التأريخيين رحل عبد الكريم قاسم وبقيت القيم التي نادى بها خالدة، استحوذ على حب الناس لانه صادق معهم واراد ان يخدمهم لا ان يستخدمهم، المنظومة البعثية مناقضة للمنظومة القاسمية، ووصولها الى السلطة كان بداية كارثة مازلنا ندفع ثمنها باهضا، اعرف عدوك لتعرف نفسك، البعث كان حزبا أمسك به الاشرار فاصبح يخاف من بقية الاحزاب، فجعلوا الحزب عصابة تخاف بقية العصابات، فجعلوا العصابة عشيرة تبغضها كل العشائر، فجعلوا العشيرة أسرة تتآمر على أقرب الأسر، فغلب الاسرة فرد طاغوت يخشى من اسرته ويخشونه، هذا تسلسل منطقي للانتقال من الحزب الى الفرد، وكل نقلة تجري يسقيها نهر دماء، كل حزب يرأسه فرد مستبد يسلك هذا الدرب المرعب، فعلى كل حزب ان يفحص نفسه بدقة خوفا من ينتهي به المطاف كما انتهى بالبعث، صفاة الحزب الفاسد هي : 1- يقوده فرد متعطش للسلطة، محب للمدح مبغض للنقد . 2- تحيط بالرئيس حاشية مستفيدة تستعبد الرئيس وتسيره حسب مصالحها، فيستسلم لها متصورا انه يتسامح . 3- الحاشية مجموعة مستفيدين ومتملقين ومداحين وجهلة يعادون المثقفين ويشكلون قوة طاردة للكفاءات . 3- يتخذ الرئيس قراراته الحقيقية بالتشاور مع الحاشية ثم يتظاهر بالتشاور مع القيادة الحزبية لكنه ينفذ في النهاية قرار الحاشية . 4- انعدام العمل الجماعي وفقدان الثقة المتبادل على جميع المستويات .5- يستخدم الحزب لغة الشعارات العائمة والدعاية المملة غير المؤثرة . 6- داخل الحزب تتشكل طبقات غامضة مركبة كل طبقة لها اجواؤها وامتيازاتها واسرارها . 7- يحرص الحزب على بناء تاريخ وهمي مزور له ولقادته وافراده فيه قلب للحقائق وتلميع للوجوه . 8- يعتمد الحزب اسلوب شراء الذمم بشكل سري وشراء تأييد الاعلاميين والساسة والعسكريين وغيرهم فعندما يرحل الدافع القيمي يحل محله الدافع الارتزاقي . 9- الارتباط بقوى اجنبية وتنفيذ اجنداتها وعدم الشعور بالخيانة . هذه جملة من الصفات التي ميزت حزب البعث منذ سنة 1963 وايام الحرس القومي وحتى سنة 2003 وقد انتهت الى انتاج نموذج الطاغية الفرد الذي اهلك حزبه وبلده ثم اهلك نفسه، على كل حزب أن يفحص نفسه فان وجد فيه شيئا من الصفاة المذكورة اعلاه فليعلم ان التشابه في الحال يعقبه تشابه في المآل

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2017الاربعاء 01 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم