أقلام حرة

ألإسلام كإشكالية بين حضارة القيم وأيديولوجيا العقل

 

 ذلك الملتقى من الزمان والمكان،

تلك النسبة بين الوصف والموصوف،

ذلك ألسر ألذي به تستدرك ألماهيات،

ويصبح فيه لنظام ألأشياء مسميات أخرى من الجدل،

تلك ألآنية ألتي بها تفرض الحقيقة نفسها،

بعد حروب من ألصراع .

 

ولد الإسلام وكان محمد (ص)،

ذلك النور ألذي حمل رسالة من أسمى الرسالات في هذا العالم ،

مبشراً بولادة عهد جديد في تاريخ الإنسانية،

لكي يرمم تلك الطبائع بقدر ذلك ألعهد ألذي إنبثق،

وليودع حطامات من الوهم ويمزق أوهاماً من ألضلالة،

هو نفسه تلك الفاصلة من ألتجاوز ؛

ألجاهلية ألأولى وعصر الوأد،

ذلك ألذي كان يدب في مسيرة أغلال وضعت،

لتكبل شعباً أنتجته لغة ألعبودية،

فكان الصادق الأمين،

ذلك أليتيم ألذي راح يتنقل بين أسوار قطيعة يمارس فيها الأجلاف والجهلة سلطة رأس ألمال،

 وفقراء يحملون أوزار فاقتهم، ليدفعوا ثمن فقرهم لإبي سفيان وأبي جهل وغيرهم،

 ومع شدة ألفقر ولوعة ألحاجة،

 

ألطاغوت يفرض وطأته عند أكتاف أولئك ألمسضعفين .

الحاقدون من المنافقين وأعداء الرسالة الجديدة يتربصون .

 

 إذن وقع ألإختيار في عصر كان الناس فيه بإمس ألحاجة إلى نظام متكامل،

به يعرف ألإنسان قدره في هذا الكون،

ليحمل نطاق مسؤوليته متواصلاً مع ذلك ألقدر،

فكان لا بد من إمام ومنقذ يحطم أغلال ألظلم ويقود تلك ألأمة،

رافعاً راية ألسماء وحاملاً طقوس المعرفة،

وفق شروط المنهج الجديد، هذا الذي يحترم جميع الرسالات السماوية

محمولة في نهج سماوي، تنزيل إسمه القران

آيات بينات لا يدرك معانيها الا أولئك الذين ساروا مع

حقيقة اسمها محمد الصادق الأمين (ص)  

ليكون بلال هنا رمزاً للعبودية ألمحطمة وإنموذجاً للحرية ألجديدة،

فكانت ألسَور وآيات ألذكر ألحكيم أبواب جنان بها تستنير القلوب،

لتتحقق قيم ألهداية تلك ألأسس،

ألتي تجمع بين ألطبيعة ألإنسانية في ممارسة الخير وعظمة ألقرآن

 لإستكمال منهج الخلق ألنبيل .

 

لقد ولد ألإنسان كما هو حراً ليستكشف أعماق ذاته،

ولد ليحمل كبرياء هذا الكون،

ذلك ألجبروت ألذي به يستكشف معنى ألصيرورة،

ليلد متخاصماً مع شرور ذاته متصالحاً مع جبروت كبريائه،

 

ألعقل إذن، ذلك ألكيان ألذي به تتحطم شهوات النفس،

ليصنع مستقبل ألكون عبرجدلية ذلك ألتحدي المستميت من التناقض،

 بين شرورألأنا المستبدة وأحكام ألفضيلة ألمتعالية.

 

لقد جاء ألإسلام  كدستورسماوي،

 ليستحضر هذا ألعقل حجيته في ألأحكام،

 متطابقاً مع جدلية ألقبول وألترك،

 وليؤدي ألإنسان حقوقه وواجباته بطريقة ألفعل ألصحيح،

وصولاً إلى ألغاية ألتي أرادها ألرب لجميع كائناته.

 إذن لقد ألإسلام ليمنح  الإنسان هذا حق ألإختيار وحق التصرف  .

لقد ولد الإسلام حاملاً بين ثناياه حقيقة كل الأديان

ورسالات جميع الأنبياء ليكون ديناً لهذا العالم

وليستكمل تلك الحقيقة التي بقيت تحتاج الى بصيرة ثاقبة وعقل نير

 لعله يُفهم الحاقدين والمنافقين معنى الله ذلك الواحد الذي

به تستدرك لغة الماهيا

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1187 السبت 03/10/2009)

ت، ذلك الواحد الذي به واليه يعرف معنى الوجود .

 

في المثقف اليوم