أقلام حرة

منقبة الأعراب السياسية في السيرك الدولي / الطيب بيتي العلوي

والمجال الفسيح لعمليات التحايلات الممارسة اليوم من طرف العالم الغربي هي متعلقة بالإسقاط الخيالي للواقع السياسي على الخيال الرمزي للتاريخ" من كتاب ألان باديو "l’hypothése أو"فشل اليسار"للبروفسورالجامعي الفرنسي في علوم السياسة"ألان باديو" Alain Badiou

 

شهد العالم كله تلك المنقبة الأعرابية الجديدة لأحد مشايخ آبارالنفط-التي أنشأها تشرشل في بدايات القرن الماضي-وهويرعد ويزبد ويتوعد-تحت قبة السيرك الدولي-دولة سيادية عربية بوابل الثبوروعواقب الأمور، بمطالبتها بالرجوع إلى بيت الطاعة، وكأنها"حرمة"ناشزة عن بيت الزوجية، حيث شهدنا بأم أعيننادرسا عمليا لنموذج السياسي العربي ذي الوجه الوقاح، الذي يتقن حرفنة قلب الحقائق، ونموذج السياسي العبد في الدمامة السياسية وإنحلال الشخصية، كالممثل الهزيل في أعقاب الرواية المسرحية الذي أربكته الذبذبة الدائمة، واللعثمة اللسانية....، قبحه الإصطناع فأمسى مسخا شائها، ترى دمامته وقبح مرآه كل الأنظاروهو لا يكاد يراها ...

 

 -إنها الكوميديا البلزاكية في معلمة السياسة الأعرابية الدولية، حيث تسيطرالأفكارالسياسوية التجارية، ونزعات السوقة ودهماء السياسة، في مظلمة عراكات الرعاع، والتسابق في مجالات حرفة الزندقة السياسوية التحايلية، حيث يتحالف أهل الرذيلة على أهل الفضيلة، ويأخدك العجب وتتساءل :

-لماذا يتواصل اليوم أهل الرذائل في"الخيمة العربية"؟

-في حين أن الأحرارمن ذوي الفضل في أبراجهم متشرذمون ولا يتواصلون، ؟

-وحيث يطاول الرقيع الوضيع، النحريرالشريف، ..فتسمى الأشياء بغيرأسمائها؟

 -كيف يشاء أن ممثل"الخيمة"سارفي خطابه أمام الملإعلى نهج الأسياد بكل أمانة وإخلاص، ذكرنا، في هذاءاته وهويتلوكلامته بعربية روض الأطفال ولكنة الفاتيكان، لايُفهم منها الفاعل المرفوع من المفعول به المنصوب، من الفعل المرفوع المبني للمجهول، ولا الجارمن المجرور، ذكرنا بالأيام السود للعهد البوشي، يوم قام وزيرخارجية بوش"كولن باول "خطيبامفوها في مجلس الأمن، يتلوعلى العالم آياته البينات حول وثوقية المعلومات الإستخباراتية، عن ضلوع صدام مع القاعدة، وإمتلاك العراق لأسلحة الدمارالشامل، حيث بشرنا هذا الخطيب، بالدمارالقريب لسوريا والسوريين بقذائف"الثلاثي المقدس" :الناتو وفرنساوبريطانيا(لتمكين البلاد ورقاب العباد لسيادة شرذمة من الثوارنيين"الإستامبوليين"الذين لايعرف عنهم سوى أنهم مزيج سمج هجين لحفنة لمتماشخ وهابي وعلماني ساركوزي

ولقد تبين أن خطيب"الخيمة"ليس إلاألعبانا يعرض على النظارة في المسرح الكوميدي الدولي فنونا من الزوروالتدجيل والبهتان، على أنها الحقيقة، وما هي في الحق إلانتاج العبودية والمهانة والإبتذال....

 

لقد أمضت الجامعة العربية (أو"الخيمة العربية"كما يسميها هنري كيسنغرإحتقارا) عبرممثلها في"مجلس اللاأمن"صك وأدها، وتحريرعقودالعبودية والإسترقاق بأجلى عبارات ومفردات الذلة والهوان، ودقت"الخيمة"آخر مسمارفي نعشها، بهذه السابقة الخطيرة الساعية إلى تأليب ملل الغرب وأعداء الأمة المسماة تجاوزا ب"المجتمع الدولي"ضد دولة ذات سيادة وريادة، قصد إمتهان كرامة شعبها العربي

-ولاعجب... !، فإنها"اللاسياسية"بالإصطلاح، ... !أوإن شئت، فسمها السياسة المغرضة التي هي مثل القضاء المسخروالفكرالمشترى، والثقافة العاهرة، والقلم الأجيرالتي هي أتعس وأبخس ما في الأسواق من سلع وعروض....

-ولاعجب أيضا... ! فإن الأعراب هم، بالبداهة، أعراب ....،

الإأن أعراب الساعة طينة متفردة ....، فهم أشدعتيا من أعراب سورة الأعراب....، لأن أعراب الجاهلية سموا بالأعراب، لتخصيص عتاة الجاهليين من عرب البوادي الذين إتصفوا بالصلافة والغلظة والجلافة والمكروالحذر الممقوت والخديعة..، كما يقول في ما معناه صاحب"المصباح" في قاموسه، وليس فقط من يَلزم البادية من العرب، كما أشارإبن قتيبة، وإلى الصنف الأول أشارالقران الكريم، وهم أعراب الساعة

 

-ولكي لايخلط البعض ما بين"أعراب الساعة"الذين هم طينة عجنها وخبزها وقولبها آل (الأنغلو-ساكسونين-الماسونيين)- ومعظمهم تلقوا تعليمهم في مدارس هؤلاء-(أدرس حياة أبناء الشريف حسين شريف مكة)،

إلا أنه لا بد من التذكيربأنه لاتربط هؤلاء أية روابط بالبداوة العربية القحة الأصيلة، (فلم يرضع هؤلاء من أثداء أمهاتهم، أومن مرضعات بني سعدأوغطفان أومضرأوذبيان، أوأكلواالثمروالتين والثريد والقديد، أو شربوا من لبن الضأن والماعز والنياق، بل رضعوا كوكولا في مراضعهم وشبعوا من لحوم الماكدونلدزمنذ طفولتهم )

 والى

 -كماأنه لاأحد يشاحن في أن البداوة العربيةالأصيلة–حسب تعريفات كل الجوامع اللغوية وقواميسها-عربية وأعجمية-بأنها ظاهرة متفردة في تاريخ الجنس البشري، التي تحمل من المعاني ما تحمل مثل البراءة والطفولة والنبل، والحب العفيف والصاخب معا، ونجدة الضيف، وإغاثة الملهوف، وصدق اللسان والجنان، والتهوروالموت في سبيل الإستقامة، والفصاحة وقوة النبرة، والمغامرة والصعلكة النبيلة، وهوما يتصف به بدونا وعشائرنا على طول الأراضي العربية من مسقط إلى نواكشوط،

أماأعراب الساعة، فهم من أراذل القوم في الجاهلية، الذين هم الأشدكفراونفاقا– بالنص القرآني القطعي الدلالة-وسيظل هؤلاء الأعاريب المشوهين، أعرابا إلى قيام الساعة لأنهم الميالون بطبعهم إلى الفتن والنكوص والتقاعس عندما تزف الآزفة، وتحين الساعة وعند الحاجة

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2017الاربعاء 01 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم