أقلام حرة

نبينا يجمعنا.. والمتشدقون يفرقوننا / امير الدراجي

وان اولئك المتشدقين اما انهم قاصرون عن حل الازمات او انهم اتفقوا على ان لا يتفقوا وتصير الاحوال مرهونة بطاولتهم الكارثية ..

أتدرون لماذا نعيش في مهزلة؟

لأن اصعب المشكلات حُلت في زمن الجهّال وعبّاد القبيلة والمنصب والعقول العنيدة ما يكشف ان اسهل المشكلات في زمن السياسة وفنون النقاش والمحاورة يكون اسهل وايسر من باب اولى . وان لم تُحل فالسبب هو بالقادة والرموز والمُتصدّين لمقام الحكم والقيادة  ..

حينما هدم السيل بنيان الكعبة، وأرادت قريش ترميمها، اختلفت في الذي يجب أن يحظى بفخر وَضْع الحجر الأسود في مكانه من ركن الكعبة، فقد كان لذلك الحجر شأن عظيم في نظر قريش وسائر العرب . وكاد الزعماء في قريش يحارب بعضهم بعضا ويقتتلون بينهم، بيد أنَّ حكماءها قالوا : لنحتكم إلى أول داخل من هذا الباب، فرضي الجميع بذلك .

ووقف الناس ينتظرون أول الداخلين من ذلك الباب، فإذا بطلعة النبيِّ محمدٍ صلى الله عليه واله وسلم قد أشرقت عليهم، وإذا صوت واحد يقول: هذا الأمين قد رضينا به . فعرف النبيُّ ما جرى بينهم، فأمر بأن يؤتى بثوب، ثم أمر بأن يأخذ كل زعيمٍ بطرف منه ثم وضع الحجر فيه وأمر برفعه حتى إذا تساوى مع الحائط أخذه النبيُّ ووضعه في موقعه . وهكذا حفظ النبي بهذا الحكم العادل المنصف حقوق القبائل كلها مع ما كانت عليه من التشرذم والتفرق والخلاف وعسر الحل لأن مشكلة اعادة الحجر لا يتصورها احد بهذه البساطة منطلقاً في تصوره الى مشاكل اليوم الحديثة انما كانت اصعب مشكلة كادت تهب بأرواح اناس نحو الانحدار والإحتراب الدموي وتحتاج لحل آني وسريع وفوري فالخصوم في مكان واحد وشعراءهم وابواقهم جاهزين في رفع شأن قبيلة على اخرى مما يثير ردود افعال القبائل الاخرى والهمم مشحونة نحو نيل هذا الشرف بغض النظر عن دوافع هذا التسابق.

 فحل فوري ينهي الأزمة جدير بالاحترام وهذا ما حصل الآ إن صاحب الحل بمقاييس اهل الدنيا لا يملك شهادة عليا في القانون او السياسة وكان امياً فما بال اصحاب السياسة اليوم؟

ماذا حلَّ بعقولهم ؟

اي خسف صار بأدمغتهم وهم لآ يتخذون من العظماء عبــرة .

شعب ربه واحد وانبياءه نورهم من سراج واحــد وطينتهم واحدة وقبلتهم واحدة وارضهم واحدة وعلمهم واحد وبلادهم عريقة ... مشاكلـهم عالقــة !!!

ماذا يحدث لو تنازل طرف لطرف اخر من الامتيازات والحصص وحقن بذلك دماء زكيات ونفوس طاهرات من ابناء هذا البلد الجريح لماذا نسمع ايام وليالي والخصوم استحكمت مشاكلهم ووقفوا على جرف الهلكات ودفع الشعب المظلوم ضريبة خلافهم ..

هل هذا تعمد بايجاد الهـوة والفجوة وتعقيد الأمور واحلال الرعب وتدمير الوضع حتى تدوم المناصب ويدب الرعب في نفوس الناس ويغض الطرف عن كواليس المتفقين على الخلاف  .

الان صار واضحاً ان حل الخلاف ايسر من نقل حصاة من مكان الى آخر في زمن العلم والسياسة ودساتير الحل ومناطقة الفكر .

اننا ونحن نمر ونعيش ايام المولد النبوي الشريف يجب ان نلتفت الى انفسنا ونحاكيها ماذا جنينا من الخلاف وماذا جنى المسببون منه ؟

هل  الآ الهــلاك والدمـار وقتل النفوس البريئة ونهب اموال اليتامى والفقراء ؟!

وقلت في مقال سبق فليسجل من تملّك زمام الأمور دينيا او سياسياً من رجـال دين وسياسة موقفاً تجاه هذه الحياة وتجاه الأجيال الماضية والاجيال القادمة وهم اعلم منّا بأن الحياة فانية وسوف يكون المنسلخ عن مسؤوليته ملعوناً تلعنه دواب الأرض وهوامها وسباعها لأن حديث النبي عليه الصلاة والسلام واضحـاً ويقول فيه بما مضمونه (اذا ظهرت الفتن في امتي فعلى العالم ان يظهر علمه والآ فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين) 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2019الجمعة 03 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم