أقلام حرة

انحناءة لأنامل صاحب الحكيم سفير السلام

يجري وجرى على العراقيين من كوارث وظلم جراء الالة والنهج الفاشستي الذي مارسه نظام الجريمة والخطيئة العبثي في العراق قرابة عقود اربعة.

 من رحم ذاك الالم وتلك المآسي ولد  نتاج اخر جديد للحكيم صاحب رمز النبل الانساني في عالم الطغيان. فتمخضت جهوده في كتاب صدر عن منتدى الفكر الكردي بطبعته الثانية تحت عنوان:

 [تقرير عن إغتصاب وقتل وتعذيب واعتقال أكثر من 4000 إمرأة في بلد المقابر الجماعية (العراق)]

 

 يقع الكتاب في 930 صفحة من القطع الكبير تشكل 14 فصلا تكشف الجريمة المنظمة ضد المرأة العراقية تلك الجرائم القذرة التي مارسها نظام الرئيس العراقي المعدوم صدام إحصين التكريتي ما بين الفترة (1968- 2003).

 كتاب الدكتور الحكيم هذا انما يمثل في واقعه مراجع ومصادر هامة باعتمادها الادلة والاثباتات الرسمية مع تدوينه اسماء الضحايا والمجرمين بدقة متناهية بحكم التقارير مع الصور المرفقة في متون كل فصول الكتاب. وكذلك يهتم بذكر الاماكن والسجون برقمية متناهية كسجن ابي غريب والفضيلية والشعبة الخامسة والشعبة الخاصة بالنساء وكذلك معتقلات المخابرات والامن وقتل نسوة عراقيات في الكويت وفي بلدان متعددة من العالم. بل ان الكتاب لم يغفل حتى عن النسوة اللواتي اغتصبهن صدام وزبانيته من غير العراقيات، كما حدث للسيدة الفلندية وقد حرص الدكتور صاحب على نشر رسالة هذه المرأة المفجوعة والتي وجهتها له شخصيا.

 من هنا حرصت على ان اعرف بهذا السفر الفاضح للجريمة الصدامية البشعة. كونه يضم العديد من الاسماء والشخصيات مع صور الضحايا فتبرز مثلا صورة الطفلة البريئة التي تولد في سجون الارهاب الصدامي لام اغتصبت من قبل الارعن عدي صدام وكذلك اخريات من قبل ابيه واخيه وهكذا حتى تصعقنا صورة العروس التي انتحرت ليلة عرسها بعد اغتصابها من قبل اللقيط عدي.

 اعتمد السيد صاحب الحكيم في تحري تقريره هذا بعد شهادات الشهود الاحياء والصور والوثائق كذلك على تصنيفات موثقة لكتاب وباحثين حصلوا على اثباتات وبراهين وشواهد مصورة ومنها ما هو حي كما هو الحال في كتاب (المنحرفون) وكذلك على شهادات ارتقت بتوثيق في صحف ومستندات دولية كصحيفة التايمس الندنية.

 يورد الدكتور الحكيم جملة كبيرة من الازواج الذين انتحروا بعد ان شاركهم عنوة وبالاجبار وبعضها بالخديعة اؤلئك الارجاس كصدام وولديه واقربائه وشلته اللاانسانية ومنهم من طلق زوجته مكرها. فكيف يمكن تصور مجموعة من الابناء المعتقلين وقد مورست امام اعينهم عملية اغتصاب مكررة لوالدتهم المظلومة؟

 لم يسلم من هذا النوع من الجرائم الجنسية حتى سكان المناطق المفجوعة كمدينة حلبجة وغيرها من المدن والقصبات الكوردية في شمال العراق وكذلك في مدن وقرى كثيرة جدا من قصبات الجنوب العراقي فقد تعرض العديد من النسوة الى الاغتصاب والقتل والدفن احياء مع الرضع وجملة المقابر الجماعية كشفت عن ذلك ايضا.

 الكتاب فضح اضافة الى رموز الجريمة (العائلة الحاكمة) اجندة اخرى مارست ذات الجرم ومنهم اكراد كانوا يعملون لصالح النظام الصدامي. وكذلك هناك شهود شاهدوا احبتهم واصدقائهم واخرين لم يتعرفوا عليهم تمارس ضدهم تلك الجرائم. ومن هنا ايضا تتكون اهمية مطالعة هذا الكتاب والاهتمام بدراسته للافادة من ملاحقة المجرمين الفاعلين والمتورطين وكذلك تقديم يد المساعدة للضحايا الابرياء الاحياء وتكريم الشهداء منهم.

 يبين الكتاب في فصوله انه لم تسلم طائفة ولا قطاع ولا عشيرة من اذى وطاغوتية هذا النظام الفاشستي عربية كانت المرأة وكوردية وتركمانية وفيلية واشورية وايزيدية وصابئية بل حتى الاطفال.

 في ختام قرأءتي لهذا المصدر الهام اتمنى ان يطلع كل احرار العراق عليه وان يجعلوا من فصوله مادة لمعارض تقام في كل فيافي هذه الارض للتعريف بمظلوميتنا كعراقيين من قبل شرذمة اوغاد انقذنا الله تعالى منهم والى  ابد الابدين.

 ملبورن/ ربيع 2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1188 الأحد 04/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم