أقلام حرة

تنمية ثقافية ثمارها (الايمو) / حافظ آل بشارة

(الثورة الثقافية) و(التغيير الثقافي) عبارات تختصر الموضوع، هذا الموضوع يخص وزارات الثقافة و التربية والتعليم العالي لكنها لحد الآن مجهولة البرنامج، ليس في اوراقها المعلنة ما يدل على التنمية الثقافية، تبادلنا اطراف الحديث في سيارة نقل (كوستر) حول التنمية الثقافية كان احد الركاب يريد النزول عند مكتب محامي فنزل يسأل المارة كان سائق السيارة رجلا كهلا يرتدي زيا عشائريا فقال للراكب اسأل هؤلاء المخانيث الواقفين على الرصيف، وحين سمعت كلمة (مخانيث) قلت للسائق اي مخانيث تقصد ؟ فرأيت مجموعة شباب يقفون على الرصيف يشبهون الاناث في كل شيء، قال السائق : هؤلاء المخانيث ينتشرون في بغداد والمحافظات بسرعة، أحد الركاب من اخواننا المثقفين قال ان لديه دراسة مختصرة لم تكتمل بعد عن ظاهرة (الايمو) في العراق، ثم ضحك وقال لي : انت تتحدث عن التنمية الثقافية، وانا سوف اتحدث لك عن تنمية المخانيث ! اشترك الركاب في النقاش فتشكلت قاعدة بيانات ممتازة، ملخص القضية ان ظاهرة الايمو تنتشر بين الشباب في بغداد والمحافظات، والايمو كلمة اجنبية تعني (الحساس) ويسميها البعض ظاهرة (بلاي بوي) او (عبدة الشيطان) هم شبان مخنثون يتشبهون بالاناث متميعون يلتقون بشكل مجموعات من الجنسين يلبسون الاقراط والقلائد والسلاسل المعدنية والاساور ويرسمون على اذرعهم وصدورهم وظهورهم الوشم باشكال مختلفة، ينتشر بينهم الالحاد والشذوذ الجنسي وتعاطي المخدرات والدعوة الى الانتحار الجماعي، بعضهم يلتقون في اماكن خاصة يستمعون الى موسيقى غربية تسمى (هارد روك) ويرقصون على ايقاعاتها بطريقة غريبة، ويتداولون صور المغني الامريكي الشاذ الذي مات بالمخدرات (مايكل جاكسون) . هذه الموجة تشبه موجات غربية كانت تنطلق في سبعينيات القرن الماضي من اوربا والولايات المتحدة ثم تصل الى امريكا اللاتينية ثم العالم العربي، مثل الخنافس والهيبز، الغريب ان انتشار الموجة السابقة في العراق اعقبها وصول البعث الى السلطة، فانصرف كثير من الشباب الى تقليد صدام في استخدام السلاح والعنف وتدخين السيجار الكوبي، والفرق كبير بين من يقلد صدام ومن يقلد جاكسون، الناس على دين ملوكهم، المتدينون عندنا على رأس السلطة حاليا لكن هذه الموجة تنتج المخانيث، العراق مقبل على تنمية شاملة فيجب ان يكون الشباب اقوياء ومنتجين ومنتمين الى وطنهم ودينهم، كانت الخدمة العسكرية الالزامية مفيدة من هذه الناحية فهي تصنع الرجال، الوزارات المختصة والمؤسسات الاسلامية يجب ان تكون لديها برامج متكاملة لحماية الشباب من موجات الافساد، ويجب ان يعرف الآباء والامهات خطر هذه الموجة، مواجهة (الايمو) يناقشها صحفيون يركبون سيارة كوستر وتغيب عن اروقة الحكومة والبرلمان اين الخلل ؟      

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2023 الثلاثاء 07 / 02 / 2012)


في المثقف اليوم