أقلام حرة

نظرية أرخميدس بين الأعراب والغرب ومصيرالامة (1) / الطيب بيتي العلوي

أي لا ترتد لمرحلة ما قبل الأمة..، وهذا مستحيل .. !وذاك مخالف لقوانين الحياة، وضد شواهد التاريخ، ...

وماعلى المرء إلا أن يتساءل عن أسباب تجاهل الأعراب الجدد للقوانين الدورية والفلكية، بالسيرضدتيارالتاريخ وقوانينه الأكيدة !...

فهل يريدون الأمة العربية الجمع ما بين التمسرح الظاهري لقردانيات الأعاجيم، والإغتراف من معين قذارات الغرب التي لاتنهي، والحفاظ على الروح الجاهلية مع الردة بالأمة إلى الأعرابية الأولى والقشرة إسلامية؟

تمهيد

 - يجمع المؤرخون الغربيون بكل إنتمائاتهم بانه في كل غزوإستعماري، كان كل مستعمريحدد في كل القارات مناطق نفوذه الخاصة به، التي يحولها فيما بعد إلى دول و كيانات تابعة،

 - ومن خلال تفكيك الإمبراطوريةالعثمانية من المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، تم رسم حدود الدول العربية في الشرق الأدنى والأوسط والمغرب العربي في مؤدبة اللئام المسماة بمؤتمرفرساي عام 1919، وتوزعت جغرافياتهاحسب المطامع المتنافسة لكل من إنجلترا وفرنسا تفيذا لإتفاقية (سايكس بيكو) عام 1917،

ومن هذه الزاوية، فماعلى الناظرالمتمعن في ما يجري اليوم في ما يسمى ب الربيع العربي المحرك للأطروحة الجديدة المقنعة لما يسمى بالتدخل الإنساني الدولي لإعادة رسم الخرائط، وإزاحة أنظمة مارقة وإختلاق أخرى معتدلة وخرق سيادات أخرعبرقصف الناتو ومشاريع الهمجيات الكلاسيكية المتكررة للثنائي المقدس التاريخي منذ الحروب الصليبية وسايكس بيكو (فرنسا وبريطانيا)، حيث أبدع الغرب منهجا جديدا تسويغا لحاجيات مرحلته الإنتقالية الجديدة (وللغرب إستراتيجيات وتاكتيكات في كل مراحله الإنتفقالية، فيغيرالغرب خطاباته وتنظيراته وفلسفاته وتبقى الرؤية الغربية واحدة - والباقي كلام رومانسي - ) حيث يعتمد الغرب هذه المرة في تجديد خلاياه وتشبيبها على الثورانيين الجدد من عشاق بيرنارد ليفي وساركوزي وأوباما وكأن التاريخ يعيد نفسه، .... فماالجديد تحت الشمس؟

لا جديد.....، فعلى مبدأأرخميدس عثرالغرب بالأمس في بدايات منقباته الكولونيالية على طبخ المناورات لكل شعوب اليابسة عبرحروب الإستعمار، والحروب الهمجية الغربية الداحلية بين المستعمرين أنفسهم المسماة بهتانا بالعالمية - من اجل لصوصية تقاسم الكعكة، وليس من أجل تنويرالبشرية وتثقيفها وتنميتها وتحضيرهاو وترفيهها (وليفقهنا دعاة التغريب والأمركة والأسرلة و التعربب عن أي مشروع (تنموي ثقافي–حضاري) حققته الإمبراطورية التي لاتغرب عنها الشمس، أوالمنقبة البونابارتية اوالكولونيالية الفرنيسية التنويرية ) للشعوب المستعمره منذ قرنين - وسحقا لنفاة المؤامرات الغربية من عندنا -

- وعلى هدي نظرية أرخميدس أيضا، عثر أبالسة البريطانيين على شطارة إختلاق كيانات أعرابية بدون حروب، تكلف بإيجادها شركات النفط الكبرى– إحتقاراللأعراب - فكان من الطبيعي أن تتولد تلكم العلاقة الحميمية (السادو - مازوشية) الشاذة ما بين المتلذذين: المعذِب والمعذًب، وتلاقي نشوة التراضي ما بين السيد والمسود، ما بين الغرب الاستعماري الجديد وكيانات الاعراب وحكومات الظل الجديدة المنتظرة

 - ومن هنالاتكمن عبقرية الغرب في خلق الأطروحات الكبرى للتنويرالفلسفي أوالتثوي (الإجتماعي–الإيديولوجي) بل تكمن في خلق دمى حاكمة من الخليج إلى المحيط، وإبتكارالأساليب الجديدة في الهش عليها مثل الأغنام - في كل مرحلة من مراحل الغرب الإنتقالية–ومايزال دأبهم وهم يسوقون اليوم الثورانيون الجدد مثل الأنعام، سواء أولائك الذين وصلوا إلى الحكم (وليرجع القارئ إلى تصريحاتهم) أومن ينتظرون (في اليمن والبحرين وسوريا)، أومن سيبدلون على المدى المتوسط (وهم باليقين أعراب حكام الخليج) بعد أن يكتمل المشهد العبثي للربيع العربي، ويأخذ زينته بما يحبه الغرب ويرضاه، حين تتجلى حقيقة المشهد الدرامي للعيان، عندما يقلب الغرب ظهرالمجن لشيوخ النفط الأعاريب، ليتفرج مترفي الغرب وطرياته إنتشاء لرؤية المنطقة تحترق بفتن طائفية داخلية يمولها الأعراب، والدفع بحروب أهلية، أوبإشعال حرب شاملة في المنطقة تمتد إلى اليابسة، فيقلب الغرب - عندها - الطاولة على الأعراب، كما فعل في الماضي مع هتلروموسوليني اللذان هما خلق وتمويل أمريكي منذ بداية العشريناتإلى أواخرالثلاثينات، عندما طمع الفاشيان في شرب الليمونة فخدما عبدان مخصيان عند الأمريكان، للإطاحة بالشيوعية تحت تمويل ودعم حكومات ويلسون وروزفلت وبريطانيا وفرنسا، فسقطا مثل الذباب على الحلوى العفنة مثل من سقط فيها كل من يقع في مصيدة (التحالف - الفرنسي الانغلوساكوسوني - اليهودي - الماسوني) التي شاهدنا من أمرمصائدهم في التاريخ الحديث عجبا، وتكررالسنياريو بعد الإطاحة بالإتحاد السوفياتي في عهد كلينتون الديمواقراطي بإختلاق مجازر للمسلمين البيض الأوربيين لتبرير التدخل الانساني لإنقاذ المسلمين الأوربيين، فحقق الغرب الإبليسي بذلك هدفين أساسيين وهما:

 - مسح الإسلام الأبيض من النادي المسيحي الحصري كما سماه الرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان

 - وإعادة تركيب الخرائط عبرحروب كوسوفو والبوسنة والهرسك 'لخلق أوروبا ماسترخت بعد خلق ديكتاتوريين وهتلرتهم، فسرى نفس السيناريو على حرب العراق وليبيا وسوريا في الطريق

 - ومن هذا المنظور، فلن يتوقف المشروع الغربي إلى أن يجمع الصليبيون الجدد ما ببين المدارين والخافقين كما حلم بذلك ذوالقرنين، الذي سارعلى هديه نابوليون، ليكمل الغرب بذلك مساره التاريخي للسيطرة على ما تبقى من اليابسة الخارجة عن السيطرة - وتلك من أهم خصوصيات الحملة على الأرهاب حيثى تمكن الغرب الإستعماري عام1800من إحتلال حوالي 60بالمائة من المعمورة ومستغلا أكثرمن 55بالمائة

 - وتتجلى مؤشرات المشروع الغربي اليوم لما بعد الربيع العربي بعدما تفتحت شهيته بعد الإستحواذ على ليبيا، يوضحه لنا بكل وضوح، اليهودي جاك أتالي المستشارالأسبق لفرانسوا ميتران، والمستشسارالصفي الخصوصي اليوم لساركوزي، عندما يتحدث في عام 2012 عن ضرورة إيجاد عملة افريقية موحدة قصد عولمة التجارة في القارة السوداء بعدالحبورالذي أشاع السكينة على القلوب في باريس ولندن وواشنطن وبعد أن تمت السيطرة على ليبيا ونفطها، وإقامة مراكزمراقبة للناتو فيهاكمنطلق لتحريكها عند الإقتضاء في طول إفريقيا وعرضها، قبل وصول الصينيين والروس والايرانيين اليها وكل دول البرينكس الطموحة لما بعد الأمركة التي هي قادمة لا محالة، حيث أن إحتلال سوريا هو مربط الفرس في المشروع الغربي النهائي تمهيدا للهيمنة الكلية على الشرق الأوسط والأدنى وباقي آسيا، بعد أن نضب الزادوتبخرالمال وساء المآل بأوربا التي فشلت فشلا ذريعا في كل مشاريعها من أجل توحيدعملة اليوروإنقاذه رغم ضخ الملاييرمن الدولارات في الأبناك من اجل الحفاظ على سلامة السفينة الاوروبية التي تنجرالى القعرغرقا، لتتهدد أوروبا بالانحدارإلى القرون الأوسطية (فتتبخرأنوارها وقيمها وتنحصر هيمنتها) كما يراها خبراؤها ومفكروها وإقتصاديوها، وذلك بعد ان تم التأصيل النهائي لمشروع حكومة العالم الجديدة وتقعرفي الاذهان عند الخاص والعام، ولم يعد سرا مكنوناأومن باب نظريةالمؤامرة بل حقيقة ملموسة بعد الهجمة عل ليبيا، وبعد تحريك الثورانيين الجدد وتوجيههم بغية تنصيب حكومات عربية بديلة تستجيب للمطالب الجديدة الغربية بينمايتغنى مفكرونا ومنظرونا ومتلفسفونا ومثقفونا بمنقبة الربيع العربي التي يملك مفاتيحه أبالسة الغربويوجه دفتهاويوجهها كيف يشاء…

 - ولاجديد حتى الشمس، فقد ذهب تشرشل وروزفلت وترومان و ماكماهون وانطوني ايدن ولويد جورج وسايسك وبيكو ولورنس العرب، وجاء من بعدهم خلف هم ساركوزي وبرنار ليفي وكاميرون واوباما وميركل وبيرلوسكوني (المعتوه المستقيل) بينما يسقط في المصيدة اليوم الأعراب الجدد كما سقط الذين من قبلهم من رواد الثورة العربية الهاشمية الكبرى كما سقط صاحب أشهرشنب في تاريخ رؤساء :العالم، الجيورجي ستالين الذي تمت مغنسطه في في اجتماع يالطا لتقسيم مناطق النفوذ في العالم وخلص الغرب من النازية وحول (الماركسية - اللينينية) 'الى مجازر الستالينية مهادنة للغرب، فسقط في الحرب الباردة الى ان قضي علي قيصريته نهائيا في تسعينات القرن الماضي

وهاهو نفس السيناريو يتكرراليوم داخل الكواليس وفي دهاليزالمطبخ الغربي السري، فتحبك مناورات - وأن شئت فسمها تخطيطات بدل مؤامرات والعبرة بالنتيجة لابالأسماء - لشراء ذمة الدب الروسي، ورشوة التنين الصيني، بعد أن إطمأن الغرب إلى تبعية جنرالات الذئب الاغبر التركي بقيادة البراغماتي أردوغان الإسلامي السني

 

اما أعرابنا، فمن شدةعبقريتهم فقد استلهموا من أرخميدس نظرية الليمونة الي حسبوها تفاحة نيوتن ولعلها غلطة الجاذبية - ولا فرق عند جهابذه الأعراب الجدد، ما بين التفاحة والليمونة أو ما بين اليابان واليمن (كما يتنذربذلك ظرفاء المراكشيين بالمغرب) التي سنرى من فتوحات الأعراب في إستلهام نظرية أرخميدس ما يجعل الناس نياما وهم وقوفا –حسب التعبير الفرنسي -

للبحث صلة

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2023 الثلاثاء 07 / 02 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم