أقلام حرة

الإتجاه المعاكس والحلقة المفقودة / مصطفى الأدهم

وماج شيوخ التكفير، وراحت التصريحات والفتاوى تتوالى لتكفير العدالة العراقية ونعتها ب "الطائفية" و "اللانسانية..

في المقابل اطلقوا صفة "الشهادة" على صنمهم المقبور، متغاضين عن سابق اصرار وتعمد عن جرائمه التي استحت منها نازية هيتلر وفاشية موسوليني وسادية استالين.

 

كم بكى ولطم الإعلام العربطائفي على اعدام صدام؟

وكم استثمر في هذه القضية؟ التي أخذت من الوقت أكثر مما يستحق وتستحق، بعد محاكمة أقل ما يقال عنها، أنها أعدل من مثيلاتها في المنطقة.

 

لم يبقى برنامج في قناة عربية لم يتطرق أو يقارب هذه القضية، التي تاجر بها حتى أصحاب المنابر، الذين لم يوفروا لا حاكم ولا محكوم في العراق إلا من شملته الرحمة الطائفية. 

 

في المقابل، تطرق نفس الإعلام في حادثة شبه مشابة لإعدام صدام، الا وهي عملية قتل القذافي التي تمت على مراحل كلها مصورة وأغلبها على الهواء مباشرة ! – تطرق لها هذا الاعلام باستحياء وخجل.. ومر عليها مرور الكرام، فلم يكثر فيها التحليل والكلام.

 

على العكس، فالأعم الأغلب من التغطية كان لناحية التبرير ولو من خلال التزوير.

فالقذافي ألقي القبض عليه وهو حي يرزق. بعدها بدأ مسلسل تعذبيه الدامي، ابتداءا من الإهانة والضرب والتهديد والوعيد مرورا بالتعرية والأغتصاب ومن ثم القتل بلا محاكمة أو ادعاء أو محام..

لم ينتهي المسلسل عند هذه الحلقة، بل استمرت حلقاته حتى بعد قتل طاغية الجماهيرية، فتم القاء جثته وعرضها بطريقة مهينة.. وصدرت فتاوى التكفير بحقه من قبل وبعد عملية قتله، ابتداءا من القرضاوي مرورا بمفتي ليبيا، حتى وصل الأمر إلى تحريم دفنه والصلاة عليه أو الإستدلال على قبره في حال ما تم دفنه، ناهيك عن تحليل قتله.. كل هذا ولم يبكيه الإعلام العربي ولا القرضاوي الذي دافع بصلافة منقطعة النظير عن صدام، حتى وصل الأمر إلى اقامة ضريح له وزيارته دونما تكفير أو تفجير من قبل شيوخ الوهابية الذين يحرمون زيارة الأضرحة والقبور، والذين أحلوا تفجير المراقد المقدسة. 

 

من بين الغائبين عن تغطية عملية قتل القذافي كان فيصل القاسم، وبرنامجه "الإتجاه المعاكس" - الذي لطالما استثمر في العملية السياسية في العراق الجديد ولعب بورقة الصنم المقبور ومنها عملية اعدامه. فلم نشاهد له حلقة عن قتل القذافي التي استنكرتها أغلب الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، وحاول التنصل منها المجلس الوطني الإنتقالي الليبي لبشاعتها..

فالإسلام حرم المثلة حتى بالكلب العقور والرجل مثل ونكل به أشد تمثيل وتنكيل على مرأى ومسمع من شيوخ "الإسلام" ودعاة "الإعتدال" والكل صم، بكم، عمي لا ينطقون!

بينما حرموا تنفيذ حكم الإعدام بحق الصنم عشية عيد الأضحى، وهو ما لا يحرمه الشرع أو القانون. فحرموا ما أحله الله وذلك لغاية في نفوسهم الطائفية..

 

فأين هذه من تلك ؟ - واين "الإتجاه المعاكس" وحلقته المفقودة بينهما ؟

اسئلة جوابها كلمة واحدة هي الطائفية التي تحل لليبيا ما تحرمه على العراق !!

 

مصطفى الأدهم

05.02.2012

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2024 الاربعاء 08 / 02 / 2012)


في المثقف اليوم