أقلام حرة

الأعراب: من نظرية التآلف إلى الماكيافيلية المحدثة (2) / الطيب بيتي العلوي

حالات ترشيدهم السياسي الدارج، حيث تتبدى عظمتهم مع الإرتجال على البديهة ووضوح السليقة، التي من أدل أعمالهم علي أهليتهم للزعامة، ويسرنفاذهاإلى الأفئدة، لأن نفوس البشرية لاتتعلق بطبيعتهاإلابسحرالقدوة- مهما تعفنت النفوس في الظروف الصعبة، فمآلهاالرجوع إلى الفطرة النقية- مما حدابكبير الثيولوجيين وأحد فلاسفة الكلام الفرنسيين في القرن التاسع عشر “ بوسيpauset “ إلى القول “ ألاسحقا لأولائك الأبطال المزيفين، والساسة الدجالين، الذين لا ضميريشفع لهم، ولاإنسانية فيهم، إنهم يثيرون إعجابنا ككل شيء خارق للطبيعة، لكن قلوبنا تنفرمنهم “

 

القضية

 “ وكل إلف إلى أليفه إئتلفا “ : مقولة فخرالحكمة والإشراق ولطب والعرفان العربي والإسلامي “ إبن سيناء “ الذي يفسرفيه الحديث النبوي الشريف المعروف “ الأرواح جنود مجندة.....الحديث “

لنستخلص من هاتين الحكمتين: النبوية والعرفانية: بأن أرواح أعراب الساعة وكفارالساعة قد تآلفت أرواحهم في عالم البرزخ، قبل أن يتخلقوا في الأرحام بفعل “ خيماويات الروح السحرية المكونة للطبوع والأخلاط قبل الولادة، حيث نفهم منها لماذا أن أعراب الساعة في عشق كفارالساعة فانون، وفي حال الغيبوبة ومقام الحلول والإتحاد ووحدة الوجود وفناء الروح ماضون، وعلى نهجهم سائرن ولأوامرهم طائعون ...،

غيرأنه حتى أقطاب المتصوفة، يعتبرون أن الغيبوبة الكبرى تفترض الحضور- حضورالقلب مع فناءالجسم-، وأن مقام الفناء، يفترض عند القوم البقاء- أي بقاءالروح والعقل- تلافيا للجذب عند الكُمًل من القوم،

إلا أن فناء أعرابنا الجدد، في محبة الكفارالجدد، هو فناء لاحضورولايقظة بعدهما، ولن تجد لفنائهم تعريفا لدى المتصوفة من المسلمين منذ سيد الطائفة الأول أبي القاسم الجنيد البغدادي في القرن الثاني الهجري، إلى قطب التصوف المعاصرالجزائري بن عليوة المستغانمي في القرن الرابع عشرالميلادي، ولن نجده حتى عند الروحانيين البوديين والبراهماتين والهندوس والزراذشيين والمانويين واللاتصويين والمانويين وسائر الإستسرارين الشرقيين وكل الغنوصيين الفارسيين والهنود والصينيين واليابانيين

 

تساؤلات العقل ما بين الإلفية والطبعية..:

 أن وحدة الوجود ونرفانا الهنود عند أعرابناالجددهي: العته والبله والتحامق وتناسخ الأرواح وخزي الإسترقاق والعبودية للغرب والإنبطاح، إذ لايخطرفي بالهم، - وهم في ذوبانهم في عشقهم المتفرد الفرداني للأسياد- التفكيرفي أية لحظة من لحظات الصفو النفسي أوالروحي-

- وباليقين الكامل، فإنه حسب أنثروبولوجيا الشعوب وسوسيولجياوالجماعات والتجمعات وعلم نفس الأعماق، ليس لهؤلاء صفوعلى أية حال-  ليعقلوابأن: دوام الحال من المحال وان الأيام دول بين الأمم,وسبحان مبدل الأحوال

- ولم يفكروا في ما يعني الفشل؟

 أوأن يتأملوامليا في سوء المنقلب ولحظة المآل ؟

وهل يعنى بالفشل مرحلة من مراحل بلدانهم التاريخية ؟

اومرحلة من مراحل تاريخ العالم العربي كلية؟

او فقط مرحلة من مراحل شخوصهم وأناسهم وذويهم ؟...

ولماذا هذا الصعود المتزايد لعبادة الأسرة والطائفة والخيمة والفرد والعرق عند الأعراب، ليصبح تاريخ المنطقة كله تاريخ شيوخ وقبائل أعراب لا تاريخ شعوب وحضارات وديانات وأمم وثقافات

وماهي في نهاية المطاف تلك الأنقاض الخطيرة العبثية الناجمة عن الإستهبال والإستغفال الأعرابي المستمرة، المكرسة للتاريخ الجديد للحيوات الفردية والشخصانية للأسرالعشائرية للأعراب من آل فلان وآل علان.

وما هي تلك المآسي والتراجيديات والحماقات التي سينحشرفيها العالمان العربي والإسلامي بل العالم أجمع المترتبة عن إستمرارية عبودية الأعراب للصنمية الغربية (في كل المجالات) بالإغتراف اللامشروط واللاعقلاني من الرؤى الغربية حتى في إنحرافاتها الأشد غرابة (متعللين من انها يكفي آتية من الغرب )

-  ولم الإصرارعلى تأليه العقيدة الرأسمالية العولمية المتوحشة الظالمة التي ستجرف البشرية برمتها إلى مطاوح لادليل لها سوى السراب،

- والتصديق اللاعقلاني لأكذوبات التنظيم الرأسمالي للإنتاج، بالإيمان المطلق بمثالية ترشيد شؤون العباد والإجتماع والإقتصاد والمال، حيث يتحدث مفكروالغرب وهم هلعون ومرتعبون في صوامعهم اليوم عن حتمية إنحدارالغرب إلى مهاوي ظلام القرون الأوسطية، عاجزين عن إيجاد رؤىمستقبليةأومشاريع أوتشاريع جديدة لشعوبهم–فما بالك للآخرين-  والتخارس أمام تعملق الأحداث وتشابك الأزمات وتزئبق المعطيات وإنتفاء الحلول، بينما يستمرعباقرتنا في الترطين بقدسيات أركيات الكانطيات ومتحفيات الهيغليات وفولوكوريات الفولتيريات التي لم يعد لها ذكرفي أشداق النخب من لشبونة إلى سيدنى، ولم لاتزال الكتابات العربية الكهوفية المتشرنقة تتحدث عن هذاءات أفكار ماركيتينغ تسويقية روج لها الغرب منذ القرن التاسع عشرعبر تهاويل الأنواروالتنويروالتثويرتمهيدا للكولنياليات واللصوصيات والإستعمار، ووأد ثقافات الشعوب، والترويج لمصداقية النظام الدولي وصلاحيات مؤسساته التي لم يرمنها الثالثيون والرابعيون سوى الضجيج والتهريج والرومانسيات والويل والثبورإلى اليوم

- ولماذا لايحق لشعوب العالم حرية إختيارعقائدها وثقافاتها وإيديولوجياتها في حين يستمر الغرب في إكراه قطيع العرب والمسلمين وسائر لمستضعفين والمضطهدين في الأرض على القبول بمصائرهم التي إختارها لهم الغرب فإما الطوفان أوالنهاية (بمعناها التوراتي) أوالدمار؟ وما على الناظر سوى التساؤل حول تخلات السفارات اللااجنبية وخاصة الاريكية والفرنسية والبريطانية علنا في السيادات الوطنية للدول العربية عبر الإملاءات والتهديدات؟

- ولماذا هذا التحامق الجاهلي المسبق عن سبق إصرار، على الإبقاء على حيوية القوى العظمى وأباليس الإستكبار، بضخ أموال الأمة في قبلة وولت ستريت، ومعابد المال اليهودية الدولية، ...وما السروراء تلكم الرغبة الأكيدة لإنعاش الإقتصادالعولمي جهراعبر الإستثمارات، وسرا عبرالأكذوبة الجديدة المسماة ب الأبناك الإسلامية اللاربوية الأعرابية التي ماهي إلا ذلك التحايل الشيطاني على مال المسلمين المستخلفين فيه–كما قال الفاروق عمرفي خطبته في نظرية المال-

ولماذاهذا الإستحمارالأعرابي في الرمي بثروات الأمة في جيوب الإعداء والأغيار والتضحية بخيرة شباب العرب بالزج بهم في دروب أهوال الهجرات السرية والجهرية بدل إستثمار طاقاتهم المهدورة في بلدانهم بتمويل مال الأمة الذي يذوب في مشاريع الأسياد، والدفع بهم في سراديب النشوة النيرفانية، والتيه في عوالم الحشيش والعفيون والنرجيلة وهسترات معابد الكرة وتعشق آلهات الملاعب، والغرق في الملذات الهيدونية والأبيقورية لإبداعات الزولوجيات المستشيطة التي تتحفنا بها ثقافات وإبداعات الرفث والخنا الجديدة الآتية من الغرب، بإحياء سائر الإيروتيكيات المجيدة للشرق الغافي، وتشنيف مسامعهم عبر الروتانات بالمغنى الرقيع والرقص البذيء والتملي من الفن الهابط الرخيص حتى الإصفرارالعقلي والروحي والجسمي

- ولم لايستفتون علاماتاهم رضوان الله عليهم في ما إذا لوفشل مشروع الأسياد–الذي هو أقرب إلى الإحتمال العقلي والتخمين الذهني والإستقراء المستقبلي من كل ضروب الإبداع وأساليب الخيال أوتخريجات الفتاوى التيمية الكبرى والصغرى..، بل وهوعين مقاصد الشريعةللأهداف النبيلة للإسلام، لوكان للطائفة القرضاوية أوالعرعورية عقول يعقلون بها، أوعيون يبصرون بها، أوكان لمنظريهم ومفكريهم ومثقفيهم وإعلامييهم ومستشاريهم رؤى يستنيرون بها

 

- والتساؤل الأخطرهو:

- ما الذي يجعل كيانا نفطيا لا يتعدى حجمه حجم حي من أحياء باريس أوالقاهرة أوالدار البيضاء، لكي يتعملق شناره، فيصول ويجول في المعتركات الأقليمية والدولية، يأمرويرعد ويزبد ويزمجرويهدد كافة البلدان العربية، يتكلم بإسمها محتقرا سيادتها، ويتوعد دولة ذات باع في مجالات الثورية والنضال والرجولة والكرامة مثل الجزائر، ويخطط ويمول لقلب أنظمة أخرى؟

ومن حق العقل العاقل المجبول أوالمطبوع، أن يتساءل من أين يستمد هذا الكيان ذلك الشعوربالإطمئنان(ولكم طمأن الغرب محمد على في نهضته، والشريف حسين وأبنائه في طموحاتهم الملكية، وفاروق في حلمه في الجمع ما بين مصروالسودان، وشاه إيران في جنون عظمته كملك الملوك وأمبراطور الأباطرة، والسادات في حلمه برجل السلام ورائد السلام وتحقيق خرافة آخر الحروب عندما كان ألعوبة ما بين كارثر وكيسنغر) ومبارك في حلمه الفرعوني والقاروني، وبن علي في حلم تحديث تونس بنفقات الأوربيين ونصاب البنك الدولي النصاب اليهودي ستروتسكان والقذافي في جنون حلم تحقيق إمبراطورية إفريقيا والأمازيغ ).. فكان مما كان من أدار الغرب لكل هؤلاء ظهرالمجن في دياجي ظلمات الليل والناس نيام)

 ثم نتساءل ....، لم يتجرأهذا الجرم الميكرسكوبي الخليجي الأصغر، على تحدى أكبرالعيارات الثقيلة في العالم اليوم منذ القيصرية إلى الشيوعية الى ما بعد الاتحدا السوفياتي، حيث يأمرهذا الكيان عمالقة الروس الجدد القيصريون بالإنبطاح امام مافيات المجتمع الدولي والعدوالتقليدي لروسيا البيضاءفي إبان قيصريتها وارثوذوكسيتها ثم في فترة شيوعيتها والذين أطاحوا بها مرتين في اقل من قرن واحد في عام 1917 وفي تسعينات القرن الماضي

 

ثم ما ذا بعد؟

- إننا بالفعل نعيش ونشاهد اليوم عبرصولات وجولات الأعراب الجدد دروسا في علوم المططلحات الجديدة التي ستدخل قريبا في المجامع والمعاجم والقواميس المتخصصة في تطبيقات علوم السياسة لنتعلم–عمليا- تلك المفاهيم الجديدة ل اللاسياسة وما بعد السياسة، وما بعد الدولة، واللاتاريخ، وما بعد الحضارة، وما بعد الأمة، حفاظا على المشيخات والنفط والقبيلة والعشيرة والسلطان بوسائل التطبيع مع التغريب والأمركة والأسرلة والتعربب الجديد،

وسنتفقه مستقبلا في مجالات تعلم فنون ومنهجيات جديدة لكيفية الإستنباطات والتخريجات الجديدة للماكيافيلية المحدثة الأعرابية، كصيحة جديدة للإستهبال في علوم اللاعقلانية السياسية ولا جدواها ونهاية السياسية، بتلك السلوكيات الأعرابية التي ستأصل بدءا من مرحلة ما بعد الربيع العربي إلى إيجاد تيارات عربية جديدة لطبخات مبتكرة يقدمها لنا الغرب التنويري عبر الحكومات الجديدة المنتخبة بالإقتراع، والمشروع المستقبلي لسوريا عبرمشروع(غليون- العرور) (إلى ان نلمس إلى ما ستنهي إليه تجربة الثنائي المستحيل: المرزوقي /الغنوشي) وتجربة (طبخة العدالة والتنمية وشرائح الاحزاب الوطنية والعلمانية في المغرب

و سنعيش في ما بعد الربيع العربي في زمن هيمنة الصولة الأعرابية، تتدفق كل الهذاءات السياسية الجديدة الهادفة الى التظيرات الجديدة للنفعيات الثعلبية الأنغلوساكسونية والفرانكوفونية (المتصارعة خفية في المنطقة مع الأمركة) حيث تدفع أموال طائلة للثعلب طوني بلير كمحاضر في كل المنتديات القطرية مقابل مبالغ خرافية للساعة، وكأنه يلقن الأعراب حكمة دواود وسليمان–عليهما السلام-  أويكشف لهم عن أسرارالذرة ومفاتيح الغيب وأسرارقيام الساعة، ليستباح كل مستحيل ومحرم، فيتحول التبرإلى تراب، والإبريزإلى قصدير، وتتحول السياسة بالإصطلاح إلى عقيدة جديدة إسمها تحقيق المستحيل في السياسة بالصياغات البراغماتية الجديدة (الناتانيوهو- الأوبامية- التلبيسية) المتعددة الاطراف والمتزئبقة التوجهات والخسيسة الاهداف، بينما يتكلف سرا الفيلسوف الوجودي المزيف اليهودي بيرنار ليفي في التنسيق ما بين الأحزاب الديناصورية والمستحدثة في الربيع العربي- وماأكثرها- والعمل على عصرنة التقاليد المغربية وصهينة الإسلام بصهينة الإعلام العربي، بعد نجاحه الساحق على تدمير ليبيا وتركها ينعق فيها البوم والغراب تدمرها حروب قبلية لم تعرفها لييا قط في كل تاريخها الطويل، حيث يعمل هذا الصهيوني الملتزم من مقراقامته شبه الدائمة بمدينة مراكش مع اصفيائه من اليساروريين المزيفين من الفرنسين والمغاربة والإسلامويين بالإستعانة بالوزيرالأسبق للثقافة الفرنسية اليهودي جاك لانج وغيره من نصابي الفكر المزييف اليساروي لما بعد الثورة الثقافية الفرنسية لمايو عام 68

 

للموضوع صلة

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2026 الجمعة 10 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم