أقلام حرة

الأعراب ونظرية (الليمونه) / الطيب بيتي العلوي

وارنولد توينبي ومن عندنا الاستاذ انيس صايغ -على سبيل المثال-لتحيين ما جرى البارحة منذ عام 1918 الى قيام الكيان الصهيوني عام 1948…لازددنا عجبا …ولوجدنا أن الوقائع التاريخية للأعراب هي اغرب من الخيال، ولنقطع الشك باليقين بان التاريخ حقا، يعيد نفسه، عندما ستجلي العلاقات الخفية والعلنية التي تمت ما بين الملك حسين شريف مكة وخفايا علاقات ابنائه مع الحركة الصهيونية الذين درسوا في الاستانة مع الشبان اليهود الصهاينة، الذين ساهموا في تفعيل انجاح الفكرة الصهيونية التي كان من ثمراتها الأولى:- إتفاقيات فيصل التاريخية مع ويزمان/ في الاماكن والأعوام التالية على التوالي:


 إتفاقيات العقبة، و لندن، وباريس، بين عامي : 1918و1920التي بموجبها رحبت طغمة الصهونية العالمية-، من غير اليهود التي كان مقرها ولايزال- بريطانيا- بجلوس فيصل على عرش سوريا ثم العراق عام (1920-1921 ) حيث كان فيصل يصرح دائما بان اهداف وايزمان الصهيونية هي اهداف الثورة العربية الهاشمية الشريفة….،

و يروي لنا راوي الهاشميين، بان كل الشروط التي اشترطها الشريف حسين بمطالبته الحكومة البريطانية الموقرة العادلة والمجتمع الدولي-هكذا بالحرف الواحد-ومطالبة الشعب الإنجليزي النبيل ليتحرك من جموده لإخلاء البلاد المقدسة – (أي الحجاز) من الوهابيين (وهو للغرابة نفس طلب الغليونيين والعرعوريين اليوم بإستامبول)، مقابل الإمضاء على حوزة وسيادة اليهود على فلسطين، ذلكم الشرط الذي سخرمنه المجتمع الدولي المتمثل زمنها في عصبة الامم المتحدة- الويلسونية الصنع، كما كانت هيئة الأمم المتحدة روزفيلتية الصنعة، ماسوية الطبخة، وصهيونية النتائج والأهداف، فقامت العصبة بالقاء رسالة وطلب الشريف حسن في سلة المهملات....، لأن المؤامرة –عفوا التخطيط- لاقامة الكيان السعودي على غرار الكيان الصهيوني منذ العشرينات، كان واجبا استراتيجيا (أنجلو-فرانكوفونيا) ومصلحة حصرية بريطانية وصهيونية لازمة،،،،، وبالتالي، فإن اهمية انشاء الكيان السعودي بالنسبة للأنغلوساكسونيين اهم من مراعاة دلع وغنج شريف مكة، واحترام نسبه الى العترة النبوية (التي كان من مشاريع النخبة المتهينة زمنها هو حفر قبر رسول الإسلام وإقتطاع رأسه ليوضع في المتحف البريطاني)، وذلك لبعض العوامل التالية على سبيل المثال لا التفصيل(لكي يفهم القارء ما يجري اليوم في عواصم الغرب وما يحاك بدولة قطر) :

- التخطيط لوضع أصول المنهج (السلفي-الوهابي) إصطلاحا ومنهجا وعقيدة وسلوكا، المسمى ب اهل السنة والجماعة الجديد لمسلمي العالم، كان من ضرورات إكتمال قيام الكيان العبري بعد ان يتم تكفير كل طوائف الامة ليتبقى شعب الله (التيمي-الوهابي) المختار، الذي من حسن حظ إبن سعود وصهره محمد بن عبد الوهاب، أن فتاوى التكفيرالكبرى والصغرى الحنبلية لإبن تيمية كانت جاهزة منذ قرون، وهي مقبولة لدى الأمة الإسلامية مادام ابن تيمية (القرن الثامن الهجري) هو شيخ الاسلام بإجماع الأمة أيضا بعد أن تم تشطيب الغزالي (القرن الخامس الهجري) وتسفيهه كحجة الاسلام السني (وهذا ما صرخت به عاليا على قناة عربية بلندن في مواجهة مع عدنان العرور وبعض رموز الوهابية الخليجيين ) حيث تم التخطيط له من قبل الانغلوساكسونيين على رأسهم شيخ المستشرقين 'بيرنارد لويس –من مستشاري الإنجيليين الجدد في الحرب البوشية والمخطط للحملة على الإرهاب وضرب العراق وتكوين ما يسمى بالقاعدة- ليصبح هذا النهج السلفوي الوهابي الجديد هو حصان طروادة للسيطرة على المستضبعين من الأمة، والمستغلفين أو الملغوزين من من الإسلاميين تمهيدا للتطبيع النفسي مع مقاصد اليهودية العالمية، وتماشيا وتوازيا مع المخططات (النيو-كولونيلية) المستجيبة لأطرحات فهم عالم مابعد الأتحاد السوفياتي انجازا لحكومة العالم الجديدة

وهكذا تم التغريربالشريف حسين –على هدي نظرية الليمونة-والرمي به في غياهيب ظلمات التاريخ والإبقاء على آل سعود وعقيدتهم النخبوية واحاطتهم بانشاء كيانات النفط التي لا تملك الا ان تنصاع لمن خلقها واوجدها:تشرشل، لويد جورج، انطوني ايدن، لورنس- حيث لم يشرح البريطانيون والفرنسيون للشريف حسين- نظرية الليمونة : أي تقنية العصيروالقشور- فجوزي وأبناؤه العباقرة جزاء سنمار، فتركه البريطانيون والفرنسيون وحيدا في مواجهة الوهابيين فخسرعرشه وشعبه وراتبه الذي كان يتلقاه من الخزينة البريطانية، ولم يعطوه لا دويلة ولا حتى قطعةارض، في مادبة اللئام التي اقيمت في القاهرة، زمنها، لتقسيم الوطن العربي (كما يلتقون اليوم في الدوحة والجامعة العربية لتفكيك العالم العربي حسب الأجندة للثلاثي المقدس الصليبي التاريخي) بل هجرواالشريف منفيا الى قبرص، ولم يحتج حينها- ولم يغضب لما جرى للعراق والاردن حيث توج لورنس عاشق العرب ابنه فيصل ملكا على العراق، في حين أمضى على صندوق الشاي البريطاني الشهيرالمكتوب عليه صنع في بريطانيا Made in England بيع الاراضي المقدسة بلفسطين مقا بل مصاريف يوم واحد لكتيبة الجيش البريطاني–فانظر- حيث تم صنع امارة فصلت تفصيلا دقيقا على مقاس ابنه الثاني عبد الله، لمنعه من الزحف على سوريا لتحريرها –ولقد كان من حق الحسين ان يحتج على أبالسة البريطانيين والفرنسيين (سايكس وبيكو) لانهما لم يشرحا له مسبقا نظرية الليمونة التي هي ببساطة كالتالي : فبعد ان تعصر الليمونة، تحتفظ بالقشورلترمي بها في صندوق القمامة وينتهي أمر العصير،

وهكذا تم استنزاف الحسين وابنائه وتم عصرهم ورميهم في الزبالة، وهي نفس النظرية التي يعدها اليوم ساركوزي واووبا وناتانياهو وميركل وكاميرون لعباقرة حكام الخليج، وخاصة تلك التوليفة الشاذة الغريبة مابين (غليون/عرعور) وكل من جاء على ظهر الدبابات في ليبيا أومن سيصلون الى الحكم على هدي وصايا الغرب

ولقد فهم القذافي -متأخرا جدا- نظرية الليمونة، حين اراد الإنخراط في نادي عصاري الليمونة ففهم انه سيبقى مجرد أعرابي سمج كركوز في النادي الحصري (اليهودي-المسيحي-الماسوني )وأمه ليس مرحبا به في منتدى الكبار، فتم تقزريمه إلاى حجمه الطبيعي كأعرابي، كما حجم ساركوزي -بكل تحجر يهودي- الحاكم بامرالله الطيب اردوغان حيث قزم ساركوزي قامة اردوغان الفارعة الى مجرد'صبي يخدم مشاريع الأسياد التاريخيين في المنطقة (ولعل عذره انه يخدم مصالح شعبه)

- وفهم القدافي بما تبقى له من حس بدوي أصيل، انه لن يذوق قط من عصير الليمونة، بل سيبقى مجرد ديكور سمج حقير يتنذر به في المجمع الأشقر(اليهودي-الماسوني) وليكون ذلك المستعبط المستحمر الذي ينفق بسخاء من جيبه مقابل معايشة الليالي الملاح مع المترفين الشقر وبيض طريات الغرب، غير أنه ادرك اللعبة فانسحب ولكن بعد فوات الاوان، (وليس دخول الحمام كما الخروج منه –حسب المثل الدرج المغربي) والغرب لا يحترم الا من يرفض اصلا السقوط أو السعي في لعبة الليمونة أو اللعب الغير المتكافئ مع الأبالسة الكبار

فهل آن الأون لأعراب الساعة، وللمتحزبين القدامى والجدد من الساعين للسلطة–من كل الطوائف- أن يستيقظوا من غفوة أهل الكهف، وان يحيطوا انفسهم بمستشارين عقلانيين وواقعيين – وبراغماتيين- دارسين للتاريخ الغربي وتاريخهم ليحسنوا قراءة رقعة لعبة الشطرنج الدولية من كل الوجوه، لمطالبة الأسياد بشرح نظرية الليمونة بدل الإنتظار الى ان يحيق بهم ما حاق بمحمدعلى والشريف حسين وابنائه وفاروق وشاه إيران وصدام حسين والقدافي؟

 

للموضوع صلة

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2027 السبت 11 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم