أقلام حرة

هل يكمن الحل في القائمة المفتوحة...؟؟

 حيث أصبحت الوطنية مفردة سمجة يدندن بها المتسلقون من إنصاف السياسيين اللاهثين وراء المناصب البرلمانية التي تمكنهم من تمرير أجنداتهم وإشباع غرائزهم السياسية الفارغة من محتواها الفكري العملي والاكتفاء بأناشيد التنظير اللغوي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع .على مدى أكثر من ست سنوات من عمر العراق ونحن لم نجنِ من حكوماتنا المتعاقبة على المنطقة الخضراء سوى القهر والقتل والنهب والسلب وتسلط نموذج جديد من الجلادين على مفاصل مهمة وحساسة في مؤسسات الدولة العراقية وانحدار مستوى التعليم في شتى مؤسساته التربوية والتعليمية إلى الحضيض وتفشي ظاهرة البطالة المقنعة لدرجة باتت تترك مؤشراً خطيراً يعكس مدى تخلف العراق اقتصاديا وسياسيا لان المتعارف عليه عالميا إن المنظومة الاقتصادية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمنظومة الدولة السياسية فالسياسة هي قوة الدفع التي تحرك دواليب الاقتصاد وجلب الاستثمار المحلي والأجنبي وتنشيط السوق وبالتالي ترتفع قيمة سعر صرف الدينار واحتواء اليد العاطلة عن العمل بالإضافة إلى زيادة دخل الفرد ..كل هذه المشاكل والإشكالات التي نزلت على رؤوسنا وأربكت حياتنا سببها القائمة المغلقة وما جاءت به هذه المغلقة من رجالات وعناوين ضحلة متدنية في مستواها الفكري والسياسي والثقافي والوطني , عناوين كانت تعيش على هامش الحياة ولم تفكر البته في يوم من الأيام أنها سوف تصل إلى قبة البرلمان وتسهم في سن وتشريع القوانين التي سوف تصب قي خدمة ومصلحة الشعب أليس هذا ما متعارف عليه.! أم إن برلمانينا خلو أنفسهم على غير كوكب مكتفين بتشريع القوانين التي تخدم منافعهم الشخصية وعائلاتهم القابعة في أوربا ودول الجوار العراقي والله إن أفعال برلمانينا لتدمي القلب وتصدع الرأس من مجرد التفكير بها فبأي حق يتقاضون ألاف الدولارات كراتب شهري والجياع من الشعب ينامون وبطونهم خاوية تقرقر من شدة الجوع والفقر المدقع وخالد العطية الذي يعتمر عمامة رسول الله منعم ومنغم وجوازه دبلوماسي وكل ما يشعر بالتخمة يخلق له جولة سياحية بأموال الشعب متنقلا من منتجع لأخر , وحيدر الطائي يضرب أخماس بأسداس عندما تقترب نهاية الشهر قي دوامة من الأفكار تشل عصب دماغه وتجعله واقف عن التفكير من مارد الإيجار إما الأخ الدنماركي السيد العلاق (الذي يغرف من الصوبين) فأن بطنه توشك على الأنفجار من شدة التخمة ومن إدمانه تناول الثريد مع الباجة الموصلية ’’سؤالي إلى الشيخ العطية والسيد العلاق وغيرهم من أعضاء البرلمان الذين يرتدون جلباب الإسلام ويدعون التدين (أين انتم من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما تقرقر بطنه من شدة الجوع وهو الزاهد العابد يخاطبها قائلاً قرقري أم لم تقرقري والله لن تذوقي الزاد حتى يشبع كل يتيم ومسكين في معية علي بن أبي طالب.... ؟؟ أين انتم ولو في جزء يسير من هذا الفعل وانتم تدعون الانتماء لعلي ولدين علي ..؟؟ وحق علي إن أول خصم لكم يوم القيامة هو علي وفي حضرة ومحكمة العلي القهار فأين المفر حيث لا يوجد لجوء سياسي أو أنساني وسوف يكون العقاب مضاعفا على المنافقين المخادعين الذين خدعونا بأسم الدين والمذهب وفرقونا إلى جماعات.. جماعات متخندقة في خندق الطائفية المقيت ..إما اليوم فقد اطلعنا وعرفنا على خفايا القائمة المغلقة ولم تعد الرؤى ضبابية كما كانت عام 2005 إن جسامة الأخطاء الفادحة في الانتخابات السابقة جعلتنا نعيد النظر في كل اسم على لائحة القوائم الانتخابية وتمحيصه تمحيصاًً دقيقا لان اللبيب لا يلدغ من الجحر مرتين وعليه يجب إن نتعض من التجربة السابقة ونصحح مسار العملية السياسية فنحن الجماهير أداة التغيير ونحن بيدنا مفاتيح الحل وعليه يجب إن لا ننتخب هؤلاء السياسيين والبرلمانيين الذين سامونا سوء العذاب وكرهونا حياتنا وقضوا على آمالنا وتطلعاتنا التي حلمنا بها بعد التحرر والانعتاق الذي جاء من الله وليس منهم وان هم جاءوا إلى السلطة والحكم من خلال تضليلنا وخداعنا في الليل والنهار وجمعهم الأنصار والأعوان وحشد وسائل الإعلام الموجه لخدمة أجنداتهم وأحزابهم التي طالما رددت شعارات صورية وإسباغ صفة الشرعية على ترشيحهم مرة أخرى لتهديم ما تبقى من قيم ومبادئ في نفس الفرد العراقي المقهور المحزون المنكوب الغريب والفقير في وطنه ..؟؟ أذن يجب علينا بعد أن أدركنا كل هذا وعرفنا كل شخص ممن حكمونا بتظليل القائمة المغلقة. يجب إن نكون أصحاب قرار ونفكر في مستقبل أبنائنا ومستقبلنا وان لا يكون احدنا ينعق مع كل ناعق وان نستخدم كل السبل الديمقراطية للضغط على ا لمفوضية العليا للانتخابات من اجل العمل بالقائمة المفتوحة وإلغاء مشروع القائمة المغلقة التي لازالت تمثل معشوقة جميلة لبعض الأحزاب والكيانات المفلسة من الرصيد الجماهيري الذي يضمن لها الوصول إلى البرلمان مجددا ... صحيح أن أقرار القائمة المفتوحة لا يمثل كل الحل لأن هناك قضايا كثيرة ينبغي معالجتها مثل أقرار قانون الأحزاب التي تناسلت بشكل أخطبوطي في البلاد بسبب عدم وجود رقابة أو قانون ينظم فوضويتها وتسيبها لكن نقول أن القائمة المفتوحة الآن تمثل لنا نحن المساكين أهون الشرين كما يقال , فهل يرتضيها عاقل ومنصف أن تتكرر ذات الوجوه الكالحة لقيادتنا بل لمحاكمتنا بعد كل الذي جرى علينا من مصائب وويلات هو سؤال يطرح نفسه أمام الجميع...!!

 

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1189 الثلاثاء 06/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم