أقلام حرة

يغلقون بابا ً تركه الله مفتوحا ً / علوان حسين

وأن الدين محبة والأسلام رسالة سماوية جاء يتمم مكارم الأخلاق .

نجحت مساعي المتطرفين في المملكة العربية السعودية في مطاردة وإعتقال الشاعر السعودي الشاب حمزة كاشغري في ماليزيا حيث فر الى هناك خوفا ً من الموت رجما ً بالحجارة في ظل صمت وتواطىء النخب الثقافية والإعلامية وإنبطاحها أمام دنانير السلطان الملوثة بالدم .  يريدون أن يقيموا الحد عليه وهذا يعني الرجم حتى الموت لشاعر لم يغادر طفولته بعد، خاطب الرسول الكريم كمن يخاطب صديقا ً ودودا ً بكلمات ٍ تحتمل أكثر من تأويل . يودون هندسة أرواح البشر وصياغة عقولهم على وفق ما يفكر به القطيع، لا أحد يشذ من القاعدة يظن أغلبهم بأن الرسول على شاكلة ملكهم، صاحب الجلالة والعظمة وما كان الرسول إلا بشرا ً يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويحب النساء والعطر والجمال . لا أدري ماذا خطر ببال حمزة كاشغري حين رفع الكلفة مع الرسول الكريم وخاطبه بنوع من المناجاة، على الأرجح إنه رأى فيه ذلك النبي الدمث الشفاف المختلفة صورته عن صورة الملك السعودي المستبد المتعال، ذلك المخلوق الذي منح نفسه لقب صاحب الجلالة وجلس على العرش كإله جبار هو الأحق بالمحاكمة . فر الرجل الى ماليزيا كي ينجو برأسه لكن مذكرة التوقيف كانت قد سبقته عبر الإنتربول الدولي . السلطات الماليزية سوف لن تكون أكثر رحمة به من أهل جلدته، على الأرجح وأمام ضغط وسطوة آل سعود يسلم الرجل الى سلطات بلده وأمام محاكم صورية تنزل به أشد العقاب سيكون مصيره مرعبا ً . تغافل هؤلاء الغوغاء عن باب التوبة، يريدون غلقه وقد تركه الله مفتوحا ً للناس . أخذوا من الدين قشرته وتركوا الجوهر، نسوا بأن الدين سلام وعدل ومحبة وغفران لا دين إرهاب وكراهية ولا إنتقام . لنفرض بأن الرجل تجرأ فعلا على الرسول الكريم وخاطبه بما لا يليق من الكلام، ألم يتراجع عن موقفه ويعلن التوبة ؟ ألستم مسلمين كما تدعون ودين الأسلام ترك باب التوبة مفتوحا ً فلماذا الإصرار على هدر دم الرجل وكأن الدين هو الإكراه، أتريدون محاكمة الناس على هواجسهم وكأننا أمام محاكم التفتيش سيئة السمعة ؟ كيف ينجذب الناس الى الدين الإسلامي وسيوف الغوغاء مسلطة ً فوق رقابهم؟ كشاعر أؤمن بحق الناس في التفكير الحر، حقهم في أن يكونوا مؤمنين او ملاحدة فأمرهم متروك لله، أدعو كل صاحب ضمير حي من حملة الأقلام أن يرفعوا أصواتهم عاليا ً منددين لا لكم الأفواه، ومطالبين بالحرية للشاعر حمزة كاشغري .

 

كاتب من العراق          

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2030 الثلاثاء 14 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم