أقلام حرة

العام الدراسي الجديد ... هموم وتطلعات

البلد عاليا ليكون شامخا بين مصاف الدول المتطور والتي سبقتنا في هذا المضار لغرض الاستفادة من تجربتها وخبرتها العملية وذلك بعد فتح الآفاق واسعة من اجل التطور نتيجة سقوط النظام الديكتاتوري والذي جعلنا معزولين عن العالم بسبب  التعتيم الإعلامي والعلمي والذي كان يمارسه من اجل أن يبقى العراق بعيد عن كل ما يجري بالعالم من تطورات ثقافية وعلمية واجتماعية وسياسية  ليتم الانصياع إلى أوامره الظالمة والجائرة والتي استطاع على مدى السنوات التي جثم على صدور العراقيين أن يطبقها بنجاح  من خلال زبانيته والعناصر الانتهازية التي أخذت تسير في فلكه لتنفيذ مخططاته الدنيئة .

 

إن الاهتمام بالمدارس وتأهيلها يعتبر من الأوليات التي يحب أن يقوم بها أصحاب الشأن وذلك لتوفير أجواء دراسية ملائمة يتمكن من خلالها الطلبة  الاستفادة من المواضيع التي يقوم  المعلم من إلقائها عليهم لكي يتم التواصل  لغرض تحقيق نتائج مثمرة تؤدي رفع المستوى العلمي لهم ولتحيق نسب نجاح متطورة تدفعهم للمزيد.

 

 لذا فإننا كثيرا ما سمعنا من خلال تصريحات لمسئولين في وزارة التربية والمديريات المرتبطة بها بان هناك جهود حثيثة قد بذلت لغرض  إعداد المدارس وتهيئتها لتجاوز السلبيات والإخفاقات التي رافقت السنين الماضية والتي تم تشخيصها سوى من خلال وسائل  الإعلام أو من الشكاوى التي تقدم إلى مديريات التربية مباشرة لتوضيح بعض الأمور التي تكون عائقا في انسيابية الدراسة وحجر عثرة في طريقا مما يتطلب من الجهات المعنية اتخاذ الخطوات الكفيلة بتجاوزها وإزالتها لكن رغم ذلك ومن خلال ما وصلنا من أعضاء بعض الهيئات التعليمية الذين بتماس مباشر مع الدوام أو من خلال أولياء أمور الطلبة الذين استغربوا كثيرا للتصريحات التي يسمعونها بين الآونة والأخرى من مسئولين كبار في وزارة التربية التي أكدوا فيها على إتمام كافة الاستعداد وتوفير كل ما تحتاجه المدارس قبل بدء الدوام الرسمي وان ها العام سيكون متميزا بكل شيء لكن الواقع شيء والتصريحات شيء آخر.

 

حيث تم تأشير بعض الملاحظات على  العام الدراسي كما  أسلفنا من مصادر مقربة من هذا الجهاز وبالتالي نتمنى أن تأخذ بنظر الاعتبار وذلك لان الدراسة على الأبواب ومن الممكن تجاوز هذه السلبيات والملاحظات خلال فترة قصيرة إذا كانت هناك نية صادقة للعمل أو أريد لها أن تتجاوز ما موجود والعمل بصدق وإخلاص ::

1)التأخر في توزيع القرطاسية واضطرار أولياء الأمور الطلبة لشرائها من السوق المحلية وبالسعر التجاري نتيجة حاجتهم لها بالرغم من التصريحات المستمرة بان تلك القرطاسية قد وصلت للمدارس وإنها سوف توزع من أول يوم بدء الدوام الرسمي

2) كثير من المدارس قامت بتوزيع الكتب على الطلبة لكنها كتب قديمة وممزقة وان هناك مناهج قد تم تغييرها من الفروض ان تكون قد وصلت إلى المدارس لكن هذا لم يحدث مع العلم ان عملية تغيير المناهج قد تم الإعلان عنها منذ التغيير في 2003 ولحد الآن لم نرى خطوات جدية في هذا الجانب .

3) التأخر في اصدر قوائم التنقلات بين  المدارس مما حرمها من معلمي الاختصاص وعدم  ثبات جدول الحصص الدراسية وبالتالي فان هذا سوف  يعمل على تأخير إكمال المنهج أو السير به مما يجعل الدراسة متعثرة وبانتظار مجيء مدرس المادة  لأنه بانتظار النقل فيبقى إشغال الملاك متأخرا وتنظيم الحصص كذلك لحين ظهور القوائم الخاصة بالتنقلات .

4) عدم توفر الماء الصالح للشرب في كثير من المدارس مما يسبب إرباكا للطلبة وخاصة طلبة المدارس الابتدائية وكذلك افتقاد المرافق الصحية  للماء وهذه مشكلة أخرى.اذا ما علمنا ان المنطقة تعيش حالة انتشار وباء أنفلونزا الخنازير الذي استشرى كثيرا مما جعل   دول العالم وخاصة دول الجوار قد أعدت العدة للتهيؤ لهذا الوباء وخاصة بالنسبة لمدارسها وذلك بتوفير كافة الأجواء الضرورية  والملائمة والتي تمنع هذا  الوباء من الانتشار .

5) تفتقد  أكثر صفوف المدارس إلى  زجاج النوافذ والذي يؤدي  لدخول التيارات الهوائية الباردة أو الحارة مما يؤثر بشكل سلبي على الطلبة وكذلك عدم جود الإنارة الكافية وانعدام  مصادر التبريد او التدفئة في كثير من الصفوف هي الاخرى تؤثر سلبا على الدراسة  .

6) قلة عاملات الخدمة في أكثر المدارس وذلك لان تلك الدرجة قد شغلت من قبل أشخاص أوصلتهم  الواسطة لهذه الدرجة ((وهم يحملون اما شهادة البكالوريوس او الدبلوم  وينسبون العمل ككاتبة وبالتالي فإنها لا تستطيع القيام بإعمال التنظيف مما يجعل  كثير من المعلمات   بتكليف الطالبات او الطلاب للقيام بعملية التنظيف ولذلك فان تلك العملية ستحرم الدائرة من عاملات التنظيف من جهة وستؤثر على الآخرين الذين سيقدمون للتعيين من جهة أخرى لان هؤلاء الأشخاص قد اخذوا  مكانهم لانه احتل الدرجة وما عليه سوى تغيير العنوان الى معلم او مدرس لكونه  قيد عين سابقا ..

7) بالرغم من  الزيارات المتكررة التي يقوم بها المشرف التربوي وتشخيصه لبعض السلبيات والأخطاء الموجودة في الدوائر لكننا لم نجد  الحلول لتلك المشاكل من خلال الزيارات اللاحقة وإنما الحال يبقى كما هو عليه مما يعتبر زيارته كتحصيل حاصل أو إسقاط فرض وتكون بالنتيجة غير مثمرة .

8) ازدحام الصفوف الدراسية بالطلبة وقلة الرحلات الموجودة مما يسبب زخم في الصف كذلك قدم السبورات الموجودة بالرغم من دخول السبورات الحديثة التي لم تجد طريقها إلى مدارسنا مما يسبب في تطاير غيار الطباشير ليؤثر بالتالي على الطالب او المعلم على حد سواء .

 

إن تلك الملاحظات التي تعتبر غيض من فيض فإنها بعض المطالب المشروعة  التي يجب على المسئولين في وزارة التربية ومديرية التربية من أخذها بنظر الاعتبار وذلك لغرض تجاوزها وضع الحلول الملائمة لها بعد  ان وفرات الحكومة الملايين من الدولارات وذلك لتطوير قطاع التعليم ليأخذ دوره في تهيئة الأجيال للمستقبل وعدم ترك تلك السلبيات وغيرها  تكون حجر عثرة لعرقلة عجلة التعليم  وكذلك الفساد الإداري الذي سيكون السيف الذي يقطع أوصال التعليم الحكومي  وبالتالي فسح المجال للمدارس الأهلية من النمور والتطور وان كثيرا من العوائل الميسورة قد أخذت تدفع بأبنائها للانخراط في هذه المدارس  بالرغم من السعر الباهظ الذي تطلبه أما أبناء العوائل الفقيرة فليذهبوا للجحيم .

 

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1189 الثلاثاء 06/10/2009)

 

في المثقف اليوم