أقلام حرة

حب القديس فالانتين .. وحب بنت الريف العراقية / ابراهيم الوائلي

متعاطيها أنهم يحيون أيام حافلة بالمودة والدفيء وشهية الدنيا وتحفزهم على النشاط والحيوية نتيجة السلوك السمح والنهج ألاستهوائي الذي يعيشه المحبون ويهيمون به---طبعا المحبة عكس الكراهية والاحتقان السلوكي حيث يظهر على فاقدي المحبة امتعاض وجوههم الكالحة والغاضبة كما إن فرائصهم ترتعد وسلوكهم يتهاوى— وان نزعة المحبة والتراخي تجعل الإنسان يحيا حياته الاعتيادية برغد وهناء وإنتاجيته عالية وعلاماته الاجتماعية وفيرة وسلوكه الاعتيادي منظم وانه يقترب من الناس كثيرا والجميع يظهر له المودة والدفيء عكس الغضب المتوتر الذي يرفض محبة الناس ويميل إلى الوحدانية والانفراد وإذا كان القديس فالانتين قد انشأ يوما للمحبة والحب فإنها بادرة تكتب له ويراد منها اصطفاف أبناء المعمورة اصطفافا متحابا تسوده المحبة والشفقة وتعشش الإنسانية في سلام ووئام ومحبة ومحنه ولذلك فان إقدام فالانتين على تأسيس عيدا للحب وشيوعه في إرجاء المعمورة يكتب له بحق ظاهرة إنسانية وأخلاقية وسلوكية---من جانبنا نحن العراقيون مثلنا مثل العالم لدينا العديد من قصص الحب والهيام كما تكثرالاساطير التي تتناول الحب والمحبة والتحبب ----نسرد قصة حقيقية إبطالها من الجنوب وحصرا من مدينتي قلعة سكر في خمسينات القرن المنصرم بطلها احد شيوخ الشويلات المرحوم الشيخ سلمان عبد الرزاق الخير الله الذي يمتاز بجمال الطلعة والصوت الشجي ووسامه رائعة وكان محط إعجاب النساء بسبب طلعته البهية كان يحب جلسات السمر والطرب وبيته محج الشعراء وأهل الدرامي والبوذية وقد بنى له قصر جميل في أراضي الحياجية والصبا غية في قضاء قلعة سكر في إحدى الليالي الشتائية وهو عائد من إحدى جلسات السمر وممتطيا جواده والوقت يقترب من الفجر سمع صوتا شجيا أطربه واستوقفه وكان ذلك الصوت لأحد النساء واسمها (محبوبة) وقد اعتدن النساء في ذلك الزمن الجلوس فجرا لإعداد الفطور وشجر الخبز وكانت محبوبة قد جلست فجرا حالها حال النساء وهي تمسك بالمطحنة (الرحى) وقد اعتدن إعداد وطحن الحنطة والشعير وتحضير رغيف الخبز لان المطاحن شحيحة وتضطلع نساء الأرياف بإعداد الطحين--- (والرحه) المطحنة هي عبارة عن طبقين من الحجر فيهما ثقبين توضع في وسطهما مقبض لتدوير الطبقين  وطحن الشعير أو الحنطة---لقد جلست المسكينة محبوبة تعد الطحين وتنشد الشجن الحزين من سويداء القلب  وتخرجه عبر أهات وحسرات وتردد (ما تنسمع رحاي بس أيدي أتدير اطحن بكايا الروح موش اطحن أشعير) نعم إنها تسحق ما تبقى من جسدها المتهالك وهيامها وعشقها السجين فما كان من الشيخ سلمان إلا وطرق باب دارها الذي تسكنه مستفسرا منها هل لديها حبيب وعشيق تناجيه--- أجابت بنعم وان أهلها يمانعون تزويجها منه---قال لها الصباح رباح --- إنشاء الله يصير خير وفي نفس اليوم اصطحب معه بعض الوجهاء ونزل عند أهلها طالبا يدها من الأهل وقد فرحوا فرحا كبيرا بأنهم يزوجون ابنتهم من مثل الشيخ سلمان وفعلا تمت الموافقة ودفع المهر وطلب منهم بعد ذلك تزويجها من حبيبها وعشيقها (مدلول) وفعلا تم لها ما أرادت --- عندها أصبحت قصة وسالفة يتعاطاها ابناءالمنطقة والجنوب ---- هكذا الحب عندنا يافالانتين في العراق انه الود والمحبة وصدق العواطف ونبذ الكراهية والغضب والحقد ---- جعل الله أيامنا كلها محبة وإخاء وسلام

 

إبراهيم الوائلي

ذي قار/قلعة سكر

15/2/2012

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2033 الجمعة 17 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم