أقلام حرة

دعوة لمثقفي وأدباء جاليتنا في استراليا / موفق ساوا

معينة للادباء والمثقفين الذين تعتقد ان مشاركتهم ستكون محطة في طريق مهرجاناتها او امسياتها .. ولكن "العراقية" في مهرجانها الابداعي الأول تحاول ان تكون مختلفة بعض الشيء رغم حرصها على استمرارية الحفاظ على الادبيات الاخلاقية المتبعة في بورصة العمل الثقافي لترفع من قيم اسهمها الفعلية ورصيدها لدى القراء تحاول ان تترجم من هذا الحرص وذلك الحفاظ الى مادة مستمرة لا تنقطع بانقطاع لحظات المهرجان .. لذلك تستغل "العراقية" هذه الفسحة من الحوار مع كافة القراء الكرام لتوجه هذه الدعوة الى كل كتاب ومثقفي الجالية الى المشاركة ليس بفعاليات المهرجان فقط ولكن المشاركة في التأمل بكل الاحداث التي تمر حولنا مرور الكرام دون ان يكون للمثقف رأي مؤثر .. ان لم نقل في صيرورة هذه الاحداث ففي سيرورتها اقلا وذلك اضعف الايمان .. الدعوة التي نحرص على اطلاقها ونحن نشرف على انعقاد مهرجان العراقية للابداع الثقافي الاول هي ان يحاول المثقف بأخراج نفسه من عتمة الاغتراب وان يتيح لنفسه الفرصة في محاورة ذاته للخروج بنتائج معلنة عن ماهية دوره وكيفية تواصله مع ابناء جلدته المهاجرين .. ان التنوع الثقافي الايجابي في هذا المجتمع حولته بعض مؤسسات الاغتراب العربية والعراقية، مع شديد الى الاسف، الى تنوع سلبي .. وتحول التباين في طرح الاراء الى شبه تقاطع في مختلف الاراء وكأن جاليتنا المسافرة البسيطة في هذا المجتمع الكبير بدأت باجترار سلبيات ثقافتنا العربية في بلداننا الأم وتحول أبناء اللغة الواحدة والثقافة الواحدة الى امم وشعوب مصغرة تعتقد "العراقية" ان هذا التصور سببه الرئيسي هو ما تعيشه الجالية من انقسام ثقافي رغم الكم الهائل من المبدعين .. نحتاج الى وقفة تأمل صادقة نعلن بعدها برامجنا القادمة كيف نستطيع ان نبني رؤية ثقافية متقاربة ان لم نقل متوحدة .. نستطيع بها ان نخدم ابناء جاليتنا وعكس المفاهيم الايجابية لثقافتنا التي سافرت معنا الى هذا البلد ..

أحبتي الكرام، جاليتنا العراقية والعربية في استراليا قدمت الكثير من الاسماء المهمة واحتضنت الكثير من المبدعين نحاول بدعمكم لنا ان نذكي شمعة أمل في ظلمة الاغتراب الحالكة .. تتنوع أراؤنا ولكن لوننا واحد ولغتنا واحدة وثقافتنا واحدة .. فلماذا لا نطلق مبادرات للحوار والمحبة والتسامح ..؟! ولماذا لا نعيش لحظات تأمل في مجمل اوضاعنا ونحن ابناء محنة واحدة وغربة واحدة .. لماذا لا ننصر انفسنا قبل ان ينتصر عليها اليأس وتكتسحها لعنة الغربة ..

ندعوا كل احبتنا الى قراءة سطورنا هذه وما خلفها.

 

بقلم : موفق ساوا- رئيس تحرير جريدة العراقية / سيدني

[email protected]

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2038 الاربعاء 22 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم