تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

هل سيرقى العراق الى انتخابات التشريع القادمة؟

 يؤكد الخبر الذي اوردته مصادر خبرية لوكالات عالمية كوكالة فرانس برس في منتصف شهر ايلول الماضي ان الملياردير ورجل الاعمال العراقي خليل عبد الوهاب البنية العبيدي وبنصرة وتأييد مجموعة كبيرة من رجال المال يتهيأ لخوض المعترك الانتخابي التشريعي بتيار (الحياة) الذي شكله حديثا معلنا رغبته في الافادة من تجربة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الاقتصادية لتحقيق ما لم يتمكن تحقيقه الساسة العراقيون. وان بنية متفائل في نجاحه السياسي المقبل كنجاحه الاقتصادي السابق.

 وتضيف الانباء ان الملياردير العبيدي دعا ابناء عشيرته (قبيلة العبيد) التي لا تخلو محافظة عراقية منها الى مساندته لانجاح مشروعه وقد اختار بهذا الهدف احد شيوخها مزاحم العاصي وهو من رجال الاعمال ايضا ليكون شريكه في التيار.

 

 عالميا وفي بلدان المدنية وسلطة القانون لا يوجد شيء اسمه المحال او المستحيل في خوض معارك الانتخاب للفوز بمقعد يمكن من ادارة البلد وفق نجاح الممثليين الشرعيين الذين يرفعهم الناخب الى كراسي الحكم. لا شيء على الاطلاق فمرة يعتلي الوزارة رجل من العمال واخرى امراة من الاحرار او الجمهوريين او العكس وثالثة يستلم الخطام اناس لا يمتلكون اهتمامات الساسة او الاجتماع بل هم ممن يعتني بترتيب احواله المالية عبر ادارته لممتلكاته واسهمه في شركة ما او مصرف ما.

 لكن.. لكن الذي يجمع كل هؤلاء وغيرهم على الاعم الاغلب في مثل هذه البلدان الحرة هو الشعور بالمسؤولية تجاه المواطن والوطن. وان الذي يتلكأ في شعوره هذا او يتآمر فسيرديه الناخب في غضون تظاهرة واحدة الى درك التردي والطرد الابدي من ميدان الحكم والحكومة. ثم لا يجد مفرا من حمل روحه الا قفص المحكمة.

 طبيعي في مثل هذه الحالة - وهي شهيرة في عموم بلدان الغرب- ان تسود المساواة والحرية والعدالة وان يسود الجميع القانون بدءا من رأس الهرم سوء كان الرئيس او الوزير والمارشال العسكري وانتهاء بالمستخدم والعاملة في حضانة ورعاية الطفل. وبذلك نجحوا منذ بداية ثوراتهم الصناعية والثقافية في تأسيس هذا الشعور وعدم التخوف مما تتحمله مستقبليات الاحداث سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

 صمام الامان هو هذا الحس وهذا الادراك الذي جعلنا كأمة عربية تدعي امتلاكها لارقى الحضارات والتواريخ، وامة اسلامية تقول ان لديها ما لم يخطر على قلب بشر من الامكانات والمفاخر..! ان ننظر الى الغربي باعجاب يصل في كثير من الاحايين الى مستوى التقديس. وننظر الى حالنا الى مستوى يغاير ويعاكس تلك النظرة. بسبب واحد هو اننا نتكلم ونثرثر وننظّر ونفخر ونتفاخر فقط  دون ان نقدم خطوة عملية واحدة فقط في ميدان هذا الشعور وهذا الاحساس العملي الذي جسده صلحاء الامة في تأريخنا القديم.

 في هذا المضمار قال سيد الحكماء امير المؤمنين علي عليه السلام: ليس الفتى من قال كان ابي بل الفتى من يقول ها انذا.

 ومن قبله فان القرآن الكريم يصرخ ليل نهار مذ 1400 سنة على ان نتكافأ ونسود بالعمل وما اكثر الايات في هذا: قل اعملوا.. ومن يعمل.. ويؤثرون على انفسهم.. الخ. وما اروع التجارب التاريخية التي يعرضها علينا القرآن الكريم لامم تخلت عن العمل وعن ذلك الشعور الذي به تحيا الامة وتحيا الشعوب.

 فهل سيحقق للعراقيين طموحاتهم وسينتشل العراق من امراضه ليلبسه ثوب العافية بالفعل هذا الملياردير خليل عبد الوهاب المتأثر جدا بخطوات الرئيس اللبناني الاسبق رفيق الحريري؟ ام ستتضاعف مليارديراته اطرادا مع تضاعف آلام العراقيين وخراب بلدهم؟

 ملبورن- ربيع 2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1188 الأحد 04/10/2009)

 

في المثقف اليوم