أقلام حرة

رسائل من الساحل الشرقي (5) / جمعة اللامي

"رجل شجاع واحد،

 يشكل اغلبية "

(ايمرسون ـ راهب امريكي)

 

(1)

لن تكون محاولة اغتيال الشاعر نوفل ابو رغيف، الفصل الأخير في مشهد عراقي ـ عربي ـ اسلامي موروث، من بين بناهُ الثقافية والإجتماعية والأخلاقية، العنف بصنوفه شتى .

ولا يزال دم الفنان هادي المهدي اَخضر نديّاً في المشهد الثقافي ـ السياسي العراقي .

 ولا تزال المطالبات مستمرة لمعرفة قتلة الناشط السياسي الكاتب كامل شياع، الى يوم العراقيين هذا.

وأتسلم مقترحات ومناشدات، بعضها من عائلة الصديق الشهيد شهاب التميمي، نقيب الصحفيين العراقيين، تدعو الى تكوين راي عام عربي ودولي، من اجل ملاحقة ومحاكمة الذين ولغوا بدماء العراقيين، من دون اي ذنب إقترفوه، سوى انهم عراقيون.

وبين هذه العمليات وفي أثنائها، لا يزال الراي العام العراقي، يطلع يوميا على تفصيلات عدد من العمليات المسلحة الأجرامية التي ادت الى مقتل المئات من الارواح العراقية البريئة، وإهدار مبالغ فلكية من الثروة الوطنية العراقية .

والمفارقة المريرة جدا، ان المحاولة الفاشلة لإِغتيال ابورغيف، وعملية القتل البشع لهادي المهدي، تم تنفيذهما، في عشية بدء العدّ العكسي لأنزال العلم الأمريكي من سارية السيادة والقرار فوق ارض العراق، ليحل محلها العلم العراقي والقرار الوطني العراقي .

 وهذه لحظة سياسية ـ ثقافية ـ تاريخية (الجلاء العسكري الامريكي هن العراق) لا ينبغي ان تمر على المشهد الثقافي ـ السياسي العراقي، من دون تحليل وتمحيص، والخروج منها بزبدة ثقافية سُداها ولُحمتها، الخروج برؤية ثقافية عراقية، حول مفهوم "الشخصية العراقية" في تطوراتها وتجليّاتها في الثقافة والفنون والآداب العراقية .

ورغم مرور ما يقرب من تسع سنوات على احتلال العراق، (وهي فترة زلزالية حقا من النواحي كافة). ومضي نحو تسعة عقود على قيام الدولة العراقية الحديثة، لم ينجز المثقف العراقي خطابه الوطني المغاير، حول العنف الذي ضرب البلاد باَنيابه وأذرعه المخيفة، ولا يزال (هذا العنف) يهدد مواطنينا وبنانا التحتية من الداخل، كما ان ادواته التدميرية، البشرية والمالية والفنية والعملانية، لا تزال تُصدَّر الينا من خارج الحدود الوطنية لبلادنا .

بعد غياب قسري استغرق اثنتين وثلاثين سنة عن الوطن، دعوت من "قاعة الجواهري"، في مبنى الأتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، الى ان يبادر الأُدباء والمثقفون والعلماء والفنانون العراقيون، الى الإنخراط في نشاط استثنائي يتم الأعلان بعده عن "نص ثقافي ـ معرفي"، هو اعادة تقييم وانتاج لواقعنا الثقافي والسياسي والإجتماعي، منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة، وحتى السنوات التي تلت احتلال بلادنا .

اليوم ـ ايضا ـ ومن على هذا المنبر، أعيد دعوتي تلك .

 

(2)

الاغتيال والقتل لأختلاف في الرأي والفكر ـ كما قتل إنسان تحت التعذيب ـ فعل غير أخلاقي قديم جداً، وربما تكون بداياته قبل النصوص الدينية التي وصلت الينا في شان قتل الاخ لأخيه طمعا بالثروة، او تحت هاجس الغيرة والطمع والرغبة في التسلط . لكن هذا الخراب الفردي،الذي تحول الى حالة إجماعية لاحقا، يبقى وليد إنقسام المجتمعات البشرية وفقاً للتقسيم غير العادل للثروة في تلك المجتمعات.

تتصاعد عمليات العنف السياسي، بمن فيها الإغتيال السياسي، عشية التحولات الكبرى وفي أثنائها: إن عمليات تعذيب او قتل او نفي الدعاة والإصلاحيين على امتداد القرون الماضية، لا سيما من بعد ظهور الدعوة المحمدية المشرفة في شبه جزيرة العرب، تقدم للباحث صورا للعنف العربي، لجهة ما هو ضد  الآخر ) العربي او المسلم، او ضد المسلم ـ المسلم ايضا : ان الأسلوب الذي تمّ فيه إغتيال الخلفاء الراشدين الثلاثة : عمر، عثمان، علي، يكشف عمق التضاد والتناقض في الأفكار وبرامج العمل والحركة، بين هذه النماذج العربية ـ المسلمة ذاتها، وبين الجهات المقابلة لهم، رغم التحصينات والتبشيرات المقدسة التي استبقت تلك العمليات القاسية جدا.

إن عملية الاغتيال في لحظتها،هي ذروة فعل إجماعي، ينفذه فرد او عدد من الافراد  انابة عن كتلة اجتماعية ـ سياسية ـ ثقافي ) وضحيته فرد او مجموعة ايضا . وهو تعبير عن منظومة من الأفكار والجماعات والمصالح البشرية . وتسيق لحظة الاغتيال من قبل الطرفين المتعارضين، سلسلة من العمليات الفكرية والثقافية والفنية، هي استعدادات لنفي هذا الاغتيال وكذلك لتنفيذه.

قبل لحظة تنفيذ عملية الاغتيال، يعمل الفكر، ويشتغل المال، وتتهيأ الأجساد باتجاهات متعاكسة، حول نفي أو تنفيذ عملية الاغتيال . إن نظرة متأنية إلى مجمل الوقائع المكشوفة أو المسكوت عنها قبل تنفيذ فعل الاغتيال السياسي على وجه التحديد، تضعنا أمام رأيين فكريين متعارضين، ومشروعين حضاريين متضادين، وبين تضاعيفهما ينشط دعاة ومنظرون، لإيصال ذلك التعارض والتضاد،إلى نجاحهما أو فشلهما بنجاح عملية الاغتيال أو فشلها .

ارتبط الاغتيال السياسي بأذهان كثير من الناس، بأشخاص منفذي عمليات القتل العمد، بل وصل الأمر بهذا الاعتقاد إلى مستوى طغى عنده التاريخ الشخصي للقاتل على موضوع الاغتيال : الضحية، بحيث بقيت في الظل الشخصيات والقوى الأجتماعية التي كانت تدير تلك العملية وتفيد من نتائجها . ولعل كُتّاب هذا النمط من التاريخ ـ بدراية أو لضعف الفكرة ـ حولوا القاتل إلى شخصية أكبر من حجمها، وتغافلوا عن موضوع الاغتيال . وهذا هو ما أدى إلى إيهام تاريخي خطير.

إن شخصية القاتل ليست بالضرورة شخصية استثنائية أو بطولية . فلقد قدم لنا تاريخ الاغتيال السياسي أنماطاً من البشر الغائلين يعيشون في أسفل سقف الذكاء البشري العادي، لكن قوة الفكرة، والقوى الإِجتماعية التي تقف وراء الغائل، هما قوة الدفع الكبرى لتحويل مجموعة بشرية إلى شخص واحد، هو الغائل، أو الضحية في الجانب المقابل.

إن الغائل في تأويلٍ ما، في زمن الاستعدادات والتدريبات على عملية الاغتيال، هو انابة عن ملاك الموت، أو هو إمتثال له كشخصية بشرية مجسمة .

إنه ـ هنا ـ هو الجلاد الذي يتخذ سمتاً جديداً تماماً، يقطع اي وشيجة تربطه بطهارة الفطرة الأنسانية . لكنه في لحظة تنفيذ عملية الإِغتيال ينفصل عن تلك الفطرة، بل وينفصل عن ماضيه الإنساني كله، لينقلب إلى شخصية جديدة في دلالاتها، زمنها وعمرها هو زمن لحظة تنفيذ عملية الاغتيال ذاتها . أما بعد ذلك، في حال نَجَحَ الفعل او فّشِلَ، فإنه عمر مضاف، كله نفي للذات، بمعنى الندم أو الخوف في حال الفشل . و كله انتظار للموت ربما بطريقة الإِغتيال ذاتها في حال النجاح.

وأسوأ ما في ثقافة الإِغتيال، تبرير عملية الإِغتيال وتمجيد القاتل .

نعم . هناك تأليفات نظرية على نطاق واسع في بدايات هذه الألفية، كما في القرن الماضي والذي سبقه بهذا الصدد . وربما يلخص مصطلح " العنف الثوري " أو " حماية الثورة " أو " حماية المجتمع " كل تلك التأليفات النظرية التي طرحها وبشَّر بها كتاب و مفكرون يروجون لوجهات نظرهم ذات اليمين وذات الشمال .

ان الإِغتيال السياسي، الذي هو شكل من أشكال الارهاب، كان أحد الموضوعات المفضلة للكثير من السياسيين والأدباء والمثقفين والمفكرين الغربيين، سواء على صعيد الكتابة النظرية والروائية والشعرية والمسرحية، وربما أيضاً على صعيد الممارسة . إن مدرسة " الديسمبريين " الروس التي قدمت أحد أفضل التطورات التجديدية في الثقافة الروسية، كانت الامتداد الثقافي و الأخلاقي لفكرة تقوم على تمجيد الاغتيال السياسي و التصفية الجسدية للمناوئين.

وتسرّب كثير من الآراء و الأفكار حول " العنف .. والعنف المضاد " باعتبارهما خطاباً إِجتماعياً وفكرياً وثقافياً من الثقافات الغربية المعاصرة، إلى الكثير من الشعراء والكتاب والفنانين والمثقفين العرب، لا سيما في القرن العشرين . حيث شهدت الساحة العربية، قصائد شعرية تمجد الدم، وخطب سياسية تُعلي من شأن عمليات الإِغتيال السياسي التي طالت شخصيات سياسية و اجتماعية في رأس السلطة وفي الكادر الوسيط منها، فضلا عن شيوع عمليات " الإِغتيال المعنوي " الذي تمارسه الأحزاب الثورية والمحافظة، على امتداد تاريخ الصراع الفكري والمسلح في مجتمعاتها .

إن أسوأ ما في خطاب الإِغتيال السياسي في الوطن العربي، هو ذلك الذي يتوجه إلى الكتاب والمثقفين والإعلاميين العرب. نتذكر ـ ونذكر ـ للمثال فقط، نفخ اجساد شخصيات كانت تدعو الى العدالة الأجتماعية، كما جرى مع الزعيم عبدالكريم قاسم والملك فيصل الثاني والملا مصطفى البارزاني، واللبناني فرج الله الحلو، وإخفاء المغربي المهدي بن بركة، وتغييب السيد موسى الصدر في ليبيا، وتصفية الناشط فؤاد الركابي في السجن، والمَقَاتل البشعة للدعاة، السيد محمد باقر الصدر، والسيد محمد صادق صادق الصدر، والسيد محمد باقر الحكيم، والشيخ عبدالعزيز البدري، والروائي نجيب محفوظ، والكاتب عزيز السيد جاسم، وغيرهم .

وشهدت سنوات العقد السابع، والنصف الأول من العقد الثامن، من القرن المنصرف، تسجيل عشرات حوادث الإِغتيال السياسي، التي راح ضحيتها االمئات من الادباء و الكتاب و الصحفيين العراقيين والعرب . ولعب سلاح " كاتم الصوت " دوراً أساسياً في تلك الحوادث، بينما لعب " العامل البيولوجي "، لا سيما في سنوات الحقبة الدكتاتورية، دوراً أكثر خطورة في هذا الشأن، باعتباره ابتداعاً واختراعاً تبنته أحزاب في قمة السلطة العربية في بلدان معروفة من هذا العالم العربي.

ان الأنظمة الحاكمة في البلدان العربية كافة، هيأت بُنى عسكرية ـ ثقافية ـ استخباراتية، اغدقت عليها الاموال والمنافع والمكاسب، ونُظمت في سبيل إنجاحها المهرجانات والمؤتمرات الثقافية والبحثية، من اجل ان تصبح عمليات الإِغتيال والتصفيات الجسدية، والملاحقة السياسية العنيفة، وعمليات "التعقيم الأجتماعي" بالتهجير الإِجماعي، وعمليات "الإِحلال والإِبدال القومي"، شأناً عربياً ـ عراقياً بإمتياز.

إن "إرهاب الدولة " اصبح حالة عربية قومية رسمية خالصة .

وشهد "عقد الأحتلال الأمريكي للعراق"، تعرض الآلاف من الأكاديميين والكتاب والأعلاميين والمثقفين العسكريين والعلماء في بلادنا، الى عمليات "اغتيال دموية" في الشوارع العامة، او تم "تغييب" كثير منهم في ظروف لم تنكشف ملابساتها والجهات التنفيذية التي قامت بها . كما ان هذه العمليات الإجرامية استهدفت قطاعات من الشعب العراقي الكادح في الأحياء وتجمعات العمل، راح ضحيتها مئات الآلاف من الرجل والنساء والأطفال، فضلا عن الخسائر المادية الضخمة .

إن عمليات "الإِغتيال الإِجماعي " في العراق، تتجه نحو محو قوى اجتماعية، وفرق ومذاهب ونِحَلٍ دينية، ومراكز حضارية وثقافية وعلمية، من الخريطة الديموغراقية والثقافية والدينية والعلمية العراقية .

لقد وصل الحال في بلادنا، الى ان اطرافاً في الحكم والدولة تمَّ اتهامها برعاية، او قامت برعاية، "عمليات ارهابية مسلحة"، من قبل اطراف اخرى في الطبقة الحاكمة ذاتها، طاولت شخصيات اعتبارية ومؤسسات الدولة والمجتمع وفئات اجتماعية موزعة على المجتمع العراقي بأطيافه المعروفة .

وإِتجهت تلك العمليات المسلحة الأجرامية، نحو الميراث الثقافي والروحي والديني للعراقيين، فتم الإِعتداء على المساجد والحسينيات والكنائس والمنديات والكُنُس والصوامع والتكايا والنُصُب والتماثيل والجداريات، بينما نشطت فتاوى وتأويلات تدعو الى تدمير ما انجزه الفنانون العراقيون بعد قيام الدولة العراقية الحديثة .

كما ان اتهامات عراقية وعربية، واخرى اجنبية، توجهت الى اجهزة المحتل الأمريكي، كما الى عدد من اجهزة الأمن العربية والأجنبية، بكونها هي التي تقف وراء عمليات الإِغتيال والتصفية الجسدية التي طاولت تلك الثروات العراقية التي لا يمكن ان تعوض . وهناك في مؤسسات الرأي والضمير والصحافة الغربية، لا سيما الأمريكية منها، ارشيف موثق عن هذه الظاهرة الكريهة التي اصبحت مضرب الأمثال في بشاعتها .

من اللافت هنا، ان كثيرا من تلك "العمليات المسلحة" جرى تبنيّها من قبل "مجموعات" عراقية، لها امتدادات عربية ـ اسلامية ـ عالمية، تعلن إِنتماءها الى " ثقافة المقاومة" . ومن المفارقة المريرة في هذا الميدان ان تلك "العمليات المسلحة" توجهت الى جماهير الفقراء والمواطنين العراقيين الذين من اولى حقوقهم المكتسبة والدستورية، ممارسة اختياراتهم الثقافية والروحية، والتمسك بهوياتهم القومية والدينية التي تشكلت تاريخيا، والتي نصت عليها الشرائع السماوية والتشريعات الارضية، بينما تم التعتيم المبرمج على فعل المقاومة الصحيح، اوتمَّ تجاهله تماماً، او حتى احالته الى "عمليات ارهابية"، نفذتها قوى ومجموعات عراقية وعربية وإسلامية في العراق، لا تزال ايديها ملطخة بدماء العراقيين والعراقيات .

ان "الإِرهاب الاعمى" الذي شهدته السنوات المعروفة في فترة احتلال بلادنا، ليس من "ثقافة المقاومة" في شيء . انه عمل دنيء وإجرامي من الناحية الاخلاقية والسياسية والحقوقية . وهو تأكيد للتخلف الثقافي والحضاري والديني الذي لا يعرف قيمة العقل والفكر والعمل .

إِن " ثقافة المقاومة" خطاب معرفي ـ اجتماعي ـ سياسي، هو وجهة نظر ثقافية متقدمة في الحياة، تعني تحرير التراب الوطني من اي سيطرة اجنبية، والإِعتراف بحقوق المرأة والأسرة والطفولة، وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين جميعا، في البلد الذي يتعرض الى الغزو العسكري الأجنبي، وما يتبعه من استعباد للبشر، ونهب للثروات الوطنية على تنوعها وتعددها .

وكما هو واضح الان، فان " فوضى سياسية ـ ثقافية ـ أخلاقية"، غير الذي شهدته بلادنا من تدمير وقتل في السنوات السابقة، لا تزال في اطوار التجريب والأستنساخ في العراق، الذي يرفض ابناؤه القتل والإغتيال والإرهاب، ويريده مثقفوه وأدباؤه وعلماؤه وفنانوه، ان يعود الى موقعه الحضاري والثقافي المتميز على مر التاريخ . وهو الخيار الذي كان، ولا يزال وسيظل كذلك، هاجس الكتاب والادباء والاعلاميين والفنانين والاكاديميين العراقيين.

 

(3)

اليوم، وبعد رحيل القوات المحتلة عن بلادنا، وتمسك الأرادة الشعبية العراقية في بناء دولة المواطنة الحقيقية، يبدو من الضروري ان نلتفت جميعنا، كمثقفين وكتاب وأدباء ودعاة وفنانين وعلماء، الى هذه اللحظة التاريخية الفريدة، ونتمسك برسالتنا التي تحملها كلماتنا الى شعبنا والعالم، ونخطو نحو فضائنا الذي ينبغي ان نملأه نحن لا غيرنا، ونرسم خريطة عمل تقود الى تحقيق مهمتنا المرجوة .

 

وفي مقدمة هذه الخريطة العملية :

1 ـ تشكيل هيئة تحضيرية من ذوي الخبرة والتجربة والأختصاص، تعمل على كتابة مسودة لائحة ثقافية ـ حقوقية ـ سياسية، حول ثقافة " العنف والاغتيال السياسي " في العراق، على مر الدهور والحقب .

2 ـ التحضير الى عقد مؤتمر وطني عراقي، يضم اوسع عدد ممكن من ممثلي قطاعات الثقافة والفكر والإِبداع في العراق، يناقش تلك المسودة، ويعمل على تطويرها، ومن ثم اقرارها، لتكون دليلاً نسترشد به في عملنا الثقافي ـ السياسي ـ الحقوقي، وفي تحليل وفهم واستيعاب التجارب القاسية التي مرت على بلادنا في هذا الصدد، لا سيما في الفترة اللاحقة على قيام الدولة العراقية الحديثة .

3 ـ يتحول المؤتمر الوطني هذا، الى مؤسسة ثقافية ـ حقوقية ـ سياسية، يتم تحت مظلتها التعبير عن ثقافة العدالة والحوار والمساءلة والتسامح والتضامن بين العراقيين جميعا .

***

اردت من هذا النص، ان يكون مقدمة لنقاشات وحوارات حرة ومسؤولة، علنية وعلى الهواء الطلق، وعلى مسمع من العراقيين جميعا، من خلال مؤسسات الإعلام والرأي العراقية كافة، لتُنضج هذا الخطاب الذي اعتقد انه يدور في عقل اي مواطن عراقي وضميره .

والله تعالى، والشعب العراقي، من وراء القصد .

 

جمعة اللامي


 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2044 الثلاثاء 28 / 02 / 2012)


www.juma-allami.com

في المثقف اليوم