أقلام حرة

ألوضعُ ليسَ .. آخر حَلاوة / امين يونس

أم أنك تُريد فقط نَشر الغسيل القّذِر أمام الملأ؟ هل كانَ أبوكَ يمتلك سّيارة؟ طبعاً لا، وها أنتَ عندك، أم كانتْ اُمكَ عندها غّسالة اوتوماتيك؟ المرحوم جدّكَ لم يرَ غير الفانوس واللالة، واليوم تعترض، لأن الكهرباء تنقطع لبضع ساعات؟ كُنْ مُنصِفاً يا رَجُل .. فمتى تَمَتعتَ بالأمان والإستقرار، كما الآن؟ هل إبنك يُساق الى الخدمة العسكرية الإجبارية اليوم، غصباً عنه وعنك؟ ألا تحتفل وعائلتك، بعيد نوروز كما تشاء؟ هل هنالك اليوم، مُدير أمن من الرمادي او تكريت، يتحكم بمصائر المواطنين هُنا؟ ... أياكَ أن تنكُر الإنفتاح الحاصل على العالم، من خلال الفضائيات المُنتشرة .. هل هنالك اليوم منزلٌ او حتى كوخٌ ليسَ فيه ستلايت ودِش؟ وحتى الأطفال عندهم موبايل .. وحُرية النَشر مشهودة، والجميع بإمكانهم الحصول على جواز سفر، والذهاب الى الخارج إذا أرادوا ... هذه كُلها جُزءٌ من الإيجابيات الموجودة ... اُريدُ أن أفهم، ماالذي لايعجبك؟ تتحدث عن الفساد؟ كُنْ صادِقاً .. أتحداكَ ان تذكر دولةً واحدة .. نعم دولة واحدة فقط (من البلدان المُشابهة لنا، ولا تَقُل السويد او فنلندا مثلاً)، ليسَ فيها فساد . تتحدث عن لاعدالة توزيع الثروات، بِرّبكَ اُذكُر دولةً واحدة، فيها عدالة التوزيع .. سواء من الانظمة الإشتراكية السابقة أو الرأسمالية أو الإسلامية .. هل في الصين او كوبا، توزيعٌ عادل للثروة؟ هل في فرنسا او المانيا او امريكا؟ أم في السعودية أو إيران؟ ... أم انك فقط، تستمع الى تَخّرُصات المُعارضة؟ ينبغي ان تعرف، ان أطراف ما يُسّمى بالمعارضة، ليسوا بمنأى عن كُل الأشياء التي، تتَهِمُ أنتَ بها الحكومة والاحزاب الحاكمة ... ماذا تُريد؟ هل ترغب ان يُسيطر الإسلاميون على الوضع ويحصوا عليك أنفاسك ويلغوا معظم الحريات الشخصية؟ أم تعتقِد ان حركة مثل كوران او التغيير، إذا إستلمتْ السُلطة، ستكون أفضلَ مِنّا، أو أقل فساداً، او اكثر ديمقراطية؟ أنتَ واهمٌ كثيراً يا رَجُل ! .. هل تدري انك بإنتقاداتك المُستمرة، تُساعِدُ بصورةٍ غير مُباشرة، اعداء الكُرد؟ وتفسح المجال لهم للتدخُل في شؤوننا والوقوف بِوجه طموحاتنا المشروعة؟ أننا ضّحينا كثيراً وطيلة سنوات، واليوم هو يومنا وزمننا، ولن نسمح بأي حالٍ من الأحوال، أن يأتي آخرون لم يُقّدموا شيئاً لهذا الشعب، ويقودوا السُلطة .. هذا مُحال] .

ما وردَ أعلاه .. هو مُلّخَص ما يُرَدِده كوادر الحِزبَين الحاكِمَين في اقليم كردستان، والعديد منهم أصدقائي . وتلك وجهات في النظر مُحترمة، وتُمّثِل جانباً من المشهد السياسي الإجتماعي هنا .. ولكنها قابلة مثل أي شئ آخر .. للنقد، والتمحيص، والرَد . فكما يبدو، ان الجماعة، مُرتاحين للوضع الحالي، ويعتقدون بأنه آخر حلاوة ! على حَد قول إخواننا المصريين،... بينما (نحنُ) أي الكثير من المواطنين المُستقلين وغير المنتمين الى أي حزب او جماعة او حركة ... نرى بأننا ينبغي أن نرتقي بطموحاتنا، ونكُف عن مُقارنة أنفُسِنا، بِمَنْ هم دوننا .. بل العمل على الوصول الى أفضل المُستويات في كُل المجالات .

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2051 الثلاثاء 06 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم