أقلام حرة

خبز قمة بغداد المحروق / مهدي الصاقي

لا نعرف شريعة سماوية أو أرضية تقول إن الأمور والأشياء الكمالية أفضل من قوت الفقراء، متى كانت القمة العربية مع مصالح الشعوب العربية، منذ تأسيسها وحتى ألان تدار خارجيا، ووفق جداول وخطط وبرامج امبريالية تعد سلفا، وتطلع عليها دوائر المخابرات الدولية قبل أن تمرر على القادة العرب.

الجامعة العربية أيها السادة كانت مساهمة بشكل فعال في تدمير العراق وسحق شعبه، بل وفي حماية الأنظمة المستبدة المجرمة بما فيها نظام البعث البائد،

(قرارها بشأن حرب تحرير الكويت وتدمير العراق 1991-قرار حماية حسني مبارك ومن ثم أسقطه الشعب-المبادرة الخليجية الفاشلة في اليمن-حماية حكومة البحرين المنتهكة لحقوق شعبهم-الالتفاف على سوريا ولبنان-مهادنة إسرائيل والضغط على حزب الله-إدارة ملف الفتنة السلفية الشيعية، الخ.)

اليوم وبعد أن تفككت أنظمة الهزيمة والاستبداد، تريد حكومة بغداد أن تبعث الروح في جسد هرم وشاخ على الظلم والفساد، تود أن تكسب اعتراف دولا كانت ولاتزال مصدرا رئيسيا للجرائم الإرهابية اليومية التي تحصل في بلادنا،

وتبحث عن شماعة تصدير الأزمات الداخلية المتفاقمة(أزمة البطالة وفشل تنفيذ المشاريع، وتعثر إصلاح وتوفير الخدمات العامة، أزمة الكهرباء، إضافة إلى الأزمة الأمنية والتربوية والصحية وقضايا الإسكان والبطاقة التموينية الخ.)، وهم يعرفون جيدا إن الصراع العربي السوري، هو لتفكيك مايسمى بالهلال الشيعي، تقوده أكثر الدول تأثيرا اليوم في قرارات الجامعة العربية(السعودية وقطر وباقي دول الخليج)، بل إن هذه الدول الداعية لعزل دول الممانعة أو دول الهلال من خلال إقامة مايسمى بالاتحاد الفيدرالي الخليجي-العربي(المدعو إليه كلا من الأردن والمغرب وبقية الدول بعد إن تعزز فيها دور السيادة السلفية الوهابية السعودية-القطرية)

في حين كان المفروض إن يكون لنا موقفا وطنيا وحتى قوميا حول مجمل تلك القضايا والأزمات المتكررة داخليا وخارجيا، فعلى الصعيد الداخلي كان المفروض أن نضع شروطا على إقامة قمة بغداد، من خلال إجبار الدبلوماسية العراقية والعربية على بحث مسائل مهمة وحيوية تخص مستقبل الأمة العراقية والعربية،

منها مثلا مسألة الديون، وملف ميناء مبارك، وملف الإرهاب والقنوات الإعلامية المساندة له وللفتنة الطائفية، ودعم حق الشعوب في التحرر من الأنظمة المستبدة،  وتعزيز دور المرأة في المشاركة العامة، وكذلك بحث الملف السوري وغيرها من الأمور، لا أن نخضع بشكل مخجل لشروط تلك الدول الرافضة حتى ألان عن الإعلان عن مستوى المشاركة الرسمية في هذه القمة( الورطة والمشكلة).

ماهي المكافئة أو المنحة أو المكرمة التي سيحصل عليها الشعب العراقي جراء احتضان هذه القمة الرقم (رقم سيضاف إلى باقي القمم)، ثم من سمح للحكومة والبرلمان العراقي أن تفوض لنفسها أن تعبث بأموال وقوت الفقراء، حتى نكون بمستوى إقامة مثل هكذا لقاءات مكلفة لخزينة الدولة، من هو الأولى بمثل هذه المصروفات المحروقة، ملايين الدولارات من تأهيل شارع المطار إلى شراء السيارات المصفحة إلى أخر ملفات الفساد التي رافقتها حتما،

هذه الأموال الطائلة كان المفروض إن تذهب إلى فقراء وأيتام العراق، إلى بيوت صفيح التنك والطين، إلى الذين لازالوا يبحثون في مزابل الأغنياء،

نعم السياسة والدبلوماسية والعلاقات العربية والإقليمية تحتاج إلى مثل هكذا لقاءات واجتماعات ومؤتمرات، ولكن لا يمكن أن تكون على حساب المواطن وكرامته وقوته،

كيف سكتت المرجعيات الدينية (الشيعية والسنية) على مثل هكذا تصرفات تستهدف حياة المواطن العراقي ومستقبله (بما فيها رواتب المسئولين وموازنة المصفحات وفساد بعض المؤسسات والشركات المتعاملة معها)، الم تتحدث الموازنة عن عدم قدرتها لبناء مايحتاجه العراق من مدارس، اذن نحن في بيت منكوب يشع بالقضايا الاجتماعية المؤجلة، الم تكن المعارة في الأمس القريب لاتقدر على الاقتراب من سفارات الدول العربية، ماعدا مما بدا

كيف يمكن أن نقبل إن ترهق ميزانية الدولة لشراء خبزا محروق، لايغني فقير ولايسد جوع احد ...........................

 

مهدي الصافي


 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2052 الاربعاء 07 / 03 / 2012)



في المثقف اليوم