أقلام حرة

الأبنية المدرسِية / امين يونس

ان يكون من صميم عمله، مُواكبة التطور الحاصل في أرجاء العالم، بالنسبة لأبنية المدارس.. والعلاقة العضوية، بين البناء، وبين المستوى التعليمي والتربوي... فأن هذه الأقسام، تنحصر مُهمتها في الواقع اليوم، على " ترميم " الأبنية القديمة، التي عفا عليها الزمن.. وحتى المدارس الجديدة التي بُنِيتْ خلال السنوات الماضية، تحت إشرافها، فأنها كّرَرتْ نفس الأخطاء الماضية، وهي قائمة على النظام الذي كان سائداً قبل أكثر من ستين سنة !.

ان الإستعجال، ولا سيما في أقليم كردستان، في تبديل المناهج الدراسية، وإقتباسها من المناهج العالمية المُتطورة.. قبلَ توفير بُنيَة تحتية مُناسبة، من الأخطاء الشائعة في العراق الجديد.. وأود هُنا أن اُرّكِز على فقرة واحدة ألا وهي (أبنية المدارس).. واترك الامور الأخرى، من قبيل الكادر التعليمي وضرورة تطويره وتخليصه من النمطية التي نشأ عليها منذ عشرات السنين، وزيادة أجوره بدرجةٍ بحيث يشعر بالإطمئنان على معيشته وأسرته، بكرامة وعزة نفس، الى مُناسبةٍ اُخرى... إذ ان النظام الحالي للأبنية المدرسية في عموم العراق، مُتخلف بدرجةٍ كبيرة، ولا يُوّفِر للمُعّلم، فرصة لتوظيف إمكانياته " الشخصية " لمصلحة الطالب.. وبالمُقابل، لايسمح هذا النظام، للطالب، تَعّلُم الإنضباط وإحترام القانون والمُحافظة على المُمتلكات العامة. ادناه بعض الملاحظات :

- ضرورة التوّجُه نحو بناء (مُجّمعات) كبيرة للمدارس بإختلاف مراحلها، فمثلاً.. بدلاً من بناء مدرسة في كُل محلة سكنية " بما يجره ذلك من إستخدامٍ لمساحات من الأرض في كُل محلة، والزحام الذي يتولد، والضوضاء المُتبادلة بين السكان الملاصقين للمدارس، وذاك الذي يصدر من الطلبة، ومُتطلبات الإدامة...الخ "... بدلاً من ذلك.. يمكن بناء مُجمعات كبيرة، يؤمها التلاميذ من عدة محلات، ومن الضروري، تأمين (نقلهم) من وإلى المدرسة، بوسائط نقل معقولة.. ان هذه المجمعات، تُوّفِر الكثير من الأرض، وتُوِفر المصاريف والتكاليف أيضاً.. الى جانب، سهولة القيام بإدامة وصيانة مُختلف الخدمات من كهرباء وماء وتنظيف...الخ.

- إلغاء نظام [الصفوف] الحالي... حيث الصف اليوم، عبارة عن غُرفة، ذات أرضية مُستوية، تتوزع فيها الرحلات او المقاعد غير الثابتة.. وما أن ينتهي الدرس، حتى " يُغادِر " المُعّلِم، ويبقى معظم الطلبة داخل الصف، ولأنهم بحاجة الى " صرف الطاقة الفائضة "، فأنهم يلحقون الأذى " وإن بصورةٍ غير مقصودة " بِكُل ما موجود في الصف، من رحلات وأثاث وغير ذلك.. والمُعّلم لايشعر ب " عِلاقة قوية " تربُطه مع هذا الصف أو هذه الغُرفة، فأنه يتحول في كُل حِصة الى غرفةٍ اُخرى ويُغادرها حال إنتهاء الدرس. من المفروض أو الأصح، هو ان يكون مكان المُعلم [ثابتاً]، أي ان يكون الصف بمساحةٍ أكبر وذات مُلحَق لإستراحة المُعلم.. فيبقى هناك بعد إنتهاء الدرس، ولا يضطَر للذهاب، الى "غرفة المُدرِسين "، بل ان الطلاب هُم الذين يتركون الصف " طبعاً من الضروري التوفير المُسبَق لأماكن مُناسبة لفترة إستراحة الطلبة ". أي بالمُختَصَر، يجب ان تكون لِكُل مُعّلِم قاعتهُ، ذات الأرضية المُدّرَجة والرحلات المُثبتة ، مثل قاعة رقم 1 للإستاذ س الخاصة لتدريس الرياضيات.. حينها يستطيع المُعّلم الإعتناء أكثر بالمكان.. والطالب يعرف حسب الجدول، ان محاضرته في القاعة المُرقمة كذا للإستاذ الفلاني.

- إيلاء أقصى إهتمام، ب [المرافق الصحية] في المدارس عموماً.. إذ ان الغالبية العظمى منها، تشكو من الإهمال وفقدان النظافة، الى جانب قِلة عددها. ففي حين، هنالك ضرورة، لتغيير النظام الحالي للمرافق الصحية في المدارس، بالكامل.. وبناءها بِشكلٍ علمي ولائق.. فأن [صيانة] وإدامة هذه المرافق، لها نفس الاهمية.. فهنالك عشرات الموظفين والعمال المتبطلين الذين لايقومون بأي عمل، في كُل دائرة.. في الوقت الذي تُترَك المرافق الصحية في المدارس عموماً، بدون تنظيف ولا صيانة... من اللازم تعيين أعداد كافية من المستخدمين الأكفاء، للقيام بهذه المُهمة.

- ضرورة وجود مُختبرات متنوعة، في المدارس، وقاعات للموسيقى والنشاط الفني، واُخرى للرياضات المُختلفة.. وإدارة هذه النشاطات، مِن قِبَل مُختصين.. والكَف عن إعتبار درس الرياضة او الفنية، من الدروس " الزائدة " !.

- طبعاً.. على مجلس النواب والحكومة، تخصيص مبالغ كافية في كُل موازنة، للنهوض بالواقع المُزري الحالي، لأبنية المدارس... إذ لن يكون هنالك تطّورٌ حقيقي في البلد ولا تنمية بشرية مُستدامة، بلا مدارس ذات مُستوى لائق.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2052 الاربعاء 07 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم