أقلام حرة

مبدأ الح?ومة الكوردستان?ة الجديدة ورهانات التغيير / سامان سوراني

بالعقليات السائدة والأنظمة المتحكمة والمقولات المستهلكة، وإنما ينهض بها من ?حسّن الاشتغال عل? خصوصيته وتحويل هويته لكي ينخرط في بناء عالم مشترك يتيح التعايش والتواصل، عل? نحو سلمي تبادلي في أطر وطنية أو اقليمية أو عالمية.

الحكومة الكوردستانية الجديدة بقيادة السيد نيجيرفان بارزاني، الذي بفاعليته وبراغماتيته وتجاربه وواقعيته وكاريزميته والتصاقه بالجماهير يمتلك خبرة القيادة الموفقة لأكثر من مرة، بيّنت من خلال حواراتها الحثيثة التي أجرتها مع أكثر من طرف بأنها تعمل من أجل بناء علاقات إيجابية مفتوحة مع الأطراف السياسية الفاعلة وتهتم بتمتين الأرتباط الاستراتيجي مع الجهة التي تدعمه وتؤازره في التحالف الكوردستاني وهي تعرف بأن الأطراف السياسية العاملة لها برنامجها وأسلوبها الخاص في العمل.

ومن الواضح بأن عملية الحوار الجادة تتطلب وعياً متبادلاً للظروف المحيطة وتفهماً من كل طرف لحدود وامكانات الطرف الآخر، لذا يقوم رئيس الكابينة الجديدة بإجراء حوارات جدية حول الأولويات والمهام المنتظرة من قبل الشعب الكوردستاني في سبيل التر?يز عل? المسارات التي تتطلب الإستمرار فيها. فما يحتاجه الشعب الكوردستاني هو الإحتفاظ بالأمن والاستقرار أولاً وتعزيز الوحدة الداخلية ثانياً وذلك من خلال دعم الشعب للح?ومة لعزل الأطراف التي تسع? ال? نصب جدران الكره والعداء وتعمل عل? أن نحوّل هوياتنا ال? زنزانات عقائدية أو ال? مصانع لإنتاج الفرقة والفتن، لوضعها في حجمها الحقيقي. علينا العمل عل? تفكيك آليات التفكير من أجل تغيير صيغة الوجود ونمط ممارسته وتبديد شعار الإعتصام بالأصول والخوف عل? الذاكرة والهوية الدينية من الضياع والذوبان.

ومن خلال تثبيت أركان مؤسسات الدولة الكوردستانية المنظمة والعصرية وذلك بالإهتمام بقوى المجتمع المدني والكفاءات التكنوقراطية يتغلب منطق الدولة بمفهومها العصري عل? منطق الطائفة أو القبيلة وبه نستطيع معالجة التحديات المستقبلية والإحتدامات السياسية المحتملة وذلك بربط تلك المؤسسات بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكة الأمن السبراني وتجهيز هياكلها بالت?نلوجيا الحديثة. ومن الضروري قراءة واقع التطور في ضوء المستجدات والتغييرات، فالعالم اليوم إنتقل من الإنتاج المي?اني?ي ال? الإنتاج الالكتروني ومن المواد الثقيلة ال? المواد الناعمة ومن إدارة الأشياء ال? إدارة المعلومات، ومن فائض القيمة ال? القيمة المضافة الناتجة عن التجارة الال?ترونية، فتفعيل الديمقراطية لا يعني فقط مشاركة المجتمع الكوردستاني في العملية السياسية بل ومشروط أيضا بتوفر المقومات الإجتماعية والاقتصادية التي تتضمن للمجتمع الكوردستاني القدرة عل? ممارسة حقوقه وحرياته بشكل أرق? وأكمل لإبراز تلبية المطالب المجتمعية المرتبطة بالعدالة الاجتماعية، ?توفير فرص التعليم للجميع ومحو الأمية ومساواة المرأة بالرجل وتوزيع الثروة الكوردستانية من النفط والغاز عل? أسس عادلة تكفل العيش الكريم للجميع، وتحسين الأجور والمرتبات ومحاربة البطالة والبطالة المقنعة وغلاء الاسعار وتوفير التأمين الصحي والضمان الاجتماعي للطبقات الفقيرة، و?ذلك العناية بشبكات الصرف الصحي والبيئة والإستمرار في المشاريع الصناعية والزراعية والسياحية والإرتقاع بالطاقة ال?هربائية وإستثمار الطاقات الطبيعية المتوفرة، وتفعيل وثيقة الإصلاح الذي رفعه السيد رئيس إقليم ?وردستان قبل عام ومكافحة جميع أشكال الفساد في قطاعي العام والخاص بتفعيل دور أعضاء الإدعاء العام والإستفادة من الجهود العالمية المتزنة.

نحن نعرف بأن المواطنة لم تعد تفهم أو تمارس كما كانت عليه من قبل، فهي تتغير وتغتني بعناصر وأبعاد جديدة، ?عقلية الشراكة ومنهج التوسط ومبدأ الإعتراف، ومن المؤكد بأن هناك قضايا عالقة بين ح?ومة اقليم كوردستان والح?ومة الاتحادية، لذا نراه من الضروري وضع خريطة طريق حاسمة لإنهاء مش?لة المادة 140 من الدستور العراقي وإظهار الجدية في تطبيق بنودها. إذن علينا هنا الوقوف بسياسة التوّحد، التي تعتبر ضرورة تاريخية بدلاً عن اي انقسام يفّسخ نسيج المجتمع الكوردستاني، وذلك لمجابهة الخطب النارية ولغة التهديدات، التي ترتفع بين فترة وأخرى من قبل ذوي السلطة في الحكومة الاتحادية.

إن هذه اللحظة فائقة والتحديات جسيمة والاستحقاقات كبيرة لا بسبب المشكلات المزمنة في الداخل، بل لأن المجتمعات المعاصرة تشهد تحولات هائلة ومتسارعة تخترق مختلف وجوه النشاط البشري، نحن لا نستطيع أن نبق? بمنأ? عن التأثر بالمجريات أو عن التتغير في ضوء التطورات، ولابد لنا من الخروج من عقلية الثبات والمحافظة التي تنتج التراجع والتبعية لنسير نحو منطق التوليد والتحويل بتنشيط العلاقات الدبلوماسية وتفعيل جسور التواصل مع المحيط الاقليمي والدولي، به نستطيع رفع شأن ومكانة الحكومة الكوردستانية في المجتمع الدولي والمنظمات العالمية.

وختاماً: "إن الذين يقاومون المُتغيّ?ات سوف تهمّشهم التحولات وتنتقم منهم الوقائع، لكي يسيروا وراء حداثة أصولية خرافية لن يصلوا اليها أبدا، بل سيمارسون حداثتهم بطريقة رجعية هشّة فقيرة بقدر ما يُفكرون بصورة معكوسة. إذن علينا تغذية العناوين وتجديد المفاهيم بتغير العدّة المعرفية والمهمات الوجودية"

 

د. سامان سوراني 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2056 الأحد 11 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم